من الشمائل والصفات المحمدية - الشجاعة

منذ 2014-03-18

الرسول الكريم والقائد العظيم لم يكن يكتفي بمقام القيادة العسكرية والروحية، بل كان يُشارِك بنفسه في القتال، ليس ذلك فقط، بل كان صلى الله عليه وسلم في أول الصفوف القريبة من العدو يقدِّم نموذجًا حيًّا للشجاعة والبطولة والإقدام، ولقد شَهِد له بذلك بطل من أشجع الشجعان، وهو علي بن أبي طالب، وما أدراك ما علي في بطولته وشجاعته وإقدامه! ورُغم ذلك قال: "لقد رأيتُنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا للعدو، وكان من أشدِّنا يومئذٍ بأسًا.

الرسول الكريم والقائد العظيم لم يكن يكتفي بمقام القيادة العسكرية والروحية، بل كان يُشارِك بنفسه في القتال، ليس ذلك فقط، بل كان صلى الله عليه وسلم في أول الصفوف القريبة من العدو يقدِّم نموذجًا حيًّا للشجاعة والبطولة والإقدام، ولقد شَهِد له بذلك بطل من أشجع الشجعان، وهو علي بن أبي طالب، وما أدراك ما علي في بطولته وشجاعته وإقدامه! ورُغم ذلك قال: "لقد رأيتُنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا للعدو، وكان من أشدِّنا يومئذٍ بأسًا"[1].

ومن المواقف التي توضِّح شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان ذات مرة بالبطحاء، فأتى عليه ركانة بن يزيد، ومعه شياه له، وكان ركانة مشهورًا بقوَّته وشدته في المصارعة.
فقال ركانة: يا محمد، هل لك أن تُصارعني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم في ثِقة: «ما تَسْبِقُني»؛ أي: ماذا تُعطيني لو فزتُ عليك؟ قال: شاة من غنمي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شجاعة فصارعه فصرعه، وأخذ شاة.

فأراد ركانة أن يُعوِّض خسارته، فقال: هل لك في العود - أي: هل تصارعني مرة أخرى؟ - قال صلى الله عليه وسلم: «ما تسبقني؟»، قال: شاة أخرى، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شجاعة فصارعه فصرعة ثانية، وأخذ الشاة الأخرى، ثم تكرَّر هذا الأمر مرارًا، وفي كل مرة يَصرعه النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال ركانة: يا محمد، والله ما وضع أحد جنبي إلى الأرض، وما أنت الذي تَصرعني، فأسلم ركانة، وردَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم غنمه[2].

ومن مواقف الشجاعة أيضًا ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في موقف بطولي فذ وهو يواجه الموت، وجحافلُ الأعداء قد شجُّوا رأسه، وكسَروا رباعيته، وطالوا وجنتَه، وأصرُّوا على قتله، وهو كالجبل الأشمِّ، يُدافع ويُجالد جموع المشركين المُحيطين به من كل ناحية، وهو يقول: «إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله»[3]، ولم يزل يجمع الأصحاب حوله حتى قويت عزائمهم، واشتدَّ صُلبهم، واستعادوا أنفاسهم وعادوا إلى القتال، فكان سببًا مُباشِرًا في إفاقة الجيش من غفلته التي إن طالت ربما زادت الخسائر وتضاعفَت، لكنه الثبات النبوي الذي يفوق ثبات الطود الشامخ أمام الموج العاتي.

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلةً فخرجوا نحو الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر وهو على فرس وفي عنقه السيف وهو يقول: «لم تُراعُوا، لم تُراعُوا»[4]؛ أي: لا تشعروا بالخوف؛ فليس هناك ما يَضرُّكم.

إيهاب كمال أحمد

[1] أحمد (619)، وصحَّحه البيهقي في دلائل النبوة، انظر: كنز العمال (29943).

[2] أبو داود (3556)، والبيهقي (10: 18)، وحسَّنه الألباني في إرواء الغليل (1503).

[3] السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة (2: 198).

[4] البخاري (2692)، مسلم (4266).

  • 14
  • -1
  • 8,482
المقال السابق
العفو والرحمة
المقال التالي
الكرم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً