فوائد سلامة الصَّدر

منذ 2014-02-13

من أعظم فوائد سَلَامة الصَّدر: أنَّها سبيل لدخول الجنَّة، فهي صفة من صفات أهلها، ونعت من نعوتهم، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}


1- من أعظم فوائد سَلَامة الصَّدر: أنَّها سبيل لدخول الجنَّة، فهي صفة من صفات أهلها، ونعت من نعوتهم، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشُّعراء:88-89].


 

2- أنَّها تكسو صاحبها بحلَّة الخيريَّة، وتلبسه لباس الأفضلية، كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خير النَّاس ذو القلب المخْمُوم واللِّسان الصَّادق»، قيل: ما القلب المخْمُوم؟ قال: «هو التَّقِيُّ النَّقِيُّ الذي لَا إثم فيه، ولَا بَغْي ولَا حسد»، قيل: فمن على أَثَرِه؟ قال: «الذي يَشْنَأُ الدُّنيا ويحبُّ الآخرة»، قيل: فمن على أَثَرِهِ؟ قال: «مؤمن في خُلُق حسن» (رواه المنذري وغيره، وصحّحه الألباني).


 

3- أنَّها تجمع القلب على الخير والبِرِّ والطَّاعة والصَّلاح، فلا يجد القلب راحة إلا فيها، ولا تقرُّ عين المؤمن إلا بها.


 

4- أنَّها تزيل العيوب، وتقطع أسباب الذُّنوب، فمن سَلِم صدره، وطَهُر قلبه عن الإرادات الفاسدة، والظُّنون السَّيئة، عفَّ لسانه وجوارحه عن كلِّ قبيح.


 

5- ومن الفوائد أيضًا: أنَّ فيها اقتداء بالنَّبي صلى الله عليه وسلم وتأسِّيًا به، فهو -بأبي هو وأمي صلَّى الله عليه وسلم- أسلم النَّاس صدرًا، وأطيبهم قلبًا، وأصفاهم سريرة.

صور سلامة الصَّدر

1- سَلَامة الصَّدر مع عامَّة النَّاس، فلا يحمل لهم في قلبه غلًّا ولا حسدًا، ولا غيرها من الأمراض والأَدْواء القلبيَّة، التي تقضي على أواصر المحبَّة، وتقطع صلات المودَّة.


 

2- سَلَامة الصَّدر مع خاصَّة إخوانه ومقرَّبيه.


 

3- سَلَامة الصَّدر مع وُلاة الأمر، فلا يحمل عليهم الحقد، ولا يثير عليهم العامَّة، ولا يذكر مثالبهم عند النَّاس، ويكون نصوحًا لهم، مُشْفِقًا عليهم، غاضًّا الطرف عن أخطائهم التي يُتَجَاوز عنها، وينشر الخير عنهم، ويذكرهم بخير أعمالهم وصفاتهم.


 

4- سَلَامة صدور الوُلاة للرَّعيَّة، فلا يُكثر من الشُّكوك فيهم، ولا يتربَّص بهم أو يتجسَّس عليهم، أو يؤذيهم في أموالهم أو ممتلكاتهم، ويكون مُشْفِقًا عليهم، ساعيًا وراء راحتهم.


 

5- سَلَامة صدور العلماء وطلبة العلم بعضهم مع بعض، فــ"أحقُّ النَّاس -بعد العلماء- بسَلَامة الصَّدر طلَّاب العلم، فطالب العلم غدًا يقف أمام النَّاس يفتيهم ويعلِّمهم ويرشدهم، فلا بدَّ من أن يُرَبِّي نفسه على سَلَامة الصَّدر، ونقاء السَّريرة، التي هي صفة من صفات أهل الجنَّة: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [الحجر:47]" (معالِم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية؛ لمحمد المختار الشنقيطي، ص: [64]).   

موانع اكتساب سَلَامة الصَّدر

1- نزغات الشَّيطان، ووساوسه، فالشَّيطان حريص على إيغار الصُّدور، وإفساد القلوب، لذا حذَّر الله تبارك وتعالى منه، وأمر عباده بانتقاء القول الحسن، قال تبارك وتعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} [الإسراء:53]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشَّيطان قد أَيِس أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التَّحريش بينهم» (رواه مسلم: [2812]).


 

2- إصابة القلب ببعض الأمراض الخُلُقيَّة، والتي تُفسد القلب، كالحسد والغلِّ والحقد، وإذا اشتمل القلب على هذه الأدواء لم يُعْتبر سليمًا، فهي تضادُّ سَلَامة القلب.


 

3- التَّنافس على الدُّنيا فعن عمرو بن عوف رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكنِّي أخشى أَنْ تُبْسَط عليكم الدُّنيا كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فتَنَافَسُوها كما تَنَافَسُوها، وتهلككم كما أهلكتهم» (رواه البخاري: [4015]، ومسلم: [2961]).


 

4- حبُّ الشُّهرة والرِّياسة، وهي داء عضال ومرض خطير، وشرٌّ مُستطير، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "ما من أحدٍ أحبَّ الرِّياسة إلا حَسد وبَغى، وتَتبَّع عيوب النَّاس، وكره أن يُذكر أحد بخير" (جامع بيان العلم وفضله؛ لابن عبد البر: [1/571]).


 

وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

 


حبُّ الرِّياسة داء يخلق الدُّنيا *** ويجعل الحبَّ حربًا للمحبينا

 

يفري[1] الحلاقم والأرحام يقطعها *** فلا مروءة يُبقي لا ولا دينًا

 

(جامع بيان العلم وفضله؛ لابن عبد البر: [1/571]).


 

5- الاتِّصاف ببعض الصِّفات، والتي من شأنها أن تُوغر الصُّدور، وتؤثر في سلامتها، ككثرة المزاح، وكثرة المراء والجدال، والعُجب وغيرها.


 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 

[1]- (يَفْرِي فراه يفريه فرياً: "شقه شقًا" انظر: تاج العروس؛ للزبيدي: [39/229]).
 

المصدر: الدرر السنية
  • 11
  • 2
  • 19,109

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً