تسلم الأيادي

تسلم الأيادي الطاهرة المتوضئة الشريفة، النقية النظيفة، المنظمة المرتبة، المتعاونة.

تسلم الأيادي العالِمة والمتعلمة، والكاتبة والواعية، والناشطة.

تسلم الأيادي الراكعة الساجدة الحاملة للقرآن.

تسلم الأيادي الباذلة المنفقة الحاملة الخير لمصر وأهلها.

تسلم الأيادي الملبية والساعية لقضاء حوائج الفقراء الضعفاء المساكين الأيتام الأرامل.

تسلم الأيادي الممدودة بالصلح بين المتخاصمين.

تسلم الأيادي التي لا ترد الإساءة بمثلها بل تردها بالحسنة المضاعفة.

تسلم الأيادي العاملة الصانعة الزارعة الحاصدة المنتجة البناءة المتاجرة في الخيرات.

تسلم الأيادي المرابطة على فعل الخيرات وترك المنكرات.

تسلم الأيادي المضحية براحتها وأوقاتها وأموالها حِسبة لله {لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان من الآية:9].

تسلم الأيادي الرحيمة الرقيقة الحانية على الصغار والكبار.

تسلم الأيادي التي لا تمتد بالإساءة لأحد حتى لو أعتدى عليها.

تسلم الأيادي المسالمة المصافحة التي تبدأ بالسلام وتنتهي به ولا تعرِف للعنف طريقا.

تسلم الأيادي الصالحة المصلحة، العفيفة المتعففة عن الحرام والتي لا تعرف للحرام سبيلا.

تسلم الأيادي التي لا تُفرِّق بين البشر توحِّد الكلمة والهدف والغاية.

تسلم الأيادي التي يسلم ويأمَن الناس شرورها «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (حديثٌ صحيح؛ رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظٍ مختلفة).

تسلم الأيادي التي ترد الأمانة إلى أصحابها والحقوق إلى أهلها.

تسلم الأيادي المرفوعة إلى السماء تقول: يا ربّ! ما لنا غيرك يا الله.

تسلم الأيادي التي لا تكلّ ولا تمل في طلب رزقها وتوكلها على ربها.

تسلم الأيادي التي تبات وتنام مغفوراً لصاحبها «من أمسى كالاً من عمل يديه أمسى مغفوراً له» (أخرجه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما).

تسلم الأيادي الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر «من رأي منكم منكراً فليُغيّره بيده» (متفقٌ عليه).

تسلم الأيادي الرافعة مطالبها بسلميةٍ تامة علَة أصابع يدها (رابعة).

تسلم الأيادي المعطية المانحة الواهبة العالية «اليدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفلَى» (رواه مسلم).

تسلم الأيادي التي لا تعرِف الفساد ولا الإفساد ولا الرشوة.

تسلم الأيادي التي لا تعرِف السرقة «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» (رواه البخاري ومسلم).

تسلم الأيادي التي تُحرِّم على نفسها لبس الذهب والحرير على الرجال دون النساء.

تسلم الأيادي الرياضية سفراء فوق العادة في وقت الشدة وفي المحافل الدولية.

تسلم الأيادي التي جعلها الله هادية للبشر تدلهم على الحق والعدل والحرية.

تسلم الأيادي التي يسعى نورها يُمهِّد الطريق ويفتح القلوب ويُنير الدروب ويهدي السبيل {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد:12-13].

{يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم من الآية:8].

تسلم الأيادي التي تحاسب نفسها قبل حساب الآخرة {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً . يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان:27-28].

تسلم الأيادي القابضة على الجمر حتى يأتي وعد الله وهم على الحق لا يضرهم من خذلهم.

قال صلى الله عليه وسلم: «يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ, الْمُتَمَسِّكُ يَوْمَئِذٍ بِدِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ» أو قال: «على الشوك»، وفي رواية: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ» (صححه الألباني).

وربي إنا لمنصورون.


ماهر إبراهيم جعوان
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام