هديٌ نبوي مهجور

منذ 2014-03-11

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، «عاد النَّبيُّ رجُلًا قد جُهِد حتَّى صار مِثلَ الفَرْخِ المنتوفِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هل كُنْتَ دعَوْتَ اللهَ بشيءٍ؟، قال: نَعم كُنْتُ أقولُ: اللَّهمَّ ما كُنْتَ مُعاقِبي به في الآخرةِ فعجِّلْه لي في الدُّنيا فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سبحانَ اللَّهِ لا تستطيعُه أو لا تُطيقُه فهلَّا قُلْتَ: اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ؟ قال: فدعا اللهَ فشفاه» (صحيح).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، «عاد النَّبيُّ رجُلًا قد جُهِد حتَّى صار مِثلَ الفَرْخِ المنتوفِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هل كُنْتَ دعَوْتَ اللهَ بشيءٍ؟، قال: نَعم كُنْتُ أقولُ: اللَّهمَّ ما كُنْتَ مُعاقِبي به في الآخرةِ فعجِّلْه لي في الدُّنيا فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سبحانَ اللَّهِ لا تستطيعُه أو لا تُطيقُه فهلَّا قُلْتَ: اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ؟ قال: فدعا اللهَ فشفاه» (صحيح).

  • من فوائد هذا الحديث:
  1. زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمريض وهي قربة عظيمة وفيه حث عظيم على زيارة المرضى "فلتفعل ولو في الأسبوع مرة واحدة".
  2. لم يكن صلى الله عليه وسلم يفرق بين الناس في الزيارة فهذا "رجل من المسلمين" يعني غير معروف ولم يُذكر اسمه في الحديث.
  3. من فضل زيارة المرضى حديث: «إذا عاد الرجل أخاه المسلم، مشى في مخرفة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، وإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان ممسيا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح» (صحيح). 
  4. معنى صلاة الملائكة أي الدعاء له.
  5. ومن فضل زيارة المرضى حديث «مَن عادَ مريضًا، نادى مُنادٍ منَ السَّماءِ: طِبتَ، وطابَ مَمشاكَ، وتبوَّأتَ مِنَ الجنَّةِ منزلًا» (حديث حسن).
  6. زيارة المرضى سبب في دخول الجنة. حديث " «من أصبح منكم اليومَ صائمًا؟ قال أبو بكرٍ: أنا. فقال: من أطعم منكم اليومَ مِسكينًا. قال أبو بكرٍ: أنا قال: من عاد منكم اليومَ مريضًا؟ فقال أبو بكرٍ: أنا فقال: من تبِع منكم اليومَ جِنازةً؟ قال أبو بكرٍ: أنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما اجتمعت هذه الخِصالُ قطُّ في رجلٍ إلَّا دخل الجنَّةَ»  (صحيح). 
  7. يعظم أجر الزيارة إن كان المريض من ذوي القربى لأن فيه صلة رحم.
  8. لا تخترع في الدعاء فالرجل دعا واستجاب الله له فكان كالفرخ المنتوف. 
  9. ما يصيب الإنسان في الدنيا من الأمراض هي من الكفارات لحديث «ما يُصيبُ المُسلِمَ، مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها، إلا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ» (صحيح).
  10. أعظم ما ندعو الله به هي أدعية النبي صلى الله عليه وسلم فالله اعطاه جوامع الكلم وهو أعرف الناس بربه فأعظم الأدعية هي أدعية النبي صلى الله عليه وسلم.
    تأمل في هذا الحديث 
    «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي، و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي، و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير، و اجعل الموت راحة لي من كل شر» (صحيح).
    أ- صلاح الدين: أن يوفق إلى التمسك بالكتاب والسنة وفق هدي السلف الصالح في كل الأمور ففي صلاح الدين أمان من الانحرافات والبدع وضعف الإيمان.
    ب- صلاح الدنيا: بأن أعطى الكفاف والصلاح فيما أحتاج إليه وأن يكون حلالآ معينآ على طاعتك ومن صلاحها صلاح الأهل والذرية والمسكن الهنئ والحياة الآمنة الطيبة 
     
  11. الدنيا لا تذم لذاتها، وإنما الذي يُذم هو تصرف ابن آدم فيها، وتأمل هذا الحديث «أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال من طالَ عمُرهُ وحسُن عملُه. قال: فأيُّ الناسِ شر؟ قال: من طال عمُرهُ وساء عملُه». أي يطول عمره في هذه الدنيا.
    وحديث طلحة رضي الله عنه 
    «كان رجلانِ من بَلِيٍّ حَيٍّ من قُضاعةَ أسلَما مع النبيِّ صلَى اللهُ عَليهِ وسلمَ، واستُشهد أحدُهما، وأُخِّر الآخَرُ سَنَةً، قال طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: فأُريتُ الجَنَّةَ، فرأيْتُ المؤخَّرَ منهما، أُدخل قبل الشهيدِ، فتعجبتُ لذلك، فأصبحْتُ، فذكرْتُ ذلكَ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أو ذُكر ذلِك لرسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أليسَ قد صام بعدَه رمضانَ، وصلى ستةَ آلافِ ركعةٍ، أو كذا وكذا ركعةً صلاةَ السَّنَةِ» (صحيح).
    وتأمل في آخر الدعاء "واجعل الحياة زيادة لي في كل خير" فيُفهم من الحديث أن طول عمر المسلم زيادة في الأعمال الصالحة الرافعة للدرجات العالية في الدار الآخرة.
  12. ليستفيد منا المريض بالدعاء له كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
  13. بماذا ندعو للمريض؟ ندعو له بالشفاء وبما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث «مَن عادَ مريضًا لم يحضُرهُ أجلُه فقالَ عندَه سبعَ مرَّاتٍ: أسألُ اللَّهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَكَ، عافاهُ اللَّهُ من ذلِكَ المرضِ» (صحيح).
  14. من أمثلة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دعاءه لسعد رضي الله عنه قال «اشْتَكَيْتُ بِمكةَ شَكْوَى شَدِيدَةً، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَعُودُنِي، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ! إنِّي أَتْرُكُ مالًا، وإنِّي لمْ أَتْرُكْ إلَّا ابنَةً واحدةً، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مالِي وأَتْرُكُ الثُّلُثَ؟ قال: لا، قال: أُوصِي بِالنِّصْفِ وأَتْرُكُ لها النِّصْفَ؟ قال: لا، قُلْتُ: فَأُوصِي بِالثُّلُثِ وأَتْرُكُ الثُّلُثَيْنِ؟ قال: الثُّلُثُ، والثُّلُثُ كَبير، ثُمَّ وضعَ يَدَهُ على جَبْهَتِي، ثُمَّ مسحَ وجْهِي وبَطْنِي ثُمَّ قال: اللهمَّ! اشْفِ سَعْدًا، وأَتِمَّ لهُ هِجْرَتَهُ، فما زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَ يَدِه على كَبِدِي فيما يَخَالُ إِلَيَّ، حتى السَّاعَةِ» (صحيح)، من عجائب هذا الحديث أن سعدآ رضي الله عنه كان يظن أنه سيموت في هذا المرض ولذلك أخذ يُحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر الوصية وحال الميراث ومع ذلك بفضل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عمّر سعدآ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعين سنة حيث أنه مات في سنة خمس وخمسين للهجرة وأكثر الله له في ولده فبعد أن كانت بنتآ واحدة رزقه الله ٣٤ ولدآ "١٧" إبنآ و"١٧" بنتآ.
  15. يستحب لنا في زيارتنا للمريض أن ندخل عليه الفرح والسرور نصبِّره الخ. 
  16. من الأدعية التي يدعو بها المريض لنفسه أن يقول "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
  17. قال قتادة وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها. صحيح مسلم
    معنى حسنة الدنيا: هي كل ما تحسن به حال الإنسان في دنياه من مال وولد وزوجة وكل شي.
    حسنة الاخرة: هي كل ما تحسن به حال العبد في الآخرة مثل الأمن من عذاب القبر ومن فتنة القبر والسلامة من أهوال يوم القيامة والفوز بالجنة ودخولها دخولآ أوليآ ولذلك قال بعدها وقنا عذاب النار، فكل ذلك داخل في حسنة الآخرة.
    قيل لأنس: ادع الله لنا، فقال: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار.
    قالوا: زدنا
    قال: ما تريدون ! قد سألت الدنيا والاخرة !. " أهـ تفسير القرطبي.

     
  18. من الأدعية الخاطئة قولهم"اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه" ويرده حديث "وقنا شر ما قضيت". 
  19. الدعاء أمره عظيم، فإذا دعوت الله فاجعل في نيتك أنك تتعبد الله بهذا الدعاء واستحضر النية في أول دعاءك.
     
  • ثانيآ: أن يستجيب الله لك دعاءك: والمسلم قد لا يستجيب الله له لحديث «إن الدعاءَ يَنْفَعُ مما نَزَل ومما لم يَنْزِلْ، فعليكم –عبادَ اللهِ !- بالدعاءِ» حديث قوي بغيره.
    وحديث 
    «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة»حسنه الألباني.

    الشيخ عبيد الله القحطاني

     
المصدر: موقع صيد الفوائد
  • 1
  • 0
  • 6,928

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً