لا تحزن - الحزنُ ليس مطلوباً شرعاً، ولا مقصوداً أصلاً (5)

منذ 2014-04-29

وأما قولُه تعالى عن نبيِّهِ "إسرائيل": {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}: فهو إخبارٌ عن حالهِ بمصابِه بفقْدِ وِلدِهِ وحبيبِهِ، وأنه ابتلاهُ بذلك كما ابتلاهُ بالتفريق بينَهُ وبينَهُ. ومجرد الإخبارِ عن الشيءِ لا يدلُّ على استحسانِه ولا على الأمرِ به ولا الحثِّ عليه، بل أمرنا أنْ نستعيذَ باللهِ من الحزنِ، فإنَّهُ سَحَابَةٌ ثقيلةٌ وليل جاِثمٌ طويلٌ، وعائقٌ في طريقِ السائرِ إلى معالي الأمور.

وأما قولُه تعالى عن نبيِّهِ "إسرائيل": {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}: فهو إخبارٌ عن حالهِ بمصابِه بفقْدِ وِلدِهِ وحبيبِهِ، وأنه ابتلاهُ بذلك كما ابتلاهُ بالتفريق بينَهُ وبينَهُ. ومجرد الإخبارِ عن الشيءِ لا يدلُّ على استحسانِه ولا على الأمرِ به ولا الحثِّ عليه، بل أمرنا أنْ نستعيذَ باللهِ من الحزنِ، فإنَّهُ سَحَابَةٌ ثقيلةٌ وليل جاِثمٌ طويلٌ، وعائقٌ في طريقِ السائرِ إلى معالي الأمور.

وأجمع أربابُ السلوكِ على أنَّ حُزْنَ الدنيا غَيْرُ محمودٍ، إلا أبا عثمان الجبريَّ، فإنهُ قالَ: الحزنُ بكلِّ وجهٍ فضيلةٌ، وزيادةٌ للمؤمنِ، ما لمْ يكنْ بسببِ معصيةٍ. قال: لأنهُ إن لم يُوجبْ تخصيصاً، فإنه يُوجبُ تمحيصاً.
فيُقالُ: لا رَيْبَ أنهُ محنةٌ وبلاءٌ من اللهِ، بمنزلةِ المرضِ والهمِّ والغَمِّ وأمَّا أنهُ من منازِلِ الطريقِ، فلا.
فعليكَ بجلب السرورِ واستدعاءِ الانشراحِ، وسؤالِ اللهِ الحياةَ الطيبةَ والعيشةَ الرضيَّة، وصفاءَ الخاطرِ، ورحابة البالِ، فإنها نِعمٌ عاجلة، حتى قالَ بعضُهم: إنَّ في الدنيا جنةً، منْ لم يدخلها لم يدخلْ جنةَ الآخرةِ.
والله المسؤولُ وَحْدَهْ أن يشرح صدورَنا بنورِ اليقينِ، ويهدي قلوبنا لصراطِهِ المستقيمِ، وأنْ ينقذنا من حياةِ الضَّنْكِ والضيِّقِ.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 1,084
المقال السابق
الحزنُ ليس مطلوباً شرعاً، ولا مقصوداً أصلاً (4)
المقال التالي
وقفة (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً