«بَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ»

منذ 2014-03-23

وعد النبي صلى الله عليه وسلم من كان معه الحق، أن ينتهي عن الجدال ويتوقف وله الجنة...

بسم الله الرحمن الرحيم

في وقتٍ تعاني فيه أمة الإسلام من الانقسام والتفرق والاختلاف والتحزُّب الذي أضعف من قوتها وأوهن عزمها؛ نجد أن هناك علاج تمتلكه الأمة وهي إما لا تُدرِك قيمته، أو أنها نسته، أو أنها أهملته متعمِّدة أو غير متعمِّدة.

من أقوى أسباب الخلاف والشِّقاق الواقع بين أبناء الأمة؛ التعصُّب للرأي وعدم القبول، أو مجرد الاستماع والإنصات الجيد لحجة الآخر، مع أن الشرع المطهَّر وضع حلًا لمشكلة المِراء والجدال الذي يُورِث الشِّقاق والتفرُّق.

فقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم من كان معه الحق وأكرِّر (معه الحق الواضح البيِّن)؛ أن ينتهي عن الجدال ويتوقف وله الجنة؛ لماذا؟

لأنه في حالة استمراره في الجدال وإصرار الطرف الآخر على الجدل لن ينصر الحق وإنما ستنشأ البغضاء والفِرقة بين المتجادلين... فالمطلوب من المؤمن إظهار الحق بدليله دون مِراء ولا زيادة مجادلة فقد قامت الحجة بمجرد إظهار الحق وبيانه.

وهذا سدٌّ من الشريعة لذريعة تؤدي إلى الشقاق وتمزيق صف الأمة.

عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ، وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حسن خلقه» (وحسَّنه الألباني رحمه الله تعالى، رواه أبو داود في سننه وحسَّنه الألباني).

للأسف الشديد! تكاد الأذن تشتكي إلى الله من قِلة الاستعمال، ويكاد اللسان يشتكي إلى الله من عدم التوقف عن الكلام... كلنا في الغالب كذلك -إلا من رحم الله- وأعتقد أننا أنفسنا سبب الأزمة، ولا بد من وقفةٍ مع النفس وإصلاحها؛ لأن في إصلاح الأنفس إصلاح لمجموع الأمة والله المستعان.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 12
  • 0
  • 3,892

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً