لعبة القتل في العراق

منذ 2014-01-28

ما يجري اليوم في الأنبار؛ يقع ضمن لعبة قتل العراقيين التي يبدو أن حكومة بغداد التي يترأسها نوري المالكي لا تُحسِن غيرها، وهذا ما أثبتته تجربة السنوات المريرة من حكم هذا الرجل، (المالكي).

 

 

اللعب يكون في الغالب سبباً للمرح والترويح عن النفس في لحظات الانزعاج والكبت والرتابة المملة في العمل، وهذه الأسباب تدفع الإنسان للترويح عن نفسه من خلال بعض أنواع اللهو البريء، ومنها رياضة المشي، وبعض الألعاب التي تمد الجسد والروح والنفس بالحيوية والأمل والراحة النفسية.

ومن المخجل؛ أن تنقلب الموازين في عصر يدَّعي أهله أنهم مدنيون ومتحضِّرون، وبمجرد أن تتحدَّث معهم تنهال على مسامعك عبارات المدنية والحضارة والديمقراطية ورفض العنف والتشدُّد، وحقوق الإنسان، وكلها مصطلحات يَعرف غالبية من يرددونها، أنها لا وجود لها في سياسة قائليها، وأنهم أول من لا يؤمنون بها ولا يطبقونها، ومن هؤلاء الساسة غالبية رجال الحكم "الدم قراطي" في بلاد الرافدين اليوم.

غالبية هؤلاء الساسة؛ هم جزء من المشكلة المستعصية في العراق اليوم، وربما يتصور بعض المتابعين أن هؤلاء الساسة مسؤولون فقط عن الدماء التي سالت في العراق بعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق نهاية عام 2011م، والواقع أن غالبية هؤلاء الساسة مسؤولون عن دماء العراقيين منذ بداية الاحتلال وحتى نهاية أثارها التي لا يمكن لأحد التكهُّن بتحديد زمانها؛ وذلك لأنهم هم الذين شجعوا الأمريكان ومن معهم لاحتلال العراق وتدميره!

هؤلاء الساسة ومعهم قوات الاحتلال؛ قتلوا مع سبق الإصرار والتعمُّد أكثر من مليون مدني عراقي، وبعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي لم تتوقف لعبة الدم والقتل، بل هذه المرة صار القتل على الهوية والطائفة، والمنفِّذ ميليشيات حكومية تُسمَّى -مع الأسف الشديد- قوات أمنية (الجيش، والشرطة وغيرها من الصنوف الأمنية والإستخبارية) .

ما يجري اليوم في الأنبار؛ يقع ضمن لعبة قتل العراقيين التي يبدو أن حكومة بغداد التي يترأسها نوري المالكي لا تُحسِن غيرها، وهذا ما أثبتته تجربة السنوات المريرة من حكم هذا الرجل، (المالكي).

في الأنبار تضرب الحكومة منازل المواطنين بالدبابات والطائرات وتسبَّبت بتهجير أكثر من (14) ألف مواطناً من أهالي الفلوجة وغيرها بحثاً عن الأمان الذي فقدوه وهم في بيوتهم، وهذه الحقيقة ذُكرت على صفحة الجزيرة الإنكليزية بتأريخ 10/1/2014م.



 

فيما تُشير إحصائيات غير رسمية لنزوح أكثر من (70) ألف مواطناً مدنياً من أهالي الفلوجة.

العراق اليوم دولة بوليسية؛ والمالكي يريد أن يتمتع بلعبة الدم عبر اختلاق الأكاذيب المُمَهِّدة لضرب أهالي الأنبار، وكلها تقع في إطار مهزلة مكافحة الإرهاب؛ وأيضاً ليُرضي غروره الذي فاق كل التوقعات.

غرور المالكي دفعه لضرب المواطنين العُزَّل في منازلهم.



 

وهذا ما أكَّدته لجان حكومية، ففي يوم 14/1/2014م؛ قالت رئيسة لجنة الصحة في مجلس محافظة الأنبار أسماء العاني: "إن عدد الضحايا من النساء والأطفال في القصف الذي تُنفِّذه قوات الجيش سواءً بالطيران أو المدافع والدبابات بلغت مستويات كبيرة، وأن عدد الأطفال النساء القتلى أو المصابين يتضاعف يومياً".



 

مؤكدة: "أن غالبيتهم دُفِنوا بدون شهادة وفاة طبية بعد تعذُّر وصولهم إلى المستشفيات، وبعضهم توفي نتيجة عجز سيارات الإسعاف عن الوصول إليه لإخلاءه، وظل ينزف حتى الموت"، لافتة إلى: "أن وزارة الصحة قدَّمت خمسة سيارات إسعاف إلى الأنبار بعد تَعرُّض عدد من سيارات الإسعاف إلى إطلاق نار من قبل الجيش، كما أرسلت (17) شاحنة من الأدوية والمواد الطبيبة رفض الجيش إدخالها إلى الأنبار"، وتابعت العاني: "أن الرمادي وحدها بلغ عدد الضحايا فيها (300) قتيل غالبيتهم نساء أطفال والوضع".

والمعيب أن قوات المالكي؛ رفضت إدخال سيارات الإسعاف للمناطق التي تتعرَّض للقصف، وكأنها تقول للجميع من لم تقتله نيران أسلحتنا، فإنه سيموت جرَّاء النزف حتى الموت!



 

فهل بهذه العقلية السقيمة يمكن إدارة الأزمات؟!



 

لعبة الدم القذرة هذه؛ لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، وأعتقد أن المالكي سيخرج هذه المرة خاسراً بالضربة القاضية، التي سيُوجِّهها له العراقيون، الذين سئِموا مناظر الدم والتفجيرات والجُثث المعلومة الهوية.

 

 

جاسم الشمري 

 

  • 3
  • 0
  • 1,582

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً