بالحوارِ نُصَفِّي الأسرةَ من الأكْدارِ
الحوارُ الأسريُّ وسيلةٌ بِنائيَّة علاجيَّة، تساعد في حلِّ كثير من المشكلات، كما أنَّه الوسيلة المثلى لبناء جوٍّ أسريٍّ سليمٍ، يدعم نمو الأطفال، ويؤدِّي بهم إلى تكوين شخصِّيَّة سليمة قويَّة، كما أنَّه يدعم العلاقات الأسريَّة بشكل عام، علاقة الآباء بالأبناء، وعلاقات الأزواج فيما بينهم.
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
الحوارُ الأسريُّ أهمُّ وسائل الاتصال الفعَّالة، التي تحقِّق نتائج نفسيَّة، وتربويَّة، ودينيَّة، واجتماعيَّة إيجابية.
الحوارُ الأسريُّ وسيلةٌ بِنائيَّة علاجيَّة، تساعد في حلِّ كثير من المشكلات، كما أنَّه الوسيلة المثلى لبناء جوٍّ أسريٍّ سليمٍ، يدعم نمو الأطفال، ويؤدِّي بهم إلى تكوين شخصِّيَّة سليمة قويَّة، كما أنَّه يدعم العلاقات الأسريَّة بشكل عام، علاقة الآباء بالأبناء، وعلاقات الأزواج فيما بينهم.
الحوارُ الأسريُّ يدعِّم النُّمو النَّفسي، ويخفِّف من مشاعر الكبت، ويحرِّر من النَّفس كثيراً من الصِّراعات، والمشاعر العدائيَّة، والمخاوف، والقلق، فهو يتيح للإنسان تفريغ طاقاته، ومشاعره، من خلال الأساليب اللَّفظيَّة اللُّغويَّة التي يجد من خلالها حلولاً لمشكلاته، أو تعديلاً لوجهات نظر سابقة.
الحوارُ الأسريُّ يعزِّز بناء العلاقات الإيجابيَّة بين الوالدين، والأولاد؛ حيث يؤدِّي إلى الاحترام المتبادل بينهما، كما أنَّه يؤدِّي إلى تقبُّل رأي الآخر، ونبذ الصِّراع.
الحوارُ الأسريُّ مع الأبناء، يثمر في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتأكيد ذواتهم، حيث ينمِّي استقلاليَّة الأطفال، ويشجعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، فالطِّفل الذي يتحاور في المنزل، ويجد من يسمعه، يخرج للعالم وهو يشعر بأنَّه إنسان، له الحقُّ أن يسمعه الآخرون، وأن يعبِّر عن آرائه، ويطالب بحقوقه.
الحوارُ الأسريُّ بين الآباء والأبناء، يؤدِّي إلى التَّآلف والتَّعاطف، وبناء علاقة وُدِّيَّة؛ حيث يشعر كلٌّ من الطَّرفين بقرب الطَّرف الآخر منه، واهتمامه بمشكلاته، ويؤدِّي إلى التَّكاشف، وقد يطوِّر الحوار العلاقة بين الآباء والأبناء إلى علاقة صداقة، فتتلاشى الحواجز المعهودة، والتي وُضِعت منذ أقدم الأزمنة، والتي كانت تمنع الأولاد من الإفصاح عمَّا يجول في خاطرهم، فيتعلَّم الطِّفل أن يصارح أباه أو أمَّه، بكلِّ ما قد خطر بباله، ومن المعروف أنَّ الحوار السَّائد بين الآباء والأبناء، حوار يتعلَّق بأمور الدِّراسة، وهذا ما يجعل الحوار أمراً مملاً، إذ لا بدَّ من حوار الأبناء، فيما يتعلَّق بأحاسيسهم، ومشاعرهم، وإرادتهم، وأفكارهم.
وإليك عزيزي المربِّي بعض المعلومات المفيدة لك؛ لحوارك الأسريِّ:
تعريفُ الحوارِ الأسريِّ: هو التَّفاعل بين أفراد الأسرة الواحدة عن طريق المناقشة، والحديث، عن كلِّ ما يتعلَّق بشؤون الأسرة، من أهداف، ومقوِّمات، وعقبات، يتمُّ وضع الحلول لها، بتبادل الأفكار، والآراء الجماعية، حول محاور عدَّة، ممَّا يؤدِّي إلى خلق الألفة والتَّواصل. شروطُ وأسسُ الحوارِ الأسريِّ النَّاجح:
1- لعلَّ من أهمِّ تلك الشُّروط، هو ابتداء لغة الحوار، منذ مرحلة الطُّفولة، حتَّى يعتاد عليه الطِّفل، عند الانتقال إلى مرحلة الشَّباب.
2- أن يكون حواراً هادئاً، يهدف إلى حلِّ مشكلات الأسرة المتعلِّقة بجميع الجوانب الإنسانيَّة، والعاطفيَّة، والاقتصاديَّة.
3- أن يكون حواراً مبنيَّاً على الاحترام المتبادل بين الأطراف؛ التي تبدي آراءها وأفكارها.
4- أن يحافظ الحوار على ضرورة تقبُّل الاختلاف في الآراء، وذلك بالتَّشاور، والتَّأني بالحكم.
5- أيضاً من الضَّروري، أن تتوفر الثِّقة بين أطراف الحوار في الأسرة.
6- من الواجب على المتحاورين، سواء الآباء، أم الأبناء، أن يتفهَّموا أساليب، وأسرار الحوار الفعَّالة.
7- تعلُّم فن الإصغاء والاستماع، من قبل المتلقي -المستمع- وذلك بالنَّظر إلى تعابير وجه المتحدِّث وعينه.
8- جعل مصلحة الأسرة العامَّة، فوق كلِّ اعتبار في الحوار.
9- تجنُّب الآباء اتِّباع أسلوب الاستهزاء، في حوارهم لأبنائهم.
10- من الواجب على الآباء، أن يجيدوا كيفيَّة التَّعامل مع الجوانب الحسَّاسة، التي قد يفتحها الطِّفل بأسئلته.
أهميَّةُ الحوارِ الأسريِّ:
1- يُعدُّ الحوارُ الأسريُّ أساسيٌّ؛ لعلاقات أسريَّة حميمة؛ بعيدةٍ عن التَّفرُّق والتَّقاطع.
2- يساعد على نشأة الأبناء؛ نشأة سويَّة صالحة.
3- خلق التَّفاعل بين الطِّفل وأبويه، ممَّا يساعدهما إلى دخول عالم الطِّفل الخاص.
4- له قيمة حضاريَّة للمجتمع بأكمله، وذلك لأنَّه يجعل من الأسرة كالشَّجرة الصَّالحة التي لا تثمر؛ إلا ثماراً صالحة طيِّبة.
5- تعدُّ الأسرة المصدر الأوَّل لمعرفة الطِّفل، والأكثر مصداقيَّة بالنِّسبة له، وذلك ما يُكسبه مبادئ الحقائق الصَّحيحة.
6- للحوار الأسريِّ أهميَّةٌ كبيرةٌ، في إبعاد الطِّفل عن الانحراف الخلقيِّ والسُّلوكيِّ.
7- يساهم في الكشف؛ عن بوادر السُّلوك السَّيء عند الطِّفل، ممَّا يُسهِّل مهمَّة تقويم ذلك السُّلوك الخطأ، في وقت قريب.
8- يُعلِّم الأبناء أهميَّة احترام الرَّأي الآخر.
9 - يساعد على فهم احتياجات الأبناء التَّربوية؛ المتمثلة في بناء شخصيَّاتهم.
10- يؤدِّي دوراً كبيراً، في الجانب النَّفسي، لدى الطِّفل، وتحصيله الدِّراسيِّ.
11- يعزِّز الثِّقة في الأبناء، ممَّا يجعلهم أكثر قدرة، على تحقيق طموحاتهم وآمالهم.
أسبابُ انعدامِ الحوارِ وفشلِه في الوقتِ الحاضرِ:
1- تباينُ المستوى الثَّقافيِّ والعلميِّ بين أفراد الأسـرة، يـقلِّل من فرصة الحوار، وذلك ظنَّاً منهم، بعدم فهم كلِّ طرف لما يحمله الطَّرف الآخر.
2- انشغالُ كلِّ من الأب والأم، بأعماله، ومهمَّاته، بعيداً عن الأبناء، والمنزل.
3- انعدام الثِّقة، بقدرة الحوار على إحداث النَّتيجة المطلوبة.
4- الجهل بأساليب الحوار الفعَّالة.
5- عدم أخذ الحوار على محمل الجدِّ، باعتباره ترفاً زائداً للابن، فيمكن الاستغناء عنه.
6- دخول الفضائيَّات التي احتلت الوقت الذي تقضيه الأسرة في الحديث.
7- اختلاف معطيات العصر، من جيل إلى آخر، فجيل الآباء يختلف عن الأبناء تماماً.
8- الاعتماد على القوَّة، من قبل الوالدين، وإهمال عاطفة الأبناء.
9- دكتاتوريَّةُ بعض الآباء، تجعلهم يرفضون الحوار مع أبنائهم، اعتقاداً منهم أنَّهم أكثر خبرة من الأبناء، فلا يحقُّ لهم مناقشة أمورهم.
الآثارُ السَّلبيَّةُ النَّاتجةُ عن انعدامِ لغةِ الحوار:
1- تفكُّك الأسرة، وفرقتها، وسيادة البغض من قبل الأبناء تجاه الآباء.
2- إن لم تتوافر لغة الحوار، بين الطِّفل وأبويه، فذلك يدفع بالطِّفل إلى أوهام خاطئة، حول أسئلته؛ فيلجأ إلى مصادر غير موثوق بها، للحصول على الإجابة، ممَّا يشوِّه فكره، ويعقِّد موقفه.
3- إنَّ عدم تواجد الآباء؛ للاستماع لأبنائهم، وما بخواطرهم، يخلق الزَّعزعة في شخصيَّة الطِّفل، التي قد تؤثر عليه مستقبلاً.
4- قد يؤدِّي انقطـاع الحوار، بين الأبوين وأبنائهما منذ الصِّغَر إلى انقطاع صلة الرَّحم في الكِبر.
6- قد يولِّد انعدام الحوار أمراضاً نفسيَّة في الابن، تجعل منه إنساناً معزولاً، رافضاً لشتَّى أساليب الحوار والمناقشة، مع الأشخاص، في حياته المستقبليَّة.
7- انقطاع لغة الحوار، يؤدِّي إلى تفاقم مشكلات الأبناء والأسرة، والوصول إلى حلول سليمة بطرق موضوعيَّة.
8- إنَّ عدم وجود الأُذن الصَّاغية للطِّفل في المنزل، تجعل منه فريسة سهلة لرفاق السُّوء، بغاية التَّعبيــر عن ذاته، والتَّنفيس عمَّا بداخله.
الحلول المقترحة لعلاج تلك القضية:
1- تبني وإنشاء مجالس الآباء في المدارس، بهدف تعريفهم بضرورة محاورتهم لأبنائهم.
2- الحرص على إقامة حملات، ترعى علاج مثل تلك القضايا، وذلك للعمل على علاجها، وتجنُّب آثارها الخطيرة على المجتمع.
3- عمل ندوات تحثُّ على ضرورة إقامة لغة حواريَّة، بين الأبوين والأبناء.
4 - عرض إعلانات تلفازيَّة، توضح مدى أهميَّة الحوار الأسريِّ، على نفسيَّة الطِّفل وحياته.
5- تناول المجلات، والمنشورات، والصُّحف، تلك القضيَّة مبيِّنة مدى أهميتها، إن وجدت، ومدى خطورتها، إن انعدمت.
6- حرص الأبوين على قراءة الكتب العلميَّة التي تعينهم على كيفيَّة قيام لغة الحوار فيما بينهم وأبنائهم.
وفّق الله الجميع لما فيه الخير، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سعد العثمان