معركة الوعي

منذ 2013-11-18

النظام الحالي يدرك تماماً أن فشل انقلابه يعني رقبته، وهو لذلك على استعداد أن يضحي بالوطن بأكمله في معركة مزعومة من أجل أن يبقى على رأس السلطة.

 

لا يوجد ثورة تنجح بدون ظهير شعبي؛ الثورة أساساً هي عبارة عن حالة غضب عارمة من الشعب على النظام الحاكم، ولذلك تحاول الأنظمة في مواجهة الثورات حصر حالة الغضب في فصيلٍ معين، ثم ترميه بأفظع التهم لتصرف الجماهير عنه.

لذلك فالهدف الحالي للحراك ضد النظام الدموي الظالم هو نشر الوعي بين الجماهير. بعد أن سيطر النظام على الإعلام وافتعل معركة مع معارضيه صاغها في شكل مؤامرة عالمية، وللأسف نجح في أن يَصرف انتباه الكثير من البسطاء عن بشاعة جرائمه.

النظام الحالي يدرك تماماً أن فشل انقلابه يعني رقبته، وهو لذلك على استعداد أن يضحي بالوطن بأكمله في معركة مزعومة من أجل أن يبقى على رأس السلطة.

نحن وقعنا في أيدي عصابة تسيطر على 70-80% من موارد بلد بأكمله ولن تتنازل بسهولة على الإطلاق.

لنفهم معاً كيف يمكننا أن نواجه طاغية؛ مضمون القوة السياسية هو الطاعة فإذا امتنع الناس عن الطاعة فالحاكم لا يستطيع أن يحكم. وإن كان الحاكم طاغية يحكم بالحديد والنار فإن إخراج أدواته من المعادلة عن طريق عصيان أوامر إطلاق النار أو تحييدهم يعني نهاية حكم الطاغية.

حتى اﻵن أدوات الجنرال عبد الفتاح السفاح التي يعتمد عليها هي المخابرات الحربية، المخابرات، أمن الدولة، القوات الخاصة. ما يحاول السيسي فعله الآن هو استخدام العنف المفرط لإخراج المتظاهرين عن سلميتهم وتوريط الجيش بأكمله في حرب ضد الإرهاب المزعوم.

السلمية حتى اﻵن خيار استراتيجي حتى لا يتورَّط الجيش بأكمله في معركة ضد الثوار العُزَّل، ولكنها سلمية إيجابية سريعة الحركة تعجز خصمك عن متابعتك وترهقه حال حشد قواته الخاصة المحدودة العدد وإعادة انتشارها مرات عديدة.

السيسي يلجأ لحلول قذرة أخرى مثل قتل الجنود في رفح ولصق التهمة بالإرهاب المزعوم. ولتعرف كذبهم انظر لتضارب تصريحاتهم، فمن تصريح عن استهدافهم باستخدام "آر بي جي"، تجد جثثاً مصابة بطلق ناري عبارة عن إعدام ميداني. بالإضافة لحادثة اعتقال أحد أعضاء فتح ممن تورّط في حوادث سيناء ثم إطلاق سراحه.

هذه يجب مواجهتها ببث حملة استباقية عما حدث في الجزائر فيما يُسمّى بالعشرية السوداء، بالإضافة لإلقاء اتهامات واضحة مدعمة بالأدلة عن تورُّط الأجهزة الأمنية في هذه الجرائم، بل وطلب فتح تحقيق دولي في الجرائم السابقة.

المعركة الحالية يمكنك أن تلقبها بمعركة الوعي، وهدفها أن تصل للجماهير وترفع من درجة وعيها لنقف جميعاً صفاً واحداً ضد النظام الظالم.

وبنجاح معركة الوعي سيشتد عود الحِراك وتتفجر ثورة شعبية، وعندها سيجد الضابط والجندي حاضنة شعبية تشجعه على رفض فكرة إطلاق الرصاص. عندها سينتهي النظام الدموي فهو ليس له شرعية يعتمد عليها عندئذ إلا شرعية القهر.

هناك مثال إنجليزي قديم يقول: "إن القلم أعظم من السيف". إذا كانت هذه الكلمات قد تكتب اليوم، فمن الممكن أن تكون كالآتي "الكلمة أقوى من الجيوش".

الكلمة الصادقة يمكن أن تُحوِّل العدو إلى حليف.

ولخوض معركة الوعي ينبغي علينا الآتي:

أن يعلم الجميع ببشاعة النظام العصابي الذي يحكم البلاد: حربه على الإسلام، أضرار الحكم العسكري، السيسي يقتل شعبه ويقتل جنوده، السيسي يحرض على قتل شعبه، الانقلاب يُدمِّر الاقتصاد، الانقلاب يعني نظام القذافي، فضح الفساد والكذب الإعلامي، التذكرة بأضرار حكم مبارك، الانقلاب يعني نكسة 1967م، وغيرها من الأفكار.

سنوالي نشر فعاليات أسبوعية ونريد من الجميع المشاركة فيها.

استمرار الحِرَاك على الأرض وابتكار وسائل للتعامل مع الأخطار المحتملة: ماذا نفعل في حالة استعمال الغاز، القنابل المسيلة للدموع، إطلاق الرصاص، البلطجية، القناصة.

لدينا رؤية مبدئية لتجنب المواجهة المباشرة ما أمكن، واستمرار مسيرات التوعية في الوقت الحالي.

وسنواليكم بفعاليات ساعدونا بنشرها والمشاركة فيها، {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38].

 

  • 5
  • 1
  • 6,063

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً