كيف أتوب - لماذا لا نتوب؟

منذ 2014-04-30

إن التوبة ليست كلمة تقال.. ليست ظنا.. فإذا تبت فاصدق.. وعالج الصدق.. وتعال لنتساءل معا.. لماذا لا نتوب..؟؟

إننا لا نتوب توبة نصوحا لوجود عوائق في طريق التوبة..

سبع عوائق في طريق التوبة:

العائق الأول-تعلق القلب بالذنب:

قد يتعلق القلب بالذنب.. يتعلق بإمرأة.. بسيجارة.. بمال.. بحب النفس.. أو عبادة اللذات.. يتعلق بشيء من الذنوب والمعاصي.. والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاعه منه..ولكن تعالوا.. تعالوا لنعالج تعلق القلب بالذنب في نقاط.

  1. نسيان الذنب.
  2. هجر أماكن المعصية.
  3. تغيير الرفقة.
  4. استشعار لذة الطاعة.
  5. الانشغال الدائم.
  6. صدق الندم واستقباح الذنب.
  7. تأمل أحوال الصالحين.
  8. قصر الأمل ودوام ذكر الموت.
  9. تعويد النفس على فعل الحسنات والإكثار منها.

العائق الثاني- استثقال التوبة واستصعاب الالتزام:

 وهذا من فعل الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء.. إننا نتناسى أن الأصل أن تعيش لله وبالله... ولا تستثقل الالتزام.

وللخلاص من استثقال التوبة واستصعاب الالتزام عليك الآن بالآتي:

  1. دفع التسويف.
  2. الصدق مع الله.
  3. التبرؤ من الحول والقوة.

العائق الثالث- الاعتذار والتعلل والبحث عن المبررات:

من أخطر عوائق التوبة تزيين الشيطان، {أفمن زيّن له سوء عمله فرءاه حسنا} [فاطر:8] والعلاج الدافع لهذا السبب: طلب العلم، واتهام النفس.

العائق الرابع- الاغترار بستر الله وتوالي نعمه.

فإذا أذنب العبد الذنب وستره الله.. فيظن أن الستر إنما كان بحسن تخطيطه.. ولم يفكر أن القضية ليست بحسن التخطيط وإنما القضية بستر الحلم عليه..

 وعلاج هذا الخوف من العقوبة بهتك الستر المسبل عليك.. والعلم بأن الإمهال استدراج قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحبّ وهو مقيك على معاصيه فاعلم إنما ذلك منه إستدراج» (أخرجه الامام أحمد (16860) في مسند الشاميين، وقال الشيخ الألباني رحمه الله إسناده جيد "مشكاة المصابيح" (5201)).

العائق الخامس- تعلق الذنب بأحكام يخشى العاصي منها بعد التوبة:

لا يجب الاستسلام لتلبيس إبليس الذي يصنع من الذنب خمدقا يحاصرك فيه فلا تخرج من الذنب أبدا فيقول هل ستتوب.. إنّك لن تستطيع.. إنّك لا تصلح للتوبة.. ولا بدّ أن ننسى قول الله تعالى: {إنّ الله يغفر الذنوب جميعا [الزمر:53] وأنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده وقد قال سبحانه وتعالى: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}[الحجر: 56] فلا تقنطوا من رحمة الله والتوبة تجب ما قبلها..

العائق السادس- الابتلاءات التي تقع على التائب بعد التوبة:

يقول ربنا تبارك وتعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت 2-3]

المقصود ستجد العداء من المدير والزملاء.. الأهل والأقارب.. الزوجة والأصدقاء.. الجيران.. عداء من جميع الجبهات..فسنّة الله التكوينية أن يكون العداء في البداية ثم يكون ظهور الحق، قال الامام الشافعي:" لا تمكين حتى تبتلى" الكل سيعلم أنك على حق.. واعلم إنك إما ستكون شهادة حق للاسلام وإما أن تكون شهادة زور ضد الاسلام حين تعود لتلك الشرور والمعاصي..

العائق الأخير- العصرة التي تصيب قلب التائب:

 إنّ هذه العصرة دليل على حياة قلبك وقوة استعداده.. لو كان قلبك ميتا واستعدادك ضعيفا لما انعصر.. واعلم أن الشيطان لص الإيمان.. واللص إنما يقصد المكان المعمور.. بمعنى أن يحاول سرقة الايمان من القلب المعمور بالإيمان.. إنه لا يذهب الى المقهى أو الى الملهى.. فمن يجلس هناك ليس في قلبه ما يسرق.. إنما يقصد المكان المعمور من اجل السرقة..

  الإنسان القوي إما أن يكون رأسا في الخير أو رأسا في الشر.

إنّ النفوس الأبية القوية إذا كانت خيرة صارت رأسا في الخير وإن كانت شريرة صارت رأسا في الشر ولما كانت رأسا في الشر حرص الشيطان على ألا تبقى في الخير فتحصل قوة مجاذبة بينك وبين الشيطان.فإنه بحسب موافقته لهذا العارض وصبره عليه يثمر له ذلك من اليقين والثبات والعزم ما يوجب زيادة انشراحه وطمأنينته دليل على حرص الشيطان عليك..

وهذا دليل قوة إيمان لذلك ينعصر قلبك لأنه لو لم يكن فيه إيمان كان فورا قد عاد من حيث أتى فلذلك ينبغي أن تعلم أن ثباتك وعزمك سيوجب لك بعد النصر انشراحا وطمأنينة..

_______________________
ملخص من كتاب "كيف أتوب؟" لـ: "محمد حسين يعقوب"

 

محمد حسين يعقوب

داعية إسلامي مصري، حاصل على إجازتين في الكتب الستة وله العديد من المؤلفات

  • 12
  • 0
  • 11,012
المقال السابق
التائب
المقال التالي
يا نفسُ... ويحكِ!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً