غياب العقوبات في كتاب النصارى المحرف ليس تسامحًا، بل تشجيع على الجريمة! فلا تزايدوا علينا به!

منذ 2014-04-05

الـمُنَصِّرون (من يسمون أنفسهم بالتبشيريين) يتفاخرون علينا بأن كتابهم (المحرف طبعا) كله محبة وسلام بينما الإسلام فيه تخويف كثير من النار والعقوبة.


الـمُنَصِّرون (من يسمون أنفسهم بالتبشيريين) يتفاخرون علينا بأن كتابهم (المحرف طبعا) كله محبة وسلام بينما الإسلام فيه تخويف كثير من النار والعقوبة.

دعنا نتجاوز نقطة هل الإنجيل المحرف كله محبة وسلام بالفعل أم لا ونسأل السؤال التالي: هل هذا شيء جيد أن يخلو من العقوبات والتخويف؟ أم أنه أدى إلى خلل نفسي وسلوكي؟

عندما ترى نصارى إفريقيا الوسطى يحرقون ويطعنون ويقطعون المسلمين مع أن العلاقة بينهم كانت جيدة ولا أحقاد قديمة، وعندما ترى سلوكا مشابها في البوسنة على يد الصرب والكروات، وفي نيجيريا، وفي إندونيسيا ودول أخرى... اسأل نفسك: أليس في دين هؤلاء ما يمنعهم من هذه الممارسات؟ أليست هناك عقوبة منصوصة على إيذائهم للآخرين؟

في الواقع، ليس في الإنجيل المحرف عقوبات واضحة لمن يعتدي ويظلم الآخرين، ليس هناك جنة ونار بأوصاف محددة كما في القرآن والسنة، عقيدة الثواب والعقاب غامضة متضاربة كما هو دينهم المحرف جملة، هناك حديث عن العقاب ببحيرة الكبريت والدود، لكن من الذي يستحق هذا العقاب؟ غير واضح! ثم إن تحريفات بولص وغيره جعلت المسيح عليه السلام متحملاً لأوزار من آمن بأن الله حل في المسيح الذي صلب على الخشبة! تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

ثم تضاربت نصوصهم وآراؤهم ومدارسهم في الآثام التي تُكفر بالصلب المزعوم للرب: أهي خطيئة آدم الأولى؟ أم ما كان قبل التعميد؟ أم الخطايا كلها؟ وهل يجب معها الإيمان بقيام المسيح؟


ثم الخطايا التي لم تكفر، أسقطتها بعض مذاهبهم بصكوك الغفران التي يمنحها رجل الكنيسة للفتاة التي تجلس بين يديه في خلوة تشرح له بالتفصيل كيف زنت! أو مقابل المال الذي يستطيع دفعه الغني دون الفقير.

اسأل الـمُنصِّر الذي يمن عليك بـ (الرحمة) و(المحبة) وغياب العقوبة والشدة في دينهم المحرف... اسأله: أيها المتسامح الرحيم، إن قمت بتعذيبي وقتلي وتقطيعي، ما عقوبتي المنصوصة في دينكم؟ ليس السؤال عن النصوص المنفرة عن الظلم عمومًا، بل عن تحديد عقوبة.

بينما في ديننا تجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل مُعاهَدًا لم يَرَحْ رائحةَ الجنَّةِ، وإنَّ ريحَها توجدُ من مسيرةِ أربعين عامًا» (رواه البخاري).

وقال: «ألا مَن ظلَم معاهَدًا أو انتقصَهُ حقَّهُ أو كلَّفهُ فوق طاقتِهِ أو أخذ له شيئًا بغير حقِّهِ فأنا حجيجُهُ يومَ القيامَةِ» (حسنه ابن حجر).

طبعا سترد اعتراضات كثيرة على هذا الكلام:

- كثير من النصارى لا يطلعون على كتبهم أصلاً، فهذا السلوك العدواني ليس سببه الوحيد غياب العقوبات المنصوصة في دينهم أو ادعاء تحمل المسيح لخطاياهم.

- من النصارى من لا يؤذي ولا يعتدي.

- هناك من المسلمين من يعتدون ويظلمون، ومع ذلك لا ننسب الخلل إلى الدين ذاته.

أدرك ذلك كله... لذا، فلا أحصر تفسير ظواهر العدوان في غياب العقوبات وعقيد تحمل المسيح للخطايا، وإنما ما أريد قوله هو أن غيابها ليس شيئًا حميدًا ولا يُتباهى به، بل هو أحد أسباب العدوان والظلم، بينما نصوص التخويف والعقوبة في الإسلام هي في حقيقتها رحمة للبشرية وتساهم في تكوين الشخصية الإسلامية التي لا تعتدي ولا تظلم.

المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك
  • 7
  • 1
  • 6,204

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً