أدعية.. ولكن في الاتجاه المعاكس

ملفات متنوعة

  • التصنيفات: الذكر والدعاء -
سلمان بن يحي المالكي

الدعاء الأول :

"الحمد الله الذي لا يُحمد على مكروه سواه"
هذا الدعاء ليس وارداً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والوارد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حال المصيبة، هو ما رواه ابن ماجه [ 3803 َ] أنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: «
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ »، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: « الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ». حسّنه الألباني في صحيح ابن ماجه. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " تفسير جزء عم"، ص 127: "أما ما يقوله بعض الناس "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فهذا خلاف ما جاءت به السنة، بل قل كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الحمد لله على كل حال » أما أن تقول: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قدّر الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يصبر الإنسان على ما قدر الله عليه مما يسوؤه أو يسره، لأن الذي قدره هو الله عز وجل، وهو ربك وأنت عبده، هو مالكك وأنت مملوك له، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع..


بل يجب عليك الصبر وألا تتسخّط، لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك، اصبر وتحمّل والأمر سيزول ودوام الحال من المحال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «
وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً ». صححه الألباني في تحقيق السنة لابن أبي عاصم 315.


فالله عز وجل، محمودٌ على كل حال من السراء أو الضراء، لأنه إن قدّر السرّاء فهو ابتلاء وامتحان، قال الله تعالى {
وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء:35] فإن أصابتك ضراء فاصبر، فإن ذلك أيضاً ابتلاء وامتحان من الله عز وجل ليبلوك هل تصبر أو لا تصبر، وإذا صبرت واحتسبت الأجر من الله فإن الله يقول { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر:10]

الدعاء الثاني :

" اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهّدت في آخر صلاتك، فأثن على الله عز وجل وصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم ثم اسجد واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (عشر مرات)، ثم قل اللهم إني أسألك بمعـاقد العز من عرشك ومنتهى الرحـمة من كتـابك واسمك الأعظم، وجدّك الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك ثم سلم يميناً وشمالاً. ولا تعلّموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون"


الدعاء المذكور أخرجه الحاكم وأورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال: تفرد به عامر بن خداش النيسابوري، قال: وقال شيخنا الحافظ أبو الحسن كان صاحب مناكير، وقد تفرّد به عن عمر بن هارون البلخي، وهو متروك متّهم، أثنى عليه ابن مهدي وحده، وبهذا تعرف أن الحديث ضعيف من جهة الإسناد، هذا وقد دلّت الأحاديث الصحيحة على النهي عن قراءة القرآن في السجود؛ فيكون الحديث ضعيفاً أيضاً من جهة المتن، فلا يجوز العمل به لعدم صحته ومخالفته للأحاديث الصحيحة.


وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 6/439.

الدعاء الثالث :

" تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو ، إلهي وإله كل شيء ، واعتصمت بربي ورب كل شيء ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبي الله الذي هو حسبنا ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوق ، حسبي الرازق من المرزوق ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله مرمى ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم "


هذا الدعاء لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد رواه بنحوه ابن أبي الدنيا في كتاب " الفرج بعد الشدة " من طريق الخليل بن مرة عن فقيه أهل الأردن بلاغا أي قال : بلغنا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 4173 وضعيف الجامع 4348 ، وبما أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح فإنه لا يعول عليه ولا يُلتفت له .

الدعاء الرابع :

"حجر حابس، شهاب قابس، ردت عين الحاسد عليه وعلى أحب الناس إليه".
هذا الدعاء لا أصل له، وفيه عدوان على غير المعتدي، فلا يجوز استعماله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ».
والله أعلم.


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء