بين الذكر والثبات

منذ 2014-05-25

في مواطن عديدة من كتاب الله نرى الإرشاد إلى اللجوء إلى الله تعالى والمبادرة بذكره عند الشدائد، وبهذا يدلنا القرآن على الرابطة القوية بين الثبات على الحق عمومًا والثبات عند الشدائد خصوصًا وبين ذكر الله تعالى.

في مواطن عديدة من كتاب الله نرى الإرشاد إلى اللجوء إلى الله تعالى والمبادرة بذكره عند الشدائد، وبهذا يدلنا القرآن على الرابطة القوية بين الثبات على الحق عمومًا والثبات عند الشدائد خصوصًا وبين ذكر الله تعالى.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} [الأنفال:45].

"للعلماء في هذا الذكر ثلاثة أقوال:

الأول: اذكروا الله عند جزع قلوبكم، فإن ذكره يُعين على الثبات في الشدائد.

الثاني: اثبتوا بقلوبكم، واذكروه بألسنتكم، فإن القلب لا يسكن عند اللقاء ويضطرب اللسان، فأمر بالذكر حتى يثبت القلب على اليقين، ويثبت اللسان على الذكر، ويقول ما قاله أصحاب طالوت: {وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:250]، وهذه الحالة لا تكون إلا عن قوة المعرفة، واتِّقاد البصيرة، وهي الشَّجَاعَة المحمودة في النَّاس.

الثالث: اذكروا ما عندكم من وعد الله لكم في ابتياعه أنفسكم ومثامنته لكم" (الجامع لأحكام القرآن؛ للقرطبي: [8/23]).

وقال تعالى مخاطِبًا موسى وهو في موقفٍ شديد.. ألا وهو مواجهة الطاغية فرعون بالدعوة: {اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي . اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ} [طه:42-43].

قال ابن كثير: {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} "قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: "لا تبطئا".

وقال مجاهد، عن ابن عباس: "لا تضعفا".

والمراد أنهما لا يفتران في ذكر الله، بل يذكران الله في حال مواجهة فرعون، ليكون ذكر الله عونًا لهما عليه، وقوةً لهما وسلطانًا كاسِرًا له.
 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 6,892

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً