سعار الشهوات

منذ 2014-03-26

لا تخلو الفضائيات ومواقع الشبكة العنكبوتية -الإنترنت- ووسائل الاتصال التليفونية المحمولة من نشر الفضائح من الأخبار ومثيرات الشهوات الكفيلة بتخريب أجيال مقبلة، وليس جيلاً حالياً فحسب.

الاستخدام السيء لوسائل التقنية الحديثة ما هو إلا مبارزة لله بنعمة أنعمها على بني آدم، يمكن استغلالها في نشر دين الله ورفع راية الإسلام، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» (رواه البخاري).

المتتبع لسير علماء الإسلام عبر التاريخ يجد أن الواحد منهم كان يسافر الشهور للحصول على حديث واحد، أو تفسير لآية من كتاب الله، أو الوقوف على قول عالم من العلماء في مسألة من المسائل، وبالرغم مما كانوا يلاقوا من صعوبات كان إنتاجهم وفيراً، وتركوا لنا تراثاً فريداً تتجلى فيه بركة الطاعة وعون الله لعباده، وبالرغم من أن وسائل التقنية الحديثة وفرت لنا كل هذه الشهور، وكل هذا الجهد المبذول سابقاً في البحث عن العلم من مظانه، فالفرق بين إنتاج المعاصرين وتراث السابقين كالفرق بين الأرض والسماء..

الأمر والأنكى أن تستخدم هذه النعم في مبارزة الله بالمعاصي ونشر الشهوات والرذائل، وبث الشبهات والمناهج المضادة لعقيدة الإسلام، فلا تخلو الفضائيات ومواقع الشبكة العنكبوتية -الإنترنت- ووسائل الاتصال التليفونية المحمولة من نشر الفضائح من الأخبار، ومثيرات الشهوات الكفيلة بتخريب أجيال مقبلة، وليس جيلاً حالياً فحسب..

على مستوى المراحل العمرية الأولية يكتسب الأطفال أنماط سلوكية خاطئة من برامج الأطفال والألعاب الإلكترونية، بجانب التشبع والاعتياد على رؤية الأجساد العارية، والعلاقات الحميمة التي تعج به البرامج والقنوات والألعاب، على مستوى مرحلة المراهقة يبدأ الطفل في الشعور بذاته، والبحث عما يشبع ما لديه من حاجات جديدة من خلال النظر للمتاح من المشاهد والصور، والمقاطع التي يمكن أن يحصل عليها في ثوان معدودات! ومع انتشار الاختلاط في معظم مقاعد الدراسة في هذه المرحلة سواء على مستوى الطلاب والطالبات، أو اختلاط الجنسين من المعلمين بالجنسين من الطلاب المراهقين، أو من خلال الاختلاط في المجتمع، أو حتى من خلال سهولة الوصول للجنس الآخر من خلال وسائل الاتصال الحديثة في المجتمعات المغلقة التي لا تشجع الاختلاط..

في ظل هذا الوضع السيء يتأجج سعار الشهوات، وتظهر المشكلات التي نسمع عنها يومياً -تقريباً- من حوادث الاغتصاب أو انتهاك الأعراض، أو حتى تفريط الفتيات في أعراضهن والبحث عن حل، والأصعب والأدهى ما نعلمه من تعدي بعض الطلاب على المدرسات، أو بعض المدرسين على الطالبات في مدارس بعض دول الوطن العربي، هنا تحولت النعمة إلى ابتلاء! وتحولت وسيلة كان يمكن أن نعود بها لصدارة العالم من خلال إصلاح منظومة العلم والأخلاق والتعليم، وإصلاح الخطاب الدعوي ونشر العقائد الصحيحة إلى وسيلة تهدم في الأمة، وتبعث برسائل اليأس في قلوب المصلحين.

وعلى المصلحين والعلماء والدعاة والتربويين وكل طوائف المجتمع أن تنتبه لتلك الرسائل الخطيرة، التي تأتينا على هيئة تحذيرات، مما هو أخطر وأعم لو استمر هذا الاستخدام الخاطيء لوسائل التقنية، واستمر نزيف الأخلاق وذاع سعار الشهوات الذي قد يأكل الأخضر واليابس.

وأخيراً: رسالة إلى محبي ذيوع الفاحشة:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور:19].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 2,500

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً