كيف أعود للاستقامة بعد الانحراف وليس لي من يعينني؟!

منذ 2013-08-27

أبلغ من العمر 19 عاماً، بدأت حياتي بحفظ القرآن الكريم بدعوة من والدي للتسجيل بحلقة حفظ القرآن في المسجد، وحفظت ما تيسر لي، وبقيت محافظاً على صلاتي في المسجد حتى وصلت للصف الثاني عشر، وكنت أؤذن متطوعاً، وانتقلت بعد ذلك للدراسة في الخارج في دولة عربية لم أجد بها تشجيعاً كما في بلدي؛ فلم أعد أصلي في المسجد مع مرور الوقت، وبدأت أتساهل بالمعصية واستماع الأغاني؛ فحاولت البحث عن صحبة صالحة فلم أجد، وكلما حاولت التقرب من بعض الإخوة المتدينين لم أجد منهم ذلك.


السؤال:
أبلغ من العمر 19 عاماً، بدأت حياتي بحفظ القرآن الكريم بدعوة من والدي للتسجيل بحلقة حفظ القرآن في المسجد، وحفظت ما تيسر لي، وبقيت محافظاً على صلاتي في المسجد حتى وصلت للصف الثاني عشر، وكنت أؤذن متطوعاً، وانتقلت بعد ذلك للدراسة في الخارج في دولة عربية لم أجد بها تشجيعاً كما في بلدي؛ فلم أعد أصلي في المسجد مع مرور الوقت، وبدأت أتساهل بالمعصية واستماع الأغاني؛ فحاولت البحث عن صحبة صالحة فلم أجد، وكلما حاولت التقرب من بعض الإخوة المتدينين لم أجد منهم ذلك.

أما سؤالي فإني أحاول أن أرجع إلى رشدي وأحاول التوبة، فلا أعلم كيف أبدأ التوبة هل التوبة تبدأ بالمظهر؟ أم الفعل؟؟ هل أطلق لحيتي فتمنعني من المعاصي، أم أبدأ بتركها؟ هل أقصر الثوب؟ أم ابدأ بالتدرج. وإن قمت بذلك، فماذا عن النكسة؟ فقد مررت بها أكثر من مرة. هل ضميري يؤنبني لأني عاص، أم لأني انتقلت من الأحسن إلى الأسوأ؟

الجواب
الابن الكريم: إن التفكر في الحال شيء محمود بذاته، وهو دليل خير لديك، وبشارة حسنة لما يقر في نفسك تجاه رغبتك في الإصلاح والعودة للاستقامة.

وما ذكرته عن سابق عهد لك مع القرآن والمساجد والأذان دليل آخر على طيب نفسك كونها ترتاح في ذكر الله وتطمئن إلى طاعته، وأنك تربيت في هذا الجو الكريم.

أما عن سؤالك حول إصلاحك لنفسك، فهو السؤال الواجب والبحث اللازم الذي على كل مؤمن غفل عن سبيله المستقيم أن يبحث عنه ويسأل ويجهد نفسه حتى يجد جوابه.

والإسلام علمنا أموراً وثوابت، إن التزمناها عادت إلينا الاستقامة، وعدنا إلى سبيلها مهما كانت الظروف من حولنا.

ولا شك أننا جميعا نحتاج إلى تعديل وتحسين الظروف المحيطة بنا سواء من جو الأسرة أو الأصدقاء أو الأجواء الدراسية أو المعيشية أو غيرها، لكن التقي تبقى تقواه في قلبه، وتزداد طاعاته فيزداد قربه من ربه، إذ هو يحمل بين جنبيه يقينه ورغبته في إرضاء مولاه لا إله إلا هو سبحانه، كما يخشى من عاقبة الانحراف والذنب، فيخاف ربه في كل حال.

وأنت إن كنت قد صعب عليك العثور على الأصدقاء، أو أجهدك البحث عن مقربين، فاجعل الله سبحانه لنفسك مؤنسا، وذكره لك مطمئنا، وعبادته لقلبك مطهرة، واجعل من مناجاته مصفاة لشوائبك وأكدارك.

أوصيك بذكر الله ذكراً كثيراً، فالتزم أذكار الصباح والمساء التزاما أكيدا، لا تفوته بعد الصبح وبعد العصر، والتزم الاستغفار في كل وقت، والزم الدعاء بالهداية والتوفيق والسداد.

وأوصيك كذلك بالبحث عن دروس العلم، فالعلم مقيم للعود، مثبت للإيمان، مقو للنفس أمام الهوى والشيطان، والعالم أشد على الشيطان من العباد بلا علم، فابحث عن دروس العلم وحلقاته، ومن ثم الزم الدعاة والعلماء، واقترب منهم واطلب نصحهم وتوجيههم وتابع معهم واجعلهم يتابعون معك.

وشرائع الإسلام تبدأ بكلمة الشهادة، والإخلاص في كل عمل، وإقام الصلاة مع الأعمدة الخمسة التي بني عليها الإسلام، وشعب الصالحات كلها، فابحث عن كل عمل صالح وسارع إليه، بعد أن تتعلم شروطه ودلائله والسنة في تطبيقه، وابدأ بما بدأ الله به.

واعلم أن الهدي الظاهر من الأعمال الصالحة الظاهرة هي من الدين ومن سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، لكنها يجب أن تنطلق من قلب تقي عامر بالإيمان.

فعمر قلبك بالإيمان، وعلم نفسك طرائق الإحسان، واجعل لك كل يوم من مناجاة الله سبحانه ملجأ ومأوى، بث فيها شكواك، وأدم سجودك، وابك على ذنبك وتقصيرك، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن تكن من خير الناس.

وفقك الله.


خالد روشه
 

  • 0
  • 0
  • 1,341

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً