الروهنجيون في تايلند فرُّوا من جحيم إلى جحيم
انعدام الغذاء، نومٌ على أرصفة الطرق أو داخل عنابر السجن، الخوف من الاغتصابات، رهبةٌ دائمة من تُجّار البشر؛ هذه المعاناة التي تنطق بالشقاء تحكي لنا مأساة أناسٌ أبرياء..
انعدام الغذاء، نومٌ على أرصفة الطرق أو داخل عنابر السجن، الخوف من الاغتصابات، رهبةٌ دائمة من تُجّار البشر؛ هذه المعاناة التي تنطق بالشقاء تحكي لنا مأساة أناسٌ أبرياء، أناسٌ كان لهم دار ووطن بناه أجدادهم بأرواحهم وحافظوا هم عليه بكل مايملكون، بذلوا كل شيءٍ من أجل الحفاظ على عرقيتهم وهويتهم الوطنية التي مافتئ البوذيون يحاولون إسقاطها من ذاكرة التأريخ، آلافٌ من البشر شُرِّدوا من ديارهم لتحتضنهم في الخارج خيامٌ مهترئة لا تقيهم من برد الشتاء ولا من حرّ الصيف، وأشدهم بؤساً أولئك الألوف الذين نزحوا إلى تايلند والذين يعيشون في قلقٍ دائم من احتمال رجوعهم إلى تلك الديار التي فرُّوا منها بأرواحهم.
وحتى من بقي منهم في تايلند فإن الشقاء ظل يُطارِدهم بعد أن تكتلوا في سجون تايلند المكتظة والتي تفتقر إلى أبسط أنواع الحقوق الإنسانية من غذاءٍ وكساءٍ ودواء.
ففي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال نائب مدير قسم آسيا بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان فيل روبرتسون، إن: "تايلاند وضعت لاجئي الروهينجا في مراكز احتجاز مكتظة جداً في الوقت الذي ينبغي فيه أن تعاملهم على أنهم طالبو لجوء يحتاجون إلى الحماية".
تلك السجون التي أصبحت موطنًا للوباء والأمراض بسبب غياب الاهتمام الصحي من قبل الحكومة التايلندية، ووفقاً للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في تايلاند، لقي أربعة رجال مصرعهم منذ مارس من العام الجاري بسبب إصابتهم بتسمم الدم أثناء وجودهم في الاحتجاز. وقالت المتحدثة باسم المفوضية فيفيان تان: "إن مراكز احتجاز المهاجرين لم تكن مصممة لاستيعاب هذا العدد الكبير من الناس لفترات طويلة من الوقت. فمن الممكن أن تؤدي القيود المفروضة على الحركة والاكتظاظ إلى مشكلاتٍ نفسيةٍ وبدنيةٍ لهؤلاء الأشخاص الذين واجهوا بالفعل صدمة نفسية عصيبة في قُراهم وخلال رحلتهم الطويلة إلى تايلاند".
كما أن الروهنجيين في تايلند يعيشون في خوفٍ دائمٍ من العصابات التي تتاجر بالبشر والتي تلاحق اللاجئين الروهنجيين أينما ذهبوا وبتواطئ من الشرطة التايلندية وأكثر ما يؤلمهم منعهم من أداء شعائر دينهم والتي من أجلها حوربوا وأخرجوا، كما أن هاجس الاغتصاب يطارد اللاجئات الروهنجيات في سجون تايلند مما يجعل العيش هناك جحيمًا لايطاق، فعلى حدِّ قول منظمة هيومن رايتس ووتش كان على الحكومة أن تحقق فورًا في اغتصاب امرأة روهينجية أخذت من ملجأ تُدِيره الحكومة في مقاطعة فانغ نغا من قبل المتاجرين بالبشر لكنها تجاهلت الموضوع.
وهنا نتساءل: أين هذا العالَم الذي يتشدّق بحقوق الإنسان من لصوص الأعراض والأرواح والمتاجرين بها؟! أمْ أن الروهنجيين باتوا خارج دائرة الإنسانية لأنهم أقلية مسلمة لا حول لها ولا قوة في بلادهم وفي خارجها؟!
- التصنيف: