رسالةٌ مِن غزة!

منذ 2014-04-03

 

صورةٌ لمشهدٍ مُعتادٍ.. بالليل أو بالنهارِ

حُطامُ بيتٍ، ركامٍ، أشلاءٍ، ودمارِ
اسألوا الصبيّة، أين ذهبوا أهل الديارِ؟
جاوبت دموعها، تقصدون بيتي أم بيت الجوارِ؟!

فأشلاءُ أهلُ بيتي، تحت تلك الأستارِ
وكانت ترقُد مكانهم بالأمس بنتُ الجارِ
قتلوها، وقتلوا أهل بيتها الأبرارِ
كانت صديقتي، في مثلِ عمري، عمر الأزهارِ

راحوا ضحية غارةٍ من تلك غارات الأشرارِ
هجموا على حيّنا بلا هوادةٍ كالإعصارِ
مُدججين بأسلحةٍ، والكثير من الأخطارِ
ألهم قلوبٌ؟! لا أظن. بل ما في صدورهم أحجار!

دهسوا بعمدٍ كل حيٍ، والزرع والأشجار
ذهبوا وما تركوا لي سِوى حطام آثارٍ
هرعت مذهولةٍ، شاردةٍ أتفقّدُ الأخبار
تبسّم لي واحدٌ بسخريةٍ ومضى مشوار

وتركوا لي وراءهم من الحيرةٌ والأسرار
جالت عينها في حيّها حطام، ركام، وغبار
لمن تركتموني ذليلةٌ لليتم بلا أعشارِ
عودوا فالحقوني بركبِ أهليَ الأحرارِ

وبكى.. بكى قلبي قبل عيني من الدماء أنهارٍ
أبكي دماً على جُرحٍ في كرامة الأقطار
أقطار وطنٍ مشتتٍ، آآآآآآآآهٍ! بل منهار
صُمّت آذانٌ، أُخرست ألسنٍ، عُمّيت أبصار!

غزةٌ غارقةٌ في دماءِ نساءٍ وأبكار
دم أبٍ، دم أخٍ، دم شيخٍ، أو بطل مغوار
وما انتشل من تحت الرُّكامِ؟! مِعطفٍ، حِذاءُ طفلٍ، وبقايا خمار
أين العيون التي ترى؟ بل أين القلوب التي تغار؟!

عارٌ علينا هواننا، عارٌ علينا، وأيُّ عارٍ؟
مكتوفي الأيدي؟ لا. فالأيدي تبني من فلاذٍ جدار
نزعوا الأيادي من عروبةٍ وَوضعوها في أيدي الأحبار!
"نبغي سلاماً"! مللّنا سماعها من جملة الأشعار

أناشدكم أُمّتي، اجمعوا ليوم الحساب، ما ترتضوا من أعذار
وإليكم رسالةٌ وصلتني من مُشاهدٍ في وضح الأنوارِ
من هنا نُرسِلُ إليكم، من غزةٍ تحت الحصار
ما عاد ينفعُنا تعاطفكم، فلنا الله المُنتقم الجبّار

لكِ الله يا غزة 

أم جويرية

باحثة شرعية وصاحبة مدونة إسلامية (رحمها الله)

  • 1
  • 0
  • 1,588

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً