العهد الرباني عند الصوفية؟

منذ 2006-08-04

- بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام على الحبيب المصطفى عليه أفضل صلاة وسلام:

أما بعد، أرجو من فضيلتكم التفضل بالرد: ما هى الأوراد اليومية وما معناها وما الفرق بين الورد و الأذكار، هل هناك أوراد للخاصة من الأتقياء؟ هل لتلك الأوراد عدد معين؟ ما معنى هذه العبارة "اخذ العهد على يد شيخه" ما معنى العهد؟ من هو العبد الربانى؟ وكيف الوصول لتلك الدرجة؟ وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمه الله و بركاته

 

 

جواب الشيخ :

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وبعد،

ذِكْر الله تعالى هو أفضل الأعمال بعد الفرائض، وهو روح الإيمان، وهو سعادة القلب، واطمئنان الروح، وفيه انشراح الصدر، وقوة اليقين، ورفع الدرجات، وكفاه فضلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبق المفردون» قيل من هم؟ قال: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات»، والفرق بين الذكر والأوراد، هو أن الأوراد هي أذكار مخصوصة يقولها الذاكر في أوقات يعاودها في اليوم والليلة، فهو مثل الذي يرد الماء ليشرب كلما عطش، وكذلك الذاكر كلما أشغلته الدنيا، عطشت روحه إلى ذكر الله تعالى فأتى مورده ونهل من معين الذكر، ليملأ قلبه إيمانا وصدره انشراحا وأفضل الأوقات لتلاوة الأوراد هو وقت السحر أو بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس .

 

ويجب أن يعلم المسلم أن أعظم أصلين قام عليهما الدين هما :

 

الأول: أن لا يعبد إلا الله تعالى وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.

 

والثاني: أن لا يعبد إلا بما شرعه في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو معنى الشهادة الثانية شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وهذا يعني أن كل ما يتعبد به المسلم ويتقرب به إلى الله تعالى يجب أن يكون وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يأتي بشرع من عنده يتقرب به إلى الله تعالى فيجعل نفسه في مقام النبي صلى الله عليه وسلم، أو يحدث حدثا بغير دليل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو الناس إلى ذلك. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها. ولهذا السبب فكل ورد لم يرد في سنن النبي صلى الله عليه وسلم فهو ورد مبتدع يدخل فاعله في حديث النبي صلى الله عليه وسلم «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» رواه الترمذي وأبو داود من حديث العرباض بن سارية.

 

والواجب أن يختار الذاكر الأوراد التي كان صلى الله عليه وسلم قد أرشد إليها أصحابه، مثل قول "سبحان الله" مئة مرة ويكررها إذا أحب مئات المرات، وقول "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" وتكريرها وكلما أكثر منها فهو أفضل. والاستغفار وكلما أكثر منه بلا عدد ولا حصر فهو أفضل، وقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وكلما كرر ذلك فهو أفضل، وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما أكثر منها فهو أفضل. ويجوز له أن يختار وقتا من اليوم والليلة، يختلي فيه لذكر الله تعالى وتلاوة الأوراد التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ويستحب أن يكون له ورد من القرآن الكريم يقرأ منه بعضه كل يوم وليلة حتى يختمه في شهر على الأكثر. وهكذا يقرأ في كتب الحديث وينظر ما فعله صلى الله عليه وسلم فيفعل مثل فعله، ولا يقبل أي ورد أو ذكر لم يقم عليه دليل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه يكون حينئذ بدعة وكل بدعة ضلالة، وخير الهدى هديه صلى الله عليه وسلم.

 

هذه هي طريقة الصحابة في ذكر الله تعالى، وهي طريقة كل الأولياء والمتقين وكل المسلمين المتبعين. وليس ثمة طريقة خاصة للأولياء، وأخرى لغيرهم من المسلمين، فكل المسلمين مأمورون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قدوة وإمام الأولياء كلهم. وأما ما أحدثته الطرق الصوفية من اختراع أوراد وأذكار لم تروها كتب الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ابتدعها شيوخ الطرق الصوفية، فهذه كلها بدع وضلالات لا يجوز فعلها. وقد قال صلى الله عليه وسلم «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» رواه الترمذي وأبو داود وغيرها.

 

وكذلك أخذ العهد الرباني على شيخ الطريقة، يقصد به أن يتعهد المريد على يد شيخه أن يحافظ على ولائه للطريقة الصوفية التي ينتمي إليها الشيخ، وأن يداوم على أورادها دون أن يسأل هل هذه الأوراد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أم هي بدع محدثة ما أنزل الله بها من سلطان. وعادة الواحد منهم أن يطيع شيخه طاعة عمياء، ويتعصب لطريقته كما يتعصب أهل الجاهلية لسادتهم وكبراءهم، فهذه كلها بدع وضلالات لا خير فيها، بل الخير كله في اتباع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الهدى والخير والنور المبين. وكل طريقة خلاف طريقتهم فهي ضلال وكل سبيل غير سبيلهم فهو سبيل الشيطان، والله أعلم.

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 5
  • 1
  • 19,291
  • أبى عبد الملك السعودي

      منذ
    [[أعجبني:]] الحمد لله نحمده و نستعينه اما بعد فان الصوفية الحاكمة في ليبيا عباد الاصنام و الموتى يتهمون كل من يعفي لحيته و يرفع إزاره بانه زنديق بل هم الزنادقة حلاقين الوجوه قاتلهم الله و اذلهم في الدنيا والاخرة
  • walid sallam

      منذ
    [[أعجبني:]] بالتاكيد جاء الاسلام ومحى الجاهلية الاولى والان جاهلية متاخرة ملتوية اللهم نجنا منها واشف كلمريض بها آمين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً