السكرتيرة والمشاكل الزوجية!

منذ 2013-08-31

يظن البعض من رؤساء الأعمال أن الاستعانة بالمرأة في هذه المهنة يجلب لهم زيادة الدخول، وقد ينتقون الفتيات لافتات النظر، غافلين أن الأرزاق بيد الله تعالى، بل يرزق من يتقيه حيث قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3]. البعض يفضل امرأة بحجة أنها تتقاضى راتبًا أقل من راتب الرجل،ولكن يخفى عليهم أن الخسارة التي يتعرضون إليها والفتنة التي تدق بابهم والأضرار التي تلحق بهم أكثر مما يوفرونه أضعافًا مضاعفة!

 

قضية شائكة تعاني منها بعض البيوت معاناة كبيرة، ربما هي ليست منتشرة بالحد الذي تصبح معه ظاهرة لكنها تمثل أزمة أسرية في كثير من البيوت خصوصاَ التجار ورجال الأعمال وأصحاب المكاتب الخاصة وغيرهم، والحديث في هذه القضية لم يكن من فراغ، بل نتيجة عدة رسائل من بعض الزوجات اللاتي يعانين أشد المعاناة مع أزواجهن وقد وصلت الأمور بينهم لحد الطلاق، بسبب شعور الزوجة من زوجها بالقلق مادامت سكرتيرته موجودة!

وجهت الزوجة لزوجها الكثير من التساؤلات بسبب ما لاحظته من اهتمامه المفاجئ بنفسه، فبالأمس كان يذهب لعمله متأخرا، واليوم نهض باكراَ، بينما أبدى اهتمامًا زائدًا بمظهره، ونوع العطر الجديد، وأوضاع كثيرة رأتها قد تغيرت، وبدأ الشيطان يعبث بتفكيرها، ما جعلها تتفحص هاتفه، بل ووضعت زوجها تحت المراقبة!فانشغل بالها عن بيتها وساءت أحوالها النفسية واشتعلت ثورة داخلها، فلم تعرف طعم الراحة إلا ساعات النوم المتقطعة، وبدأت توجه لنفسها التساؤلات، ثم تجيب على نفسها، لعل هذا التغير بعد مجيء السكرتيرة الجديدة؟!

يظن البعض من رؤساء الأعمال أن الاستعانة بالمرأة في هذه المهنة يجلب لهم زيادة الدخول، وقد ينتقون الفتيات لافتات النظر، غافلين أن الأرزاق بيد الله تعالى، بل يرزق من يتقيه حيث قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3]. البعض يفضل امرأة بحجة أنها تتقاضى راتبًا أقل من راتب الرجل، فينظرون إلى ذلك من الناحية المادية، فإذا كان هذا فعلاَ، فالذي يخفى عليهم أن الخسارة التي يتعرضون إليها والفتنة التي تدق بابهم والأضرار التي تلحق بهم أكثر مما يوفرونه أضعافًا مضاعفة!

فلماذا يضعون أمامهم الفتنة التي قد تجرهم للحرام؟ ولماذا يضعون أنفسهم مواضع للشبهات؟!
إن الشك يجري في عروق بني آدم مجرى الدم، ولذلك عندما رأى بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الطريق مع إحدى زوجاته ولم يكونوا يعرفونها، ووجدهم يتحدثون فيما بينهم فناداهم وأوقفهم وقال لهم: «إنها صفية بنت حيي» (صحيح البخاري:2038)، هؤلاء الصحابة وهذا النبي صلى الله عليه وسلم، فماذا بنا نحن؟!

ولم تكن تلك السلبيات وحدها التي يمكن أن تقع على صاحب العمل، بل قد يتعرض صاحب العمل لمشكلة أشد وهي وقوع ولده في هذه الفتنة، فقد يخرج تاركاَ ولده الشاب بالمكتب أو المتجر لمباشرة أعماله، فيتعرض ولده لنفس الفتنة دون أن يشعر، فقد وضع النار بجانب الكبريت كما يقولون!وغير ذلك الكثير من السلبيات التي تصل لحد الحرمة في كثير من الأحيان إذ يترتب على ذلك خلطة بين صاحب العمل وسكرتيرته وهو حاصل في كل حال من تلك الحالات..

يتشابه مع ذلك تشغيل الفتيات بمحلات البيع المختلطة، التي يبيع فيها صاحب العمل مع الفتيات العاملات، حيث تحدث بينهم الخلطة المحرمة بشكل واضح فج، ويترتب عليها من المنكرات ما الله به عليم، وفي كثير من الأحيان تسوء العلاقات الزوجية، وتفقد الزوجة ثقة زوجها، بل يقع صاحب العمل في المنكرات المختلفة، أليست هذه الأمور كافية لاستبدال السكرتيرة بأحد الشباب؟! الحقيقة أن اختيار الشباب لمهمة السكرتارية والمتابعة والبيع ومثاله دون الفتيات له إيجابيات كثيرة، منها:

- أن كثيرًا من الشباب يملكون من الشهادات الدراسية والخبرة ما يؤهلهم لهذه الوظيفة، يبحثون عن أبواب الرزق، في استخدامهم مساعدة في القضاء على مشكلة البطالة التي يعاني منها هؤلاء.
- ومنها أن استخدام صاحب العمل الشباب في هذا المجال يبعد عنه القيل والقال والشك في عيون الآخرين.
- ومنها أنه أيضاَ يغلق أمامه باب الفتنة التي قد تعرض عليه كل يوم بتوظيف الفتاة.
- ومن الفوائد أيضاَ أن استخدام الشاب في هذه المهمة يقطع عن أصحاب العمل مكائد الذين يتربصون له من أعداء المهنة، فيقطع ألسنة المشهرين به والعابثين بسمعته.
- ومما يعود علي صاحب العمل هدوء الحياة الزوجية وراحة البال، وبدلا من زرع الشكوك لدى الزوجة ينعم بحياة زوجية مستقرة خالية من المنغصات.

وعلى الجانب الآخر على الفتاة المعوزة للعمل هي ذاتها ألا تضع نفسها موضع فتنة ولا شبهة، بل عليها أن تنتقي المكان اللائق بها، فبالبحث قد تجد كثيرًا من المجالات الجائزة شرعا والمرعية عرفًا وخلقًا ما يناسبها بعيدا عن مواضع الفتن والشبهات، كل زوج يريد الحياة الهادئة، وراحة البال، فما الذي يجبره على جلب ما يعكر صفو حياته الزوجية ويعرضه للفتن، حتى لو حاول أن يتخذ احتياطاته، فإن ذلك صعب المنال، إنها نصيحة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام» (صحيح مسلم:1599).

فهذه الكلمات النورانية أمام أعيننا، فصاحب العقل السليم الذي يريد الله واليوم الآخر هو الذي يبحث عن كل ما يقربه لله تعالى، ويستطيع أن ينتبه لكل ما يعرضه للبعد عن ربه سبحانه، وهو الذي يستطيع الوصول إلى القرار السليم بعد البحث عن مرضات الله تعالى في شؤون حياته، ولا ينسى أن هذا العمل الدنيوي زائل، وأن الدنيا كلها زائلة بما فيها، ولا يبقي سوى الصالحات.
 

 

أميمة الجابر
 

  • 2
  • 0
  • 7,147

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً