مسار الأسرة - (1) رؤيتنا

منذ 2014-04-08

1- أسرة مرجعيتها الإسلام:

الأسرة المسلمة عن وعي وإدراك وفهم لمعنى الانتماء لهذا الدين فإن الإسلام يشكل مرجعيتها في الحياة، وهذا يعني:

  •   الإسلام هو المنبع الصافي الذي يُورَد، ويُصدر عنه؛ في المعتقدات والأخلاق والتعاملات وكل شؤون الحياة.
  •   حب الله ورسوله والعمل على إرضاء الله عز وجل وإتباع سنة رسوله في المنشط والمكره، والاعتزاز بالانتماء للإسلام وأمة الإسلام.
  •   فهم أحكام وآداب الإسلام ومن ثم الالتزام بها.
  •   الغيرة على الإسلام والمسلمين والعمل على مساعدتهم فيما فيه صلاح لهم؛ والسعي لكون قدوةً للغير.
  •   الاهتمام بحفظ القرآن وتدبره.
  •   كثرة ذكر الله تعالى أمام الأبناء وسؤالهم أسئلة توقظ وعيهم على وجود الخالق؛ والإجابة على أسئلتهم ومناقشتهم.
  •   حل مشاكل الأسرة في إطار قيم ومبادئ وأخلاق الإسلام وجعلها فرصة لتذكير كل أفراد الأسرة بتلك القيم والأخلاق.

2-   كل المكاسب والخسائر في هذه الدنيا مؤقتة ومحدودة:

نظرة الأسرة المسلمة إلى طبيعة الحياة الدنيا ومباهجها وآلامها؛ تشكل جزءاً مهما من رؤيتها العامة، وعند حدوث خلل جوهري في هذه الرؤية؛ فان كل شيء يمكن أن يختل ويضطرب.

الدنيا مزرعة الآخرة ورجاء المسلم من عمله الصالح فيها، كرجاء الزارع للبذور التي نثرها في أرض خصبة، ينتظر حصادها، وما أجمل قول الله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7-8].
فإن عمر الإنسان في هذه الحياة محصور، ودرجته في الآخرة مبنية على الأيام التي يعيشها في هذه الدنيا؛ والمؤمن يعيش في هذه الدنيا وقلبه معلق بالآخرة؛ لأن حاله كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب» (صحيح الجامع)؛ وقوله تعالى:  {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء:77].

وهذا بالنسبة لمسار الأسرة المسلمة في تربية أبنائها يعني:

  • بما أن كل ما في الدنيا مؤقت ومحدود، فلا نتكبر ولا نغتر مهما أصابنا من الخير والنجاح والمال... وفي الوقت نفسه لا نخضع ولا نذل ولا نيأس ولا ننهزم مهما لاقينا من الآلام والمصائب والمشكلات... فالإيمان والنظرة الإستراتيجية للمكاسب والخسائر الدنيوية كفيلين بجعلنا نحافظ على توازننا في كل الظروف والأحوال.
  • لا ننظر إلى ما في أيدي الناس ولا نحسد أحداً فأرزاقنا لن تنقص ولن تتأخر عن موعدها إن اتقينا الله وتعففنا. يقول صلى الله عليه وسلم: «إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ» (صحيح الجامع).

_____________________

ملخص من كتاب "مسار الأسرة" لــ: "عبد الكريم بكار"

  • 1
  • 0
  • 3,062
المقال السابق
البداية
المقال التالي
رؤيتنا(2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً