إن الله يمهل ولا يهمل
رب العالمين لا يهمل أحداً، ولا يحنث في وعده، ولا يتخلى عن المظلومين أياً كانت ملتهم..
هناك ثمة حساباتٍ فردية، وأخرى جماعية، بعض العقوبات تأتي فرادى، ولكن غيرها يأتي ضمن المجموع، منها ما يطال الظالم في حياته، في نفسه وجسده وما ملك، ومنها ما يدركه في حياته أو بعد مماته، في ماله ونسله، أو ولده، طال الزمن أم قصر، نسي الإنسان أو عجز، فلا شيء ينسى، ولا شيء يترك، وكل شيء محفوظ، صغيره قبل كبيره، وحقيره قبل عظيمه.
رب العالمين لا يهمل أحداً، ولا يحنث في وعده، ولا يتخلى عن المظلومين أياً كانت ملتهم، فهذه سنته في خلقه، وقانونه بين البشر، عاشها الأولون، والأنبياء والمرسلون، ومضت عليها سنة السابقين، إنَّ أمره إذا جاء لا يرده أحد، ولا يقوى على منعه بشر، ولا يتأخر عقابه ممن ظلم، وثأره ممن بغى وتجبر، إنه يمهل ويزيد في الأمل، ولكنه سبحانه لا يهمل، ولا ينسى ولا يدع، يترك الإنسان في غيه سادراً لا يعي ولا يتدبر، يصبر عليه ويتركه، ويحلم في التعامل معه ولا يعاجله، ولكنه إذا جاء الوعد وحان الحين، فإن أخذه أليمٌ شديدٌ، فهل من متعظٍ أو مذَّكر.
مصطفى يوسف اللداوي
- التصنيف:
- المصدر: