غض الأبصار أو الوقوع في النار

منذ 2013-10-30

كان محمد بن واسع يكثر الزيارة لصديق له فإذا طرق الباب فتحت الجارية فيغمض عينيه ويقول لها: أين سيدك؟ فتدخل فتقول لسيدها: رجل يريدك على الباب، فيقول: من هو؟ فتقول: "صاحبك الأعمى الذي يأتيك كل يوم". فمنهم من درّب نفسه على غض البصر بتغميض عينيه ومنهم من ينظر في أصبعه، ومنهم من ينظر إلى الأرض، ومنهم من يعاقب نفسه بالصيام، ومنهم من يعاقبها بعدم رفع رأسه إلى السماء، فكذلك جاهد أنت نفسك وابتكر وسائل لمجاهدة النفس على غض البصر.

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد منَّ الله تعالى على عباده بنعم كثيرة؛ لينظر سبحانه إلى عباده مَن يشكر ومن يكفر؛ فهذه النعم امتحانات، وهذه النعم ابتلاءات، مَن استعملها في طاعة الله نجح في الامتحان، ومن استعملها في معصية الله كانت النتيجة الأخرى.

ومِن أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده في أجسادهم نعمة البصر؛ فأمرنا سبحانه أن نستخدمها في النظر في آيات الله: الكونية والشرعية، ونهانا عن إطلاقها إلى المحرّمات.

فنجد كثيرًا من الأوامر الشرعية في الكتاب والسنة النبوية تحث على غض الأبصار عما حرّم البصير الخبير، قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:30-31].

فالحظ قوله: {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}، فهذا التشريع أطهر للنفوس وأطهر للمجتمعات، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّم صحابته غض الأبصار، فروى مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي".

ويوصي النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه فيقول له: «يَا عَلِيُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ» (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

ولم يكتفِ الشرع بالأمر بغض الأبصار عن المحرمات، بل بيَّن لنا فوائد هذا الأمر وخطورة إطلاق الأبصار، والعلاج لهذه الفتنة.

كل هذا البيان في زمان لم يكن يُرى فيه من المرأة شيء، أما نحن نذكر به الآن في زمان يُرَى من المرأة كل شيء. في الشارع، وعلى الشواطئ، وعبر القنوات الإباحية، والمواقع المشبوهة على شبكة الإنترنت، ومن خلال المحمول، والغرف المغلقة على النت.

خطورة إطلاق الأبصار في المحرمات
(1):

1- حسرات:

قال الحسن البصري: "من أطلق بصره كثر أسفه".

إن النظرات تورث في القلب حسرات، فالقلب يهوى ويتمنى والعجَب كل العجب ممن يردد كالببغاء دون وعي قول الغرب الكافر: "إن إطلاق النظر في المحرمات يهذب النفس ويشبعها"، فهذه أوروبا وأمريكا بلاد الإباحية هي أكثر الدول التي تنتشر فيها الجرائم الجنسية من زنا، ولواط، واغتصاب، وغير ذلك... ولم تتهذب نفوسهم، بل ازداد سعار الشهوة وجنونها عندهم!

ثم ماذا بعد إطلاق الأبصار في المحرمات؟!

2- الزنا، واللواط، والعادة السيئة:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ» (متفق عليه)، وصدق القائل:




كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قل
ب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وتر

فالترتيب الطبيعي لإطالة النظرات في المحرمات البحث عن طريق لتفريغ الشهوة، وكما قالوا: "نظرة فابتسامة فموعد فلقاء.. ".

3- النظر إلى المحرمات في حد ذاته عقوبة:

ففي قصة جريج العابد دعت أمه عليه: «اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ» (متفق عليه)، أي: الزانيات.

فالعجب عمن يبحث عن المومسات في القنوات، والمواقع، والطرقات، ولسان حاله: "أروني وجوه المومسات".

4- النظرة سهم مسموم:

قال بعض السلف: "النظرة سهم مسموم إلى القلب".

لو كانت تسم البدن لهان الأمر، ولكنها تسم الدين، وتفسد على العبد دينه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الإثم حَواز القلوب، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع" (رواه البيهقي، وقال الألباني: صحيح موقوف).

فغرض الشيطان من هذه النظرات أن يوقع العبد في الكفر لا في الزنا وحسب، فكم من أضاع دينه من أجل امرأة؟!

يذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية في أحداث عام 277هـ: " توفي عبدة بن عبد الرحيم -قبحه الله-، ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرًا في بلاد الروم، وكان في بعض الغزوات والمسلمون يحاصرون بلدة من بلاد الروم إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن فهويها، فراسلها: ما السبيل إلى الوصول إليك؟ قالت: أن تتنصر وتصعد إلي، فأجابها في ذلك، فما راع المسلمين إلا وهو عندها، فاغتم المسلمون بسبب ذلك غمًا شديدًا، وشق عليهم مشقة عظيمة، فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن فقالوا: يا فلان ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعلت صلاتك؟ فقال: اعلموا أني أنسيت القرآن كله إلا قوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ . ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر:2-3]، وقد صار لي فيهم مال وولد" انتهى.

وقد علم الكفار خطورة الشهوة في صد الناس عن سبيل الله؛ فسعيا إلى إغراق الأمة في الشهوات، يقول أحد أقطاب المستعمرين: "كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة الإسلامية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حب المادة والشهوات"!

ويذكر ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة 586 هـ في زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله أثناء الحصار لمدينة عكا أن سفينة عليها ثلاثمائة امرأة من أحسن النساء وأجملهن جاءت من أجل قضاء الجنود الصليبيين وطرهم؛ فانحاز كثير من فسقة المسلمين إلى الصليبيين من أجل هؤلاء النسوة، ثم بعد ذلك سقطت عكا في أيدي الصليبيين؛ لذلك يحرص الكفار على نشر القنوات الإباحية والمواقع الإباحية، ونشر التبرج بيد النساء، والبعد عن التعفف بكافة الوسائل حتى تنهار هذه الأمة.

5- السؤال بين يدي الله يوم القيامة:

قال الله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء:36]، فستسأل عن كل نظرة نظرتها، والذي يسألك لا يخفى عليه خافية: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19]، فلن تستطيع أن تنكر نظراتك واختلاساتك عندما تقف أمامه.

فوائد غض البصر:

1- نور في القلب ولذة الإيمان: قال بعض السلف: "من حفظ بصرة أورثه الله نورًا في بصيرته".

بالفعل فالذي يغض بصره عن الحرام يجد نورًا في قلبه، وقوة في قلبه ونقاءً على عكس مَن أطلق البصر في المحرمات، فإن عنده انطماس بصيرة وضعف في القلب.. ألا ترى أن الله قد ذكر الأمر بغض البصر في سورة النور، وأعقب فيها هذا الأمر بقوله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [النور من الآية:35]؟!

2- صحة الفراسة:

يقول أبو شجاع شاه بن شجاع الكرماني: "من عمَّر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات، وغض بصره عن الحرام واعتاد أكل الحلال؛ لم تخطئ له فراسة"، وكان أبو شجاع لا تخطئ له فراسة.

وهذه الفراسة نتيجة طبيعية لنور القلب وقوته. ألا ترى أن من أراد أن يركز في شيء أو يتذكره غمض عينيه، وعلى العكس فإطلاق الأبصار يشوش الفكر ويشتت القلب؟!

3- لا ترى عينه النار:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ لا تَرَى أعْيُنُهُمْ النَّارَ يَوْمَ القِيامَةِ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خِشْيَةِ الله، وعَيْنٌ حَرَسَتْ في سَبِيلِ الله، وَعَيْنٌ غَضَّتْ عن مَحارِمِ الله» (رواه الطبراني، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: صحيح بمجموع طرقه)، فالجزاء من جنس العمل، فكما لم يشعل نار الشهوة في نفسه بالنظر إلى الحرام فلن تشتعل عليه النار يوم القيامة.

4- وجزاؤه الجنة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» (رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وحسنه الألباني).

5- دعوة إلى الإسلام:

الفوائد السابقة لغض البصر للفاعل نفسه، أما هذه الفائدة فهي متعدية، فكم حكى لي من أخ عن سؤال نساء كافرات له: لماذا لا ينظر إليهن؟ فتكون الإجابة: إنه أدب الإسلام.

وذلك أن هذا الأمر في دول الكفر لا يوجد تمامًا فتكون النتيجة هي سؤالهن عن كتب تُبين هذا الدين، ودخول بعضهن الإسلام.

جاء في كتاب "قصص لا أنساها": "شاب أمريكي في مقتبل العمر وبدأ يتعلم أحكام الدين، ومنها: غض البصر، وكان من متطلبات عمله أن يودع في البنك المجاور لعمله أرباح كل يوم في صباح الغد، وفي ذلك البنك أعجبته فتاة عاملة في المحاسبة، فكان كلما مد يده بالنقود إليها أغمض عينيه حتى أنها قد تقبض المبلغ دون أن يشعر إلا بعد قليل، حاولت هذه الفتاة أن تحادثه أو تبتسم إليه، لكنه مصر على إغماض عينيه، وفي يوم من الأيام قررت هذه الفتاة أن تعرف سبب هذا التصرف العجيب فسألته فأجابها وهو مغمض عينيه، قال لها: يُحرِّم علي ديني أن أنظر لغير محارمي، فطلبت كتابًا يتكلم عن الإسلام ودخلت هذه الفتاة في الإسلام، ويسر الله زواجهما على العفاف والتقى" اهـ.

الحديث في الفوائد والأخطار حديث طويل أحيل القارئ فيه على كتاب "الداء والدواء" لابن القيم رحمه الله، ولكن ننتقل إلى نزع السهم المسموم من القلب، وذلك بعلاجه؛ فما أنزل الله داءً إلا وجعل له دواء.

علاج إطلاق الأبصار(2):

أولاً: الوقاية:

1- البعد عن أماكن الفتن وإثارة الشهوات:

دل على هذا العلاج حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال لأصحابه: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ». فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا». قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ» (متفق عليه).

إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الجلوس في طرقات المدينة النبوية المطهرة التي لا تمر فيها امرأة إلا بكامل حجابها، فماذا نقول عن طرقاتنا اليوم، بل ماذا نقول عن شواطئ البحار، والملاهي الليلية؟!

وكيف بمن يَدخل على الفتن وهو في بيته بالقنوات الإباحية والمواقع المشبوهة والمجلات الساقطة؟! فهذه الأماكن لا يجوز لمسلم أن يتواجد فيها إلا للإنكار، وإن لم تزل المنكر فزل.

2- الالتزام بالآداب الشرعية:

أ- ستر العورات: وهذا الأمر للرجال والنساء جميعًا فأمر النساء بالحجاب، وأمر صلى الله عليه وسلم الرجل قائلاً: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ» (رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «لاَ تَكْشِفْ فَخِذَكَ، وَلاَ تَنْظُرْ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ، وَلاَ مَيِّتٍ» (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وهذا الأمر مما يتساهل فيه الرجال مع بعضهم البعض والنساء مع بعضهن؛ لذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم خصيصًا فقال: «لا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ» (رواه مسلم)؛ وذلك لأن النفس ضعيفة أمام رؤية العورات.

ب- الاستئذان: قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ» (متفق عليه)، فحتى لا ترى عورات أهل بيت يجب أن تستأذن عليهم، بل يجب أن تستأذن على محارمك.

ج- عدم الخلوة بالأجنبية: قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، فبماذا تتوقع أن يأمرهما الشيطان؟! أسيأمرهما بالعفة وغض الأبصار؟!

د- ترك الاختلاط المستهتر والخضوع بالقول والمصافحة للأجنبية، فكل هذا داعية إطلاق الأبصار، بل داعية الوقوع في الفاحشة.

3- تربية الأولاد على غض الأبصار:

فهذه مسئولية الآباء والأمهات وأولياء الأمور، وكذلك المعلمين في المدارس والمساجد، فسعيد بن جبير كان يقول لابنه: "يا بني امش وراء الأسد والأسود، ولا تمش وراء امرأة" اهـ، وصدق رحمه الله فلو مشى ابنه وراء أسد فأكله ضاعت دنياه، وهي هينة على الله، أما لو مشى وراء امرأة فسيضيع دينه، وهذه هي الكارثة.

فالعجب ممن يترك أولاده أمام القنوات المشبوهة والمواقع الإباحية! أما المدرسون فإن بعضهم يحدث الطلاب أحاديث تثير الغرائز حتى يحبونه!

ألم يسمع هؤلاء عن ابن مسعود رضي الله عنه إذ عاد رجلاً ومعه رجل من أصحابه فلما دخل الدار جعل صاحبه ينظر -إلى امرأة في جانب الدار- فقال له عبد الله: "وَاللَّهِ لَوْ تَفَقَّأَتْ عَيْنَاكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ" (رواه البخاري في الأدب المفرد، وقال الألباني: حسن الإسناد موقوفًا).

وقد أحسن رضي الله عنه فإن مصيبة الدنيا ولو كانت في الحبيبتين أهون من مصيبة الدين؛ فيجب التنبيه بقوة على هذا الأدب في البرامج التربوية والتعليمية.

4- دور الحكومة:

"إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، فعلى الحكومة الإسلامية أن تجنب رعيتها النظر للعورات، وذلك بمنع المواقع الإباحية على النت كما فعلت بعض الحكومات، وكذلك القنوات الهدامة ومراقبة الجرائد والمجلات لا أن تكون القنوات والجرائد الحكومية هي التي تمتلئ بهذا الزخم والفساد.

ثانيًا: تجرع الدواء لمن ابتلي بهذا الداء:

1- اصرف بصرك، ولا تتبع النظرة النظرة: روى مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي".

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه فيقول له: «يَا عَلِيُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ» (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

وقد ضمن لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من صرف بصره عن الحرام نزع السهم المسموم من قلبه، أما من تابع النظرات فسيلاقي الحسرات.

قال سعيد بن أبي الحسن: قلت للحسن: إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن، قال: اصرف بصرك، يقول الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:30-31].

2- الزواج: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» (متفق عليه).

وهذا هو الواقع، فالشاب من خلال الزواج يجد وسيلة مباحة لتفريغ شهوته؛ لذلك على الزوجة الصالحة أن تتزين لزوجها وأن تستجيب لدعوته لها مهما كان الحال، ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن من رأى من أي امرأة شيئًا ففي أهله غنية عنها، ولكن المشكلة أن الشيطان يبغض الزوجة لزوجها ويزين الأجنبية له؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ» (رواه مسلم).

3- الصوم: وهو البديل عن الزواج -كما في الحديث-، فإن الصوم يضعف الشهوة، والشهوة تستعر بكثرة الأكل والشرب، والصوم الذي هو وجاء فعلاً الصوم الذي قد استوفى شروطه؛ ليحقق به معانيه وغاياته، ونؤكد على الصوم في هذه الأيام التي أصبح شهر رمضان وشعبان ورجب يأتي في فصل الصيف حيث تبرج كثير من النساء، وحيث يعرض في نهار رمضان من الأفلام التي تضيع على العبد صيامه.

4- الصحبة الصالحة: وهي من أكثر ما يعين المسلم على غض البصر فإن الشاب الفاسد لو سار مع الصالحين يستحيي أن يطلق بصره في الحرام أمامهم، وعلى العكس فلو سار صالح مع مجموعة من الفاسدين لقالوا: انظر إلى هذا المنكر وانظر إلى هذه الجميلة، وصدق من قال: "الصاحب ساحب"، فإما أن يسحبك إلى مجالس العلم والقرآن والخير وإما أن يسحبك إلى السينما والمسرح وأماكن اللهو، ولهذا السبب قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ» (رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني).

5- القراءة في أحوال السلف: فسيرة سلفنا الصالح مليئة بالنماذج العملية على غض البصر، وسنذكر بعضها في النقطتين التاليتين:

6- ترك فضول النظر: فإن كثرة الالتفات والنظر إلى ما لا يعني توشك أن توقع العبد في النظر المحرم.

رفع مجمع -أحد العباد الزهاد- رأسه إلى السماء فوقع بصره على امرأة فجعل على نفسه أن لا يرفع رأسه إلى السماء ما دام في الدنيا.

وقال وكيع بن الجراح: "مررت مع سفيان الثوري على دار مشيدة فرفعت رأسي إليها فقال: لا ترفع رأسك تنظر إليها إنما بنوها لهذا".

ومر حسان بن أبي السنان بغرفة فقال: "متى بنيت هذه؟ ثم أقبل على نفسه فقال: تسألين عما لا يعنيك لأعاقبنك سنة. فصامها".

وعن نافع: "أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ دَخَلُوا عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَرَأَوْا عَلَى خَادِمٍ لَهُمْ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: مَا أَفْطَنَكُمْ لِلشَّرِّ" (رواه البخاري في الأدب المفرد، وقال الألباني: صحيح الإسناد).

7- مجاهدة النفس على غض البصر: قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]، فلو جاهد العبد نفسه على غض البصر فإن الله سيوفقه -بإذن الله-.

وإليك هذه النماذج الرائعة:

حسان بن أبي السنان لما خرج يوم العيد قيل له: "ما رأينا عيدًا أكثر نساءً منه". فقال: "ما تلقتني امرأة حتى رجعت"، من شدة حفظه للبصر لم ير امرأة أصلاً.

ولما عاد إلى بيته يوم العيد قالت له امرأته: "كم امرأة حسنة قد نظرت اليوم، فلما أكثرت عليه قال: ويحك ويحك... ما نظرت إلا في إبهامي هذا منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك"؛ فكان يُدرِّب نفسه على غض البصر بالنظر في أصبعه الإبهام.

يحكي سفيان الثوري عن الربيع بن خثيم أنه مر به نسوة فأطرق إطراقًا شديدًا -نظر إلى الأرض بشدة- حتى ظن النسوة أنه أعمى فتعوذن بالله من العمى!

واستوعب سفيان الدرس فلما جاء العيد قال: "أول ما نبدأ به اليوم غض البصر".

ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك".

وقال العلاء بن زياد: "لا تتبع بصرك حسن رِدف المرأة، فإن النظر يجعل الشهوة في القلب".

وكان محمد بن واسع يكثر الزيارة لصديق له فإذا طرق الباب فتحت الجارية فيغمض عينيه ويقول لها: أين سيدك؟ فتدخل فتقول لسيدها: رجل يريدك على الباب، فيقول: من هو؟ فتقول: "صاحبك الأعمى الذي يأتيك كل يوم".

فمنهم من درّب نفسه على غض البصر بتغميض عينيه ومنهم من ينظر في أصبعه، ومنهم من ينظر إلى الأرض، ومنهم من يعاقب نفسه بالصيام، ومنهم من يعاقبها بعدم رفع رأسه إلى السماء، فكذلك جاهد أنت نفسك وابتكر وسائل لمجاهدة النفس على غض البصر.

8- شغل الأوقات بالطاعات: ففي الحديث القدسي: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا» (رواه البخاري)، فمعنى الحديث: أنه بسبب انشغاله بالطاعات المختلفة أصبح لا يبصر إلا ما يحبه الله، وكما قالوا: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل"، فالمسلم المنشغل بالطاعات لن يكون متفرغًا للنظر إلى المحرمات.

9- مراقبة الله عز وجل: سئل الجنيد: "بم يستعان على غض البصر؟"، قال: "بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى من تنظر إليه".

والله عز وجل الذي نراقبه {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19]، ويقول الله تعالى بعد الأمر بغض البصر: {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، والخبير: هو العليم ببواطن الأمور، فسبحانه لا تخفى عليه خافية.

وسوف يسأل اللهُ العبد عن نظراته يوم القيامة: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء من الأية:36].

وإن لم تجب أنت عندما تسأل فسوف يجيب بصرك ويشهد عليك، ويعترف بغدراتك: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ . حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [فصلت:19-20].

وسوف تشهد عليك الملائكة التي تحصي كل شيء: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:10-12]، فإن هذه الملائكة لا تدع شاردة ولا واردة، لا نظرة ولا همسة إلا كتبوها.

10- الخوف من سوء الخاتمة: تخيل أخي لو أنك مت فكانت آخر نظرة نظرتها إلى حرام فماذا ستقول لربك؟! ماذا لو خرجت روحك أمام مشاهدة الفيلم أو الصورة العارية؟!

يحكي أحد الإخوة -وهو مغسل للأموات- أنه جاء ليغسل شابًا وقد اسود وجهه ويده مربوطة بالشاش فأراد أن يفك الشاش فعارض أهل الشاب فصمم على فك الشاش فإذا بيده "ريموت" وأهله قد دخلوا عليه وهو ميت وأمامه على الشاشة فيلم إباحي! نعوذ بالله من سوء الخاتمة، ونسأله الستر في الدنيا والآخرة.

11- تذكر الحور العين: فإن المسلم إذا تذكر الحور العين وجمالهن، وأن الله أعدهن لمن صبر عن الحرام في الدنيا؛ كان ذلك عونًا له على غض البصر عن الحرام.

12- الدعاء: لما جاء الشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا فصرفه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بأنك لا تحبه لأمك، وابنتك، وأختك، وخالتك، وعمتك، وكذلك الناس لا يحبونه لهن، وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده الحانية عليه، ثم دعا له فقال: «اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ» (رواه أحمد، وصححه الألباني).

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي» (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

ومن دعائه أثناء الذهاب إلى المسجد: «وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا» (رواه مسلم).

ومن دعائه في الصباح والمساء: «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي» (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

والله لا أنس صورة شاب قد التزم الملتزم بين الحجر الأسود وباب الكعبة وأكثر دعائه: "اللهم أعني على غض البصر"!

وأخيرًا: نسأل الله أن يعيننا على غض الأبصار وأن يثبت قلوبنا على دينه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا الموضوع ليس للرجال فحسب، بل هو للنساء أيضًا، قال الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ، فَاغْضُضْنَ أَبْصَارَكُنَّ، لا تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ» (رواه أحمد، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح، ولفظ مسلم: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشرُّهَا أَوَّلُهَا». فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهن بغض البصر في المسجد؛ فما بالك بخارجه؟!

وفي الجنة حيث النفوس الطاهرة والنظرات البريئة إلا أن الله مدح نساء الجنة فقال: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} [ص:52].

(2) كما أن هذا الكلام ليس للشباب فحسب، بل للشيوخ الكبار أيضًا، يقول سعيد بن المسيب رحمه الله لابنه بعد أن بلغ الثمانين من عمره: "ما وجدت فتنة أشد علي من النساء"! وهو العابد الزاهد الذي ما أذن المؤذن منذ أربعين سنة إلا وهو في المسجد!

 

 

محمد شتا
 

  • 99
  • 8
  • 197,414

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً