كيف تحصل على رضا الله؟

منذ 2013-08-27

مما لاشك فيه أنه ما من مسلم رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً إلا وهو يسعى إلى تحصيل رضا الله، ويتلمس الطرق التي تقربه من ربه وتبعده عن سخطه وعقوبته. وإليك -أخي- بعض الأعمال التي تنال بها رضا الله ومغفرته ورحمته.

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:

فمما لاشك فيه أنه ما من مسلم رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً إلا وهو يسعى إلى تحصيل رضا الله، ويتلمس الطرق التي تقربه من ربه وتبعده عن سخطه وعقوبته.
وإليك -أخي- بعض الأعمال التي تنال بها رضا الله ومغفرته ورحمته:

أولاً: في مجال العقيدة فإن الله قد رضي لنا أن نعبده لا نشرك به شيئاً، وأن نتمسك بكتابه وسنة نبيه، ولا نحيد عنهما، ولا نبغي عنهما حولاً، ولا نرضى عنهما بدلاً؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ويكره لكم ثلاثاً: فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» (رواه مسلم) . هكذا الحديث في صحيح مسلم بدون ذكر الخصلة الثالثة التي رضيها الله لنا، وقد وردت في مسند أحمد هكذا: «وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم».


ثانياً: في مجال العبادات العملية؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين لنا أن العبد يتوصل إلى رضا الله بقيامه بأعمال كثيرة؛ فمن ذلك الصيام ابتغاء مرضاة الله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، قال: قال ربكم عز وجل: عبدي ترك شهوته وطعامه وشرابه ابتغاء مرضاتي، والصوم لي وأنا أجزي به». (رواه أحمد، وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: "صحيح وهذا إسناد قوي").

ومن ذلك ذكر الله؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «ذكر الله». وقال معاذ بن جبل: ما عمل امرؤ بعمل أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله. (رواه ابن ماجه، وقال الشيخ الألباني: "صحيح"؛ كما في صحيح ابن ماجه، رقم [3057]).

ومن تلك الأعمال العملية التي يتحصل بها العبد على رضا الله: الجهاد في سبيل الله؛ فعن ابن عمررضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل: «قال أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته». (رواه النسائي وأحمد، وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: "صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم").

ثالثاً: في مجال العبادات القلبية، فقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن رضا الله يُجتلب بأعمال قلبية تظهر على اللسان والجوارح؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها» (رواه مسلم).


وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم» فذكر الحديث.. قال أنس لقد رأيته يكيد بنفسه -أراد أنه قارب الموت- بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا؛ إنا بك يا إبراهيم لمحزونون» (رواه أبو داود، وقال الشيخ الألباني: "صحيح"؛ كما في صحيح أبي داود، رقم [2681]).

رابعاً: في مجال المعاملات، فقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن رضا الله يُدرك بكلمة حسنة يقولها المؤمن لأخيه المؤمن؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم» (رواه البخاري). وأوْلى بحسن الكلام، وطيب المعاملة من كانا سبباً في وجودك أيها الإنسان بعد الله تبارك وتعالى وهم الوالدان؛ فعن عبد الله بن عمرورضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد» (رواه الترمذي، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم [516]) .

نسأل الله الحي القيوم أن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يختم لنا بالحسنى، وأن يجعلنا في هذه الدنيا من أهل الإخلاص والتقوى.

رينا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

 

 

المصدر: موقع إمام المسجد
  • 107
  • 6
  • 208,614

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً