رسالة إلى من هداه الله

منذ 2007-07-03

إليك يا من هداك الله إلى طريق الحق اكتب رسالتي وكلي أمل أن أجد لرسالتي قبولا وندائي صدى.

يا من هداك الله ما لي أراك تشيح بوجهك عني وكأنك نسيت أن الله عز وجل هو الذي هداك إلى الإيمان والى طريق الاستقامة فقال عز وجل: « قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ »، مالي أراك ترمقني بنظرات الازدراء التي قد تصل أحيانا إلى الاحتقار وغفلت أنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبهما كيفما يشاء.

أخي يا من هداك الله ما لي أراك قد تركتني وحيدا أتخبط فيما أنا فيه نعم أنا، لعلي أسرف على نفسي في المعاصي والآثام لكن أين أنت عني؟؟؟

إنك يا أخي ومع الأسف لم تفكر يوما أن تستقبلني ببشاشة. تلك البشاشة التي تشعرني بالأمان تضيء قناديل الأمل، ما أكثر ما افتقدك أبحث عنك كثيرا لكنني لا أجدك إلا في المسجد في حلقات العلم فأغبطك على ما أنت فيه، وأتمنى أن أكون مثلك. وأظل أرقب وأحسب الساعات الطوال التي تمر علي كأنها أعوام يوم أن تنتهي من درسك وتخرج إلي عسى أن أجد منك ابتسامة أو شيئا مما تعلمته تنقله إلي، لكن...اااااه كم أتألم عندما يخيب أملى واراك تولى هاربا مني، وكأنك تهرب من المريض بمرض معد... لأجد نفسي وحيدا أتخبط في بحور التيه والضلال وللأسف أجد من يتلقاني بكل شوق ولهفة من رفقاء السوء. نعم أجدهم يستقبلونني بفرح شيطاني وابتسامات خبيثة، تبرق في عيونهم إشعاعات الغواية فأقضي معهم الأوقات وفي قلبي من الألم والحسرات....

أما فكرت أن تنتشلني مما أنا فيه بدل أن تنظر إلى ملابسي وشكلي الذي لا يروق لك؟؟؟ لماذا تزيد من الفجوة بيننا؟؟؟ لماذا تحتقرني وأنت من تقرأ كل يوم قول الله تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) لِمَ لَمْ تفكر أن تمد إلي يدك تصافحني تهديني شريطا أو مطوية؟؟؟ نعم ربما لك العذر في أن تخشى على نفسك من أن أصدك أو أسيء إليك!

لكن دعني أسألك أين أنت من رسولنا الكريم الذي كانت تسيل دماؤه وتنزف جراحه في سبيل الدعوة إلى الله؟؟؟ أين أنت من بلال بن رباح وهو من كان يتعذب أشد العذاب؟؟؟ أليست هذه السيرة التي كنت تقرأها وتتعلمها في حلقاتك لماذا تظل حبيسة مكتبتك؟؟؟ لماذا لا تخرجها إلي والى أمثالي على شكل سلوك ومنهج تنتهجه؟؟؟ أخي أما علمت أن الدعوة إلى الله في منزلة الجهاد؟؟؟

أخي كن لي الطبيب والبلسم لجراحي وليس القاتل الذي يجهز علي ويقضي على آخر رمق لي في الحياة...

أخي لا تتخلّ عني ولا تتركني، تذكر نفسك يوم أن كنت في الضلال وغياهب المعاصي المظلمة وهداك الله وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك أسال الله لك الثبات...

أخي صدقني إنني مهما كنت غارقا في لجج المعاصي والبعد عن الله والغفلة إلا أني مازالت نبضات شراييني تتدفق منها أوردة الإيمان مازالت الدمعة تتدفق عند سماعي لآي القرءان فلا تكن سببا في جفافها وفي قسوة قلبي...

أخي يوم أن غبت عني وقعت في شباك رفقاء السوء الذين كانوا ينمون في داخلي الثقة المزيفة والعزة بالإثم... يوم أن رمقتني بنظرات الاحتقار كانوا هم يغرقونني بنظرات الإعجاب... يوم أن غبت عني ولم تهدني شريطا يذكرني بالله، بالجنة والنار، أغدقوا هم علي أشرطة الأغاني ومزامير الشيطان. وأفلام الرذيلة... يوم أن رأيتني مقبلا من بعيد ونظرت إلى ملابسي وشكلي التي للأسف قلدت بها الغرب فارتديت الشورت والقميص الضيق فغضبت أنت وكتمت غضبك ولم تتنازل أن تقترب مني وتوجه لي كلمة طيبة دعاك إليها الله عز وجل الذي قال: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )

أخي إنني ادعوك وفي قلبي من الآلام وعيناي تفيض بدموع الندم وبداخلي صرخة أطلقها فأقول أقبل إلي.. ساعدني... مد إلي يدك.. انتشلني من وحل الضلال... كن أنت رفيقي بدلا من رفقاء السوء... خذني معك إلى المسجد... ادعني إلى إحدى المحاضرات التي تحضرها... خذني إلى عالمك ولا تتركني أتخبط في عالم التيه والضلال.

إنني وأمثالي من الشباب عندما نراك نغبطك على ما أنت فيه لكننا نتألم عندما تمر من جنبنا دون حتى أن تلقي علينا السلام... فتكون النتيجة للأسف أني اتهمك بالكبر والغرور وأنا أعلم أنك بريء من هذه التهمة... أخي أعني على التوبة ونمي في داخلي بذرة الإيمان قبل أن تموت...

أخي أثقلت عليك برسالتي وعتابي لكنها ما كانت إلا من محب... نعم فإني أحبك في الله وعتابي لك ما هو إلا لحرصي الشديد على أن أكون مثلك تائبا عابدا طائعا لله فوالله لقد مللت وتعبت.... وكلما حدثتني نفسي بالتوبة أتوب وأبكي إلى الله عز وجل لكنني أفتقدك، أفتقد أن تشغل فراغا أحدثه غيابي عن رفقاء السوء لتشغله أنت.

وفي الختام أخي لا تنساني من دعائك ولا تقطعني من كريم وصالك وتذكر قول الله عز وجل: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )

والسلام
أخوك المذنب التائب
من بريد القراء
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 8
  • 0
  • 9,182
  • ايهاب البحراوي

      منذ
    [[أعجبني:]] انة قال ما بداخلي احتمال اكون اكثر منة معاصي او اقل ولكن اظن انة اصاب الهدف وقال ما بداخل كثير من الشباب المذنبين [[لم يعجبني:]] انة لم يذكر ان هناك اخوة ولو قلة عكس ذلك وهم يعطون لك الأمل ويضحكون ويدعو الي الله بلترغيب وليس الترهيب
  • طالبة الغفران

      منذ
    [[أعجبني:]] يقال إن صدق الكاتب فقد وصل إلى القارئ وقد أحسست صدق الكلام وفعلاًً هذا ما يكون عليه المرء فى بداية التوبة بل حتى وقبلها و سبحان الله كذلك بعد الإلتزام و التوبة يحس الملتزم إذا ما أذنب و إحتقر أو إذدرأ غير التائب فيرجع و يتوب و يفكر ماذا عساى أفعل له و ماذا أُقدم له بعد التردد الكثير نكتفى بأن نتبسم له و فى أعيننا دعوة بأن هلم هيا تعال و سر معنا فى الطريق .. الطريق إلى الله ..اللهم أغفر لنا و توب علينا و توفنا مسلمين.. المقال بهتحليل جيد لنفسية الشخص الراغب فى التوبة و ما يلقاه من تعب و معوقات فى طريق التوبة و كذلك يبين نفسية الملتزم المتعالى و ما يمارسه من جور على غير الملتزمين بدل الدعاء و الدعوة لهم و البشاشةفى وجوههم لترغيبهم بدل صدهم و ترهيبهم ,, بارك الله فيكم
  • العبد الفقير

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد: أخى الكاتب أولا جزاك الله عنى و عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء حقا أخى لقد كنت مكانك يوما من الأيام لكنى كنت منتكسا لم يمد احدا منهم يوما يد العون لى أو يذكرنى بالله كان كل همهم هو أنهم ملتزمين وانا فى جحيم لا يهم كنت أتألم حينما أمر بالسيارة مه أصحاب الفساد فألمح سيارة إخوانى الصالحين قادمة من بعيد فأرفع يدى عاليا هأنا لكن للإسف لا أجد جوابا أو إشارة من سيارة أصحابى الصالحين الذين لم يطبقو شرع الله كما امر أننى أكرهم لكن الان و بعد ان من الله على بالإلتزام فاننى حتى و غن كان يجب على حبهم فى الله فأننى أجد قلبى يحاول البعاد عنهم فخلوتى مع نفسى خير لى من صديق كان يوم من الأيام قاس على نزعت الرحمة من قلبة و لن اطيل فأخونا الكاتب جزاه الله خيرا قد أجاد و أفاد وسلام الله عليكم. [[لم يعجبني:]] كلها إن شاء الله جيدة
  • بشائر

      منذ
    [[أعجبني:]] كلمات رائعة خرجت من القلب لتصل الى القلب .. تاثرت بها كثيرا . . فو الله لقد صدقت في حديثك ...بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ..وادخلك الجنةوغفر لنا ولك ولجميع المسلمين ..امين
  • نعمه

      منذ
    [[أعجبني:]] نفس ما اتمنىلى انااكون كاتبها و قرائها مكتوبةمن القلب
  • محمد السعيد

      منذ
    [[أعجبني:]] كل ما ورد بالموقع و الله كان خير معين لى . [[لم يعجبني:]] ظلمى لنفسى .. أسأل الله الرحمة و الغفران .
  • adel

      منذ
    [[أعجبني:]] هذه قصة رائعة ل اشخاص كانوا بعاد عن الله ثم اختار لهم الطريق الحق جزاكم الله كل خير
  • ابو زياد

      منذ
    [[أعجبني:]] كل المقالة جميلة جدا فهي توضح ان ابواب الهداية مفتوحة لاتغلق وان الله غافر الذنب وقابل التوب وهي توضح ان الإنسان لايغتر بايمانه ويتعالى على الناس
  • نبيل

      منذ
    [[أعجبني:]] جاءت فى توقيت نويت وعزمت على التوبهوكم مره تبت فيها وانقلبت عليها وهذه المره تبت ولكن ليس عندى ثقة فى نفسى وهذا اول يوم فى التوبة الجديدهولم ادخل على المواقع اللى بالى بالك ودخلت على مقع فيه تحفيظ القرآن الكريم وتدرجت فى الصفحات الى ان قادتنى يدى الى الرساله هذه كما كانت تقودنى الى الحراموكانها مرسلة الى وما اخذته منها ان افرض نفسى على الصالحين ليأخذوا بيدى واتنمنى من الله ان اوفق فى ذلك [[لم يعجبني:]] ما لم يعجبنى انك لم تنصح بالسعى حتى ولو برمى الجسد على المتقين فهم قارب النجاه وبحر الفتن عميق جدا وفى قاعها جهنم فمن يريد ان يدخل الناراعتذر على طول تعليقى واتمنى ان تصل يدى اليكم لاتعلق بكم
  • أبوفكري

      منذ
    [[أعجبني:]] المقال في موضوعه وأمره ونهيه يتماشى مع الكتاب والسنةالطاهرة ولكن!!!!!!!!! . [[لم يعجبني:]] انا في منزلي عندما ادعو الى فضيلة(غير معتادة أو مجهولة)اوأقول لأبي أو أخي لم لا تصلي الفجر او لم تنام عن صلاة العصر أقابل بالإهانة من ابي وبالصد من اخي الأصغر ويقولن لي عبارتهم المشهورة ((هو انت هاتحاسبني))وغالبا ما اخرج عن شعوري واظهر غضبي بالصوت العالي فأرجو أفدني وقل لي ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً