التشيع العربي .. مذهب أمريكي جديد

منذ 2006-11-07


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

في تحد سافر لعقيدة جموع المسلمين في مصر قامت جريدة الغد التابعة لجناح أيمن نور في عددها الصادر يوم الأربعاء 11 رمضان 1427هـ، 4 أكتوبر 2006م بنشر ملحق مجاني تحت عنوان: "أسوأ عشر شخصيات في الإسلام من عائشة أم المؤمنين إلى عثمان الخليفة الراشد وحتى الآن الرئيس والابن الوريث".

والملحق على طريقة الجبناء غير منسوب لمؤلف، ولكن الروح الشيعية واضحة فيه جداً، حيث ردد كل تهم وأباطيل الشيعة حول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، والخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وطلحة والزبير -رضي الله عنهما-، فضلاً عن معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة -رضي الله عنهم-، ولم يفت الكاتب أن يدافع عن مؤسس الشيعية الأول عبد الله بن سبأ، ويدعي أنها شخصية خيالية اخترعها المسلمون لينسبوا إليها المسئولية الكاملة عن أحداث الفتنة، مع أن كل الصحابة قد انغمسوا فيها على حد وصف كاتب الملحق، وأن انغماسهم فيها قد وصل إلى حد قتل حفيد النبي -صلى الله عليه وسلم- بسيوف أتباعه كما يزعم ذلك الزنديق.

وفي النهاية يتساءل ألم يبق من الصحابة من يصلح للاقتداء به؟ وكانت الإجابة: نعم يوجد من وعى وفهم الرسالة المحمدية مثل على بن أبي طالب. ولم يذكر غيره مثالاً، وليس المقام مقام رد على هذه الأكاذيب والافتراءات، فهذه الردود موجودة متوافرة لطلاب الحق -بإذن الله-، ولكن نريد أن نحلل هذا الحدث الجلل من بعض جوانبه.

أولاً: سبق أن حذرنا من خطورة الإعجاب بالصمود العسكري لحزب الله أمام إسرائيل، وأن يتحول هذا الإعجاب أو الحرص على التشفي في إسرائيل إلى تقديم أعراض أمهات المؤمنين وصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- قرباناً لمثل هذا النصر الزائف، ووالله لو كان نصرًا حقيقياً لكان حرياً أن تزهد فيه إذ جاء على أيدي هؤلاء، فكيف بكونه نصر زائف.

ثانياً: ليست هذه هي السابقة الأولى في الفترة الأخيرة التي ينشر فيها سموم شيعية في جرائد -عالمانية- معروفة بعدائها لكل ما هو ديني، وهذا ما يثير تساؤل ضخم حول الدوافع التي تدفع صحف عالمانية إلى تبني قضايا دينية، وعلى مذهب مخالف للمذهب الذي ينتسبون إليه، والتاريخ يشهد أن الشيعة ماهرون في شراء الولاءات والأبواق، وإن كان الأمر في هذه المرة قد يتعداه إلى أن يكون الممول هم الأمريكان وليسوا الشيعة كما سنبين -إن شاء الله-.

ثالثاً: الأفكار المسمومة الواردة في هذا الملحق هي أفكار شيعية في نسخة خاصة لبلاد السنة فيما يبدو، ولذلك تحاشى الكاتب انتقاد الشيخين أبي بكر وعمر وحرص على إثبات فضائل لعائشة -رضي الله عنها-، ولقبها بأم المؤمنين، ونسب إليه الندم على أنها كانت السبب في مقتل عشرين ألفاً من أبنائها، وعاد وقال إنه ندم جاء متأخراً، كما أثبت فضائل لطلحة والزبير -رضى الله عنهما- ولكن قال إنهما محوا جهادهما مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأطماعهما في الخلافة، وكذا الحال مع عمرو بن العاص، وإن لم يفته أن يشكك في صدق إسلامه من أول الأمر، وكان الأمر أكثر فجاجة مع معاوية الذي كانت عباراته في شأنه صريحة في التشكيك في إيمانه وإيمان أبيه -رضي الله عنهما- وأن الحسنة الوحيدة له هو أنه صهر النبي -صلى الله عليه وسلم-.

رابعاً: نشر موقع "العربية نت" على لسان مثقف شيعي أنه بصدد إصدار كتاب سوف يطبعه في لندن بعنوان "عمر بن الخطاب نظرية علوية" يدافع فيه عن نظرية أن علي -رضي الله عنه- كان شريكاً لعمر في الحكم، ولم يكن بينهما عداء، كما صور الشيعة الفرس -الصفويين- زاعماً أن الشيعة العرب يعترفون بهذا الوضع المتميز لعلي -رضي الله عنه- في الدولة العمرية، وأشار على أن المرجع الشيعي علي شريعتي كان ممن يرى هذا الرأي، ولذلك قامت أجهزة الثورة الإيرانية بتصفيته جسدياً في مقر إقامته في لندن قبل قيام الثورة بشهرين، رغم أنه كان من تلاميذ الخوميني.

خامساً: لا يخفى على أحد الذعر الأمريكي الصهيوني من السنة الذين يرفعون رايات الجهاد في كثير من المواطن لا يريدون علواً في الأرض، ولا يعطون لعلمائهم حق النسخ والتبديل والتحريف كما هو الحال عند النصارى، ولا حق الطاعة المطلقة كما هو عند الشيعة إلى الدرجة التي جعلت مفكري إسرائيل في تحليلهم لنتائج حربهم مع حزب الله الشيعي يطلقون تحذيرات شديدة من حيازة السنة لمثل سلاح الشيعة.

سادساً: أمريكا رغم حداثة عمرها السياسي كلاعب رئيسي في الحلبة الدولية إلا أنها ورثت عن ربيبتها التي كانت يوماً ربتها إنجلترا ملفات تبين مواطن القوة الضعف في العالم الإسلامي، ويعرفون المرونة السياسية العالية لزعماء الشيعة والتبعية العمياء من عوام الشيعة لرؤسائهم، مما يعني أن الشيعة لا يختلفون كثيراً عن أي قوة سياسية أرضية يمكن أن تقبل بالتعايش السلمي مع الكفر وتبادل المصالح معه.

سابعاً: أدركت أمريكا ومنذ عهد الشاة الذي كان يتسم بروح شديدة الغلو في العالمانية أن الروح القومية الفارسية الإيرانية تمثل خطراً على الروح القومية الرومية الرامية على إعادة السيطرة على العالم، وقد ساندت أمريكا الثورة الخومينية على أمل أن يسهم الولاء الديني الشيعي في ضعف الولاء الفارسي، ولكن هذا لم يحدث بل صارت إيران غالية في القومية الفارسية، وطوعت مذهب الشيعة لكي يكون خادماً للأطماع الفارسية، ورغم قيام التعاون الأمريكي الإيراني في العراق وغيرها إلا أن التوتر مستمر بسبب جزع أمريكا من أطماع إيران التوسعية.

ثامناً: ومما سبق يتضح أن الغرب وعلى رأسه أمريكا لا يريدون أن يكون للإسلام وجود على ظهر الأرض، وإن كان لابد من وجوده فليكن إسلاماً بهائياً أو قاديانياً أو درزياً أو علوياً -وكلها طوائف خارجة عن الإسلام-، أو على الأقل فليكن إسلاماً شيعياً أو صوفياً، أما إسلام السنة فهم لا يطيقون وجوده، ذلك الإسلام الذي جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- وقام به أصحابه فأذلوا به إمبراطورية الروم وكادوا يقتلعوها من الوجود.

كما أن أمريكا لا ترغب في قيام دولة قومية فارسية قوية، ولذلك فيبدو -والله أعلم- أن أمريكا تريد أن تنشر المذهب الشيعي بين العرب مع عدم جعل هذا الأمر سبباً في التقارب العربي الفارسي، ولا سيما للهيمنة الإيرانية على المنطقة العربية، ومن أجل هذا جرى تفصيل هذا المذهب الشيعي العربي الذي يحاول أن يتميز عن المذهب الشيعي الفارسي فيما يتعلق بمسألة الشيخين أبي بكر وعمر، وربما اختلف أيضاً في مسألة تحريف القرآن، ولكنه يلتقي معهم في هدم الصورة المثالية لجيل الصحابة الفريد في أذهان الأجيال الجديدة من المسلمين، وتصويرهم على أنهم مجموعة من اللصوص وقطاع الطريق، وتشويه الصورة الجهادية للأمة الإسلامية.

وقد يلتقي ذلك مع الآراء التي رأت أن أمريكا وإسرائيل تعمدا إخراج الحرب اللبنانية على صورة تعادل من أجل الترويج للمذهب الشيعي في البلاد العربية السنية، مع قيام عدة محطات فضائية معروفة بولائها التام للمصالح الأمريكية بمحاولة الدفاع عن الشيعة العرب في مواجهة الشيعة الفرس، بل إنهم جعلوا حسن نصر الله من جملة هؤلاء الشيعة العرب رغم إعلانه المتكرر لولائه لإيران دينياً وسياسياً، وقد ذهب بعض المحللين إلى أن المرارة التي شعرت بها إسرائيل في لحرب جاءت من أنها أرادت النتيجة تعادل بطعم النصر فجاء تعادل بطعم الهزيمة؛ نتيجة سوء تقدير القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية لقدرات حزب الله، ولأثر البقية الباقية من الإسلام فيهم على ثباتهم في المعارك.

وعلى ذلك فمحاولة الترويج للبهائية، وفي نفس الوقت الترويج لما يسمى بـ "التشيع العربي- في نفس الوقت الذي تصدر فيه تصريحات بابا الفاتيكان التي تهاجم شعيرة الجهاد في الإسلام في نفس الوقت الذي تقود فيه أمريكا الحرب الصليبية -كما وصفها بذلك بوش- على الإسلام الفاشي -كما وصفه بوش أيضا في سياق أخر- يدل على أنها منظومة جديدة من الحروب الصليبية على دين الله، نسأل الله أن يقي المسلمين شرها، وأن يرد كيد أعداء الأمة إلى نحورهم.

عبد المنعم الشحات

أحد المشايخ البارزين بمسجد أولياء الرحمن بالاسكندرية للدعوة السلفية و منهجه منهج أهل السنة و الجماعه و سلف الأمة من الصحابة و التابعين لهم باحسان

  • 14
  • 3
  • 18,796
  • ابو احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] تحليل القضية برمتها وجز ى الله الشيخ خيرا
  • walid sallam

      منذ
    [[أعجبني:]] سادساً: أمريكا رغم حداثة عمرها السياسي كلاعب رئيسي في الحلبة الدولية إلا أنها ورثت عن ربيبتها التي كانت يوماً ربتها إنجلترا ملفات تبين مواطن القوة الضعف في العالم (((مقتبس من المقال)))
  • محمد زكي قاسم

      منذ
    [[أعجبني:]] بعدالحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله/أري أنه يجب التكلم علي أفة الشيعة والتشيع التي ظهرت فى الأونة الأخيرة بدرجة مخيفة وتكون بطريقةمضادة وبنفس القوة وأعتقد أننا سنبذل الكثير من الجهدمقارنة بجهدهم الأسود [[لم يعجبني:]] 1-أم المؤمنين تسب وما زالت بعض الفئات تعلن ولائها للشيعة0000أرجو منهم جلسة مع النفس (لو أمك التي أنجبتك قيل فيها هذا هل سيكون هذاموقفك)أرجع الي نفسك وستعطيك الأجابه0
  • AHMED A FTAH

      منذ
    [[أعجبني:]] نظرية مقبولةوتفسر كثير من الاحداث الحالية [[لم يعجبني:]] القاء ضعف المسلمين الان علي عاتق نظريات المؤامرة.وهذه المؤامرات كانت تحدث طوال عمر الاسلام.ولكن تاثيرها الان واضح بسبب ضعف المسلمين(تخاذل المسلمين السنة هو سبب الماساه الاول فلا بد من صحوة .ترد كيدهم الي نحورهم)
  • منى

      منذ
    [[أعجبني:]] مقالة تعتبر أنذار هذا بالفعل خطرالشيعة يريدون السيطرة على كل ما هو عربى ويشككون الشباب السنة بالذات فى عقيدتهم مستغلين بعد الشباب عن دينهم وسطحية تفكيرهم الله يحفظنا من مخططهم والله غالب على أمره ولكن أكثرالناس لايعلمون.
  • شهاب الشهاب

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خيراً أخى كاتب المقال والحمد لله أن فى مصر من بدأ يرصد مفاهيم هؤلاء الرافضة الدخلاء على مصر العزيزة فنحن فى الخليج ولحسن النية أدخلناهم من باب الأخوة الاسلامية وتجنسوا بجناسسنا وعندما تمكنوا تفرعنوا والسبب مايحصل عندنا وعندكم أخى أن هؤلاء تقف ورائهم دولة عنية تدفع بسخاء لتصدير هذه المفاهيم ..ولكن العتب على المرتشين عندنا !!حفظالله أهل السنة فى الخليج وفى الوطن العربى من هؤلاء الاشرار , ونصر الله أهلنا أهل السنة فى العراق ضد هؤلاء المجوسيين..آآآآمين
  • زائر

      منذ
    [[أعجبني:]] لا شيء من كلام هزا الكافر و اقول لهازا الكافر من الخوارج ان النار مثواكم و بئس المصير
  • أبو عبد الرحمن

      منذ
    [[أعجبني:]] المقال أكثر من رائع و لكن ما كنت أحسب صاحب جريدة الغد يصل إلى درجة الحميرعفوا حشا الحمير كما قال رب العزة *** إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا***
  • عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] الذي اعجبني هوه التوعي الدقيق لدى بعض المسلمين ولله الحمد والمنه ...التوعي للمؤامره الكبرى على الاسلام الحقيقي أي مذهب أي مذهب أهل السنه والجماعه ونسأل الله أن يزيدنا تبصرا لحماية دينه من اعدائه الظاهرين والخفيين الذين هم أخطر على ألاسلام من أعدائه الظاهرين [[لم يعجبني:]] ما لم يعجبني هوه انخداع الكثير من المسلمين بما يسمى حزب الله وتصديقهم بأنه يدافع عن ألامه
  • Muslim Egyptian

      منذ
    [[أعجبني:]] The governments of the Arabic countries are responsible for the current situation by their corruption, the absence of true democracy and the absence of the real desire for hard work to improve any aspects of our current situation.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً