صور الرَّحْمَة

منذ 2014-02-04

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أعتم النَّبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، حتَّى ذهب عامَّة اللَّيل، وحتَّى نام أهل المسجد، ثُمَّ خرج فصلَّى، فقال: «إنَّه لوقتها، لولا أن أشقَّ على أمَّتي»

 

1- شفقة الإمام برعيته، وتجنب ما من شأنه أن يجلب المشقة عليهم:



- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أعتم النَّبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، حتَّى ذهب عامَّة اللَّيل، وحتَّى نام أهل المسجد، ثُمَّ خرج فصلَّى، فقال: «إنَّه لوقتها، لولا أن أشقَّ على أمَّتي» (رواه مسلم برقم: [638]).



- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم للنَّاس فليخفِّف، فإنَّ في النَّاس الضَّعيف والسَّقيم وذا الحاجة» (رواه البخاري برقم: [703]، ومسلم برقم: [467]).  



2- التوسط في العبادات وترك ما يشق على النفس:



عن عائشة رضي الله عنها: "أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة، قال:«من هذه»؟ قالت: "فلانة"، تذكر من صلاتها، قال: «مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يملُّ الله حتى تملوا، وكان أحب الدِّين إليه ما داوم عليه صاحبه» (رواه البخاري برقم: [43]، ومسلم برقم: [785]).



3- البر بالوالدين..وخفض جناح الذُّل من الرَّحْمَة لهما:



- عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: "سألت النَّبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى اللّه عزَّ وجلَّ؟ قال: «الصَّلاة على وقتها». قال: ثُمَّ أي؟ قال: «برُّ الوالدين». قال: ثُمَّ أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» (رواه البخاري برقم: [527]، ومسلم برقم: [85]).  



[1]

3- الوصية بالمرأة خيرًا والإحسان إليها:



[2]

4- الشفقة على الأبناء، والعطف والحزن عليهم، إذا أصابهم مكروه:



عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابيٌّ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: "تقبِّلون الصِّبيان فما نقبِّلهم"، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرَّحْمَة؟» (رواه البخاري: برقم[5998]).  



وعن أسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال: أَرسلت ابنة النَّبي صلى الله عليه وسلم إليه: "إنَّ ابنًا لي قبض، فأتنا". فأرسل يقرأ السَّلام ويقول: «إنَّ للَّه ما أخذ، وله ما أعطى، وكلٌّ عنده بأجل مسمَّى، فلتصبر ولتحتسب». فأرسلت إليه تُقسم عليه ليأتينَّها. فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبيُّ ابن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال، فرُفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّبيُّ ونفسه تتقعقع تضطرب وتتحرك ((النهاية في غريب الحديث والأثر) لابن الأثير [4/88])، قال حسبته أنَّه قال: كأنَّها شنٌّ، ففاضت عيناه. فقال سعد: "يا رسول الله ما هذا"؟ فقال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنَّما يرحم الله من عباده الرَّحماء» (رواه البخاري برقم: [1284]، ومسلم برقم: [923]).  




5- الرَّحْمَة بمن هم تحت سلطانه، من العبيد، والخدم، والعمال، وغيرهم:



[3]

6- الأمر بإحسان القِتلة والذبحة:



عن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه أنَّه قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إنَّ الله كتب الإحسان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته» (رواه مسلم برقم: [1955]).  




7- النهي عن تعذيب الحيوان أو إخافته أو إجهاده أو إجاعته:



عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دخلت امرأة النَّار في هرَّة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض» (رواه البخاري برقم: [3318]، ومسلم برقم: [2242]).  



وعلى نقيض هذه الصورة، ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صورة أخرى، لامرأة غفر الله لها ذنبها بسبب كلب:



فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما كلب يطيف[5] بركيَّة[6]، كاد يقتله العطش، إذْ رأته بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها[7]، فسقته، فغفر لها به» (رواه البخاري برقم: [3467]).  



قال السعدي معلقًا على هذين الحديثين: "ومن ذلك ما هو مشاهد مجرب، أنَّ من أحسن إلى بهائمه بالإطعام، والسقي، والملاحظة النافعة، أنَّ الله يبارك له فيها، ومن أساء إليها، عوقب في الدنيا قبل الآخرة، وقال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: من الآية 32]، وذلك لما في قلب الأول من القسوة، والغلظة، والشر، وما في قلب الآخر من الرَّحْمَة والرقة والرَّأفة، إذ هو بصدد إحياء كل من له قدرة على إحيائه من النَّاس، كما أنَّ ما في قلب الأول من القسوة، مستعد لقتل النفوس كلها" (بهجة قلوب الأبرار [1/190]).


  


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



[1] (رواه أبو داود برقم: [2530]، وأحمد برقم: [11739] [3/75]، وابن حبان برقم: [422] [2/165]، وصحح إسناده الحاكم، وحسن إسناده الهيثمي في (المجمع [8/138])، وصححه الألباني في (صحيح الجامع برقم: [892])).


[2] أسراء، أو كالأسراء.(النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير: (3/314)). عندكم، أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله». (رواه مسلم: برقم [1218]).  بلفظ مقارب، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.


[3] الربذة: مكان معروف بين مكة والمدينة-. ((فتح الباري)لابن حجر [1/121]).


[4] الحلة: ثوبان من جنس واحد-. ((فتح الباري)لابن حجر [1/86]).  


[5] يطيف: أي يدور حولها. (شرح النووي على مسلم،(14/242).


[6] الركية: البئر مطوية أو غير مطوية-. (فتح الباري، لابن حجر (6/516).


[7] الموق: بضم الميم هو الخف فارسي (شرح النووي على مسلم [14/242]).
 

 

المصدر: الدرر السنية
  • 3
  • 0
  • 28,878

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً