اللهم سلمنا من الرياء

منذ 2014-03-22

كثير منا يعمل أعمالاً كالجبال يبذل فيها ويسعى ويتعب وينصب، وهي إما أن تكون خالصة لوجه الله فهي مقبولة إن شاء الله إن توفر شرط قبولها الثاني وهو الاتباع وعدم الابتداع، وإما أن تكون قد اختلطت برياء يدب على القلوب كدبيب النمل يهمس همساً فيفسد العمل..

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» (أخرجه مسلم في صحيحه).

كثير منا يعمل أعمالاً كالجبال يبذل فيها ويسعى ويتعب وينصب، وهي إما أن تكون خالصة لوجه الله فهي مقبولة إن شاء الله إن توفر شرط قبولها الثاني وهو الاتباع وعدم الابتداع، وإما أن تكون قد اختلطت برياء يدب على القلوب كدبيب النمل يهمس همساً فيفسد العمل.

أخرج أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك، وإن الله عز وجل يقول: أنا خير خصيم لمن أشرك بي، فمن أشرك بي شيئاً فإن جِدَة عمله وقليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به، أنا عنه غني»، وأخرج أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا أنبئكم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل» (مسند أحمد).

قال جل وعلا: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء:142]، ولو علم المرء مغبة الرياء ونتيجته لسارع لمحاولة إصلاح قلبه لاهثاً قبل أن يأتيه المنون ولا يرى إلا الوعيد، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان:23].

والبشرى بالتمكين من السناء والدين مشروطة بالإخلاص..
يقول صلَّى الله عليه وسلَّم: «بشِّر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب» (رواه أحمد وابنه من طرق، ورجال أحمد رجال الصحيح)، وأخرج الترمذي من رواية يحيى بن عبيد: سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل أبي تغترون، أم علي تجترئون، إني حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تدع الحليم حيران» (ورواه الترمذي أيضا مختصرا منه حديث ابن عمر وقال حديث حسن).

وقال ابن المبارك رضي الله عنه: "ما شيء أفضل من طلب العلم لله، وما شيء أبغض إلى الله من طلب العلم لغير الله"، وسئل الحسن ما عقوبة العالم؟ قال: "موت القلب، قيل وما موت القلب؟ قال طلب الدنيا بعمل الآخرة".

فعلى كل عامل أن ينتبه لنيته وليعرض نفسه على هذا الحديث العظيم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال ما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت حتى يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» (صحيح مسلم).


ولما بلغ معاوية رضي الله عنه هذا الحديث بكى حتى غشي عليه، فلما أفاق قال: "صدق الله ورسوله".
قال الله عز وجل: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} [هود:15].
اللهم سلمنا من الرياء، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وفي السر والعلن، إنك رب ذلك والقادر عليه.

المصدر: موقع طريق الإسلام
  • 5
  • 1
  • 14,220

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً