أحبه . . ولكني لستُ ضحية

منذ 2006-08-04

كثيرةٌ هي القصص و الحكايات التي نقرأها عن ما يحصل في ذلك العالم الافتراضي ( الانترنت ) .

لا تخلو من مصيبة أو نائبةً . . . كلها تنمُّّّ عن عالمٍ مظلمٍ موحش . . . يسوده الغدر . . . تلفهُ الفتن . . . وتحيط به من كل ناحية إغراءات و شهواتٌ و زخارف .

فهذا الشيخ أصبح من عشاق المواقع الإباحية . .

و هذه الداعية وقعت ضحيةً شاب ذئب . .

و تلك الفتاة أدمنت الشات . .

و هذا الشاب أصبح فاسداً . .

و ذاك و تلك وهم و أولئك . . . . كلهم سقطوا

و انحرفوا . . و ضلّوا .

 

هذا ما نسمعه عن عالم الانترنيت دائماً ،

 

و ها أنا الآن . . لأقص لكم أيضاً قصتي مع الشبكة العنكبوتية !

 

فلستُ أقلّ حظاً ممن سنحت لهم الفرصة لينشروا قصصهم ويعبروا عن مآلهم

سأحكي لكم ما حصل لي . . وما حلَّ بي ، منذ أن بدأت استخدام الانترنيت و أنا في عمر الخامسة عشرة .

 

دخلتُ هذا العالم الجديد , و كلي سعادةً به . .

مواقع مما تشتهيها نفسي .

موادٌ و مواضيع هي التي أريدُها بعينها

 

فما أجمل هذا العالم !

بدأتُ أخطو معه خطواتٍ جادةً في حياتي . . مع المواقع الإسلامية ، مع المنتديات ، حتى مع المسنجر .

تعرفتُ أكثر عن ديني . . و عرفتُ حقاً ما هو الالتزام . . وكيف يكون التقرب لله . .

التقيتُ بأخواتٍ لم أكن لألتقي بهنَّ في حياتي العادية .

أحببتُهنَّ في الله و جلسنا طويلاً نتحادث ، نبدي رأينا ، نخفف همَّنا ، نخطط و ننفذ ، وتشدُّ إحدانا على يد الأخرى .

 

هناكْ ! عرفتُ الطريقَ الحقّ . .

هناك! كانت أول خطوات بدأتُ بها حفظ القرآن بِجِدّ ، وكانت أيضاً أولى الخطوات لتطبيق سنن كثيراً ما ضاعت من حياتنا .

تعلمتُ أساليب للدعوة . . سمعتُ دروساُ لشيوخٍ أفاضل . .

تعلمتُ عن البدعة و أشكالها و آثرها

عرفتُ أحكاماً شرعية . .

بكيتُ و ضحكت ، و ساعدتُ أناساً و أفدتهم فكم طلبَ مني أحدهم طلباً فأنجزته له من خلال شبكة الانترنت .

زرتُ مواقع أخرى : فتعلمتُ التصميم على برنامج الفتوشوب و برامج ترفيهية و تعليمية أخرى ، و تصفحتُ مواقع حَوَتْ معلوماتٍ عامةً مفيدة .

ولقد ساعدتني الشبكة في دراستي مساعدة جليلة ، فكانت مصدر جميع أبحاثي المدرسية ، ونشاطاتي الإذاعية و اللامنهجية .

لقد كان بحراً واسعاً خضتُ غماره و أخذتُ منه اللآليء و الأصداف و احتفظتُ بها معي .

بالمعنى الآخر . . عشتُ حياتي سعيدةً وسط ذاك العالم ، فرحةً بما أنجزتُ على صعيدي الشخصي

مع من أحبُّ و بالطريقةِ التي أحب .

لا أنكر أنّ هناكَ أخطاءً و زلاتٍ تُرتكب ، ولكنَّ هذا لا يعني أن شبكة الأنترنت عالم محفوف بالفواحش .

فإننا أيضاً في دنيانا خارج الانترنيت نخطئ و نذنب .

وفي كلا الموضعين علينا الحذر ، واتخاذ الاحتياطات ، ومراقبة النفس ، و استحضار النية .

 

لكن الفرقَ الوحيد الأكبر.

 

هو أن الشبكة العنكبوتية هذه ، توفر لك ما تريدُ من أجواء ، و تلفكَ بما تطلبهُ من مطالب ؛ من غير تعبٍ ولا عناء .

 

من خلال ذاك العالم ، استطعتُ حقاً أن أصل لحياتي التي أريد ، و التي انعكست بالطبع على حياتي الاعتيادية خارج محيط الشبكة .

 

فأفٍّ لمن شوّه صورةَ هذه الشبكة بناءً على أفعاله التي أملتها عليه شهواته وزلاته ، و بناءً على تجربته الخاطئة الفاشلة مع الشبكة العنكبوتية .

 

فأصبحت هذه هي الصورة العامة عنها ، [ بيت حفّ بالمصائب و حُشِيَ بالنوائب ، واكتسى بثوب الضياع و التيه و الحيار ] .

 

حتى لا أقابل أحداً و يعرفْ أنني أدخل الشبكة ، إلا ويستغرب و يستعجب !! وتبدأ الاستفسارات : عن طبيعة دخولي للشبكة و ماهيةِ تصرفاتي فيها ، وأين أهلي عندما أدخلها ، وكيف سمحوا لي . . . الخ من الأسئلة التي تنبؤُ عن فكرة مسبقة تقول بأن مستخدم الانترنيت هو في الغالب : مضيّع لوقته ، فاسد في خلقه ، فاشل في حياته .

 

أرجوكم لا تظلموا الانترنيت . . و لا تلقوا بوزركم عليها . . فأنتم من ظلمتم أنفسكم و جنيتم عليها .

وما هذا العالم . . سوى نسخة أخرى عن عالمنا الحقيقي ، تمارس فيه حياتك هي هي كما تمارسها في الحقيقة ؛

 

لكنّ توفر جوّ من السرّية و البعد عن الآخرين هو ما يطلق العنان للنفس لتخرِجَ ما كان مخفياً من عيوب و آفات و تنشر ما بها من شهوات و نزوات ولتتحكم و تلقي بأوامرها و بالتالي . . . إلى الهلاك .

 

إذن فقد كان

 

هذا من أحبُّ ، ولم أكن يوماً ضحيةً له افترسها و استفرد بها ، بل كنت أنا دائماً صاحبة الموقف ، والممسكةَ بزمام الأمور ، حتى لو كانت هناك أخطاء و زلات . . . . فإنه جلَّ من لا يسهو .

 

أختكم مستخدمة الانترنيت منذ سنتين . .

17 سنة

المصدر: صيد الفوائد
  • 4
  • 0
  • 8,503
  • سامي

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني ما قالت الأخت في أن سرية الانترنت تطلق العنان للنفس التي في الصدور, فان كانت أمارة بسوء جرت الشهوة صاحبها الى المفاسد و ان كانت نفسا مطمئنة أرشدت صاحبها الى الرشد.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً