المصطفى نبي الرحمة

منذ 2014-03-06

إن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه وشقت عليها فهذه هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من أوصل إليك مصالحك ودفع المضار عنك ولو شق ذلك عليه، فهذه الصفة كانت من صفات الأنبياء والمرسلين أجمعين، وقد اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان رحيما بالجميع سواء كان بشراً أو حيوان أو نباتاً.


إن الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد وإن كرهتها نفسه وشقت عليها فهذه هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من أوصل إليك مصالحك ودفع المضار عنك ولو شق ذلك عليه.
فهذه الصفة كانت من صفات الأنبياء والمرسلين أجمعين، وقد اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان رحيما بالجميع سواء كان بشراً أو حيوان أو نباتاً.

من خلال هدا المقال سوف نتعرف على بعض المواقف التي تظهر فيها رحمته صلى الله عليه وسلم. ففي تعامله مع البشر نذكر كيف كانت رحمته بالأطفال عن أنس رضي الله عنه قال ما رأيت أحدًا أرحم بالعيال من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الأربعة، وكان أيضاً يلاعبهم ويقبلهم، نذكر هنا موقف الاقرع عندما كان عند النبي صلى الله عليه وسلم رآه يقبل الحسن بن علي، فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال 
«من لا يرحم لا يرحم»  (رواه البخاري).

وفي الصحيحين، قال صلى الله عليه وسلم: 
«إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من وجد أمه من بكائه»، فنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة ينوي أن يطيل فيها، فإذا سمع بكاء الصبي ترك إطالة الصلاة، وما دفعه إلى التجوز في الصلاة إلا الشفقة على أمه. 

وكانت رحمته أيضا تتجلى في تعامله مع النساء وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير، إشارة إلى ما فيهن من الصفاء والنعومة والرقة، وإلى ضعفهن وقلة تحملهن؛ ولذا فإنهن يحتجن إلى الرفق وله توجيهات كثيرة ولقد أولاهن جانباً عظيماً من اهتمامه، وتوجيهه، وأمره بالقيام بحقهن، وتحذيره من التقصير في شأنهن؛ فنالت المرأة في شريعته من الرحمة، والرعاية ما لم تَنَلْهُ في أي شريعة أو نظام، سواء كانت أماً، أو أختاً، أو بنتاً، أو زوجة وفي هدا الصدد هناك عدة مواقف ندكر منها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 
«اتقوا الله في النساء، فإنهن عوانٍ عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف». وقال أيضاً: «استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضِلَع أعوج، وإن أعوج شيء في الضِّلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيراً»

وهذه أمنا عائشة رضي الله عنها تحج معه صلى الله عليه وسلم فتمنعها حيضتها من أداء العمرة مع الناس، فلما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم العودة إلى المدينة قالت: يا رسول الله تعودون بحج وعمرة، وأعود بحجة وحدها ؟، فإذا بالرسول يشفق أن تعود زوجه وهي تشعر بفوات بعض الفضل والخير عليها، فيتوقف، ويطلب من أخيها عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن يصحبها إلى التنعيم حيث تحرم بالعمرة. هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما بالنساء عكس بعض الرجال يعاملهن بقسوة ويقولون إنهن لا يصلحن إلا للبيت وتربية الأبناء وهذه الأمور خاطئة لذا يجب على جميع الرجال أن يرجعوا إلى سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم من أجل أخذ الدروس كي يعاملوا أزواجهن برفق و حنان. أما بالنسبة للحيوان فكان المصطفى صلى الله عليه وسلم رحيما بهم.
فعن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت كان صلى الله عليه وسلم يصفي للهرة الإناء فتشرب الحديث رواه الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم والحاكم وصححه، والدار قطني وحسنه، لكن قال ابن حجر ضعيف، وقال ابن جماعة ضعيف لكن له طرق تقوية. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم 
«بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا، فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له قالوا يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال في كل ذات كبد رطبة أجر»  (رواه البخاري). هكذا كانت رحمته صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله سبحانه وتعالى في نبينا : {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم} [التوبة: 128].

من خلال هذه المواقف القليلة من سيرته العطرة يجب علينا أن نكون رحماء وأن نقتدي ونتعامل كيفما كان يتعامل هو صلى الله عليه وسلم. وفي الأخير ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء لكي تكون مجاورا للنبى الرحمة صلى الله عليه وسلم.

طه بن السالمية

  • 209
  • 0
  • 5,472

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً