50 حكمة قرآنية ونبوية في الدين والدنيا
ما أحوجنا في عصر اختلطت فيه الأمور والمعايير وفشت فيه المنكرات وكثر فيه الكلام والحكم والأمثال الشعبية من هنا وهناك دون النظر إلي قائلها ومعناها الفاسد والمخالف لشرع الله تعالى.
- التصنيفات: أعمال القلوب -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى وبعد..
ما أحوجنا في عصر اختلطت فيه الأمور والمعايير وفشت فيه المنكرات وكثر فيه الكلام والحكم والأمثال الشعبية من هنا وهناك دون النظر إلي قائلها ومعناها الفاسد والمخالف لشرع الله تعالى وتعاليمه السامية في كثير منها.
ومن ثم رأيت أن أجمع بعضًا من كلام الله وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم التي تحتوي على حكم وكلها حكم، مع شرحها من تفسيرات وأقوال أهل العلم ليستوعب معناها الشرعي بعيدًا عن التفسير بالهوى الذي برع فيه البعض من أهل الأهواء والبدع دون النظر إلى عواقب ذلك والله المستعان.
حكم من القرآن الكريم
1- {أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة:44]
قال ابن جريج: {أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ} أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة، وَيَدَعُونَ العملَ بما يأمرون به الناس، فعيرهم الله بذلك، فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة. (تفسير ابن كثير).
2- {ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة:179]
يقول تعالى: وفي شَرْع القصاص لكم -وهو قتل القاتل- حكمة عظيمة لكم، وهي بقاء المُهَج وصَوْنها؛ لأنه إذا علم القاتلُ أنه يقتل انكفّ عن صنيعه، فكان في ذلك حياة النفوس. وفي الكتب المتقدمة: القتلُ أنفى للقتل. فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح، وأبلغ، وأوجز. (تفسير ابن كثير).
3- {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]
هي أخوة إذن تنبثق من التقوى والإسلام.. من الركيزة الأولى.. أساسها الاعتصام بحبل الله -أي عهده ونهجه ودينه- وليست مجرد تجمع على أي تصور آخر، ولا على أي هدف آخر، ولا بواسطة حبل آخر من حبال الجاهلية الكثيرة! (ظلال القرآن).
4- {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ} [الإسراء:36]
أي: ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك (السعدي).
5- {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [فصلت:33]
هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولًا أي: كلامًا وطريقة، وحالة {مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها،والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه. (السعدي).
6- {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت:34]
أي: لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم.. ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه (السعدي).
7- {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات:10]
يقرر تعالى الأخوة الإسلامية ويقصر المؤمنين عليها بين أفرادهم وعدم التساهل في ذلك {وَاتَّقُوا اللَّـهَ} في ذلك فلا تتوانوا أو تتساهلوا حتى تسفك الدماء المؤمنة ويتصدع بنيان الإِيمان والإِسلام في دياره. ( تفسير أيسر التفاسير).
8- {ياَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة:101]
أي: وإن تسألوا عن تفصيلها بعد نزولها تبين لكم، ولا تسألوا عن الشيء قبل كونه؛ فلعله أن يحرم من أجل تلك المسألة. (ابن كثير).
9- {ولَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات:11]
أي: لا يعير أحدكم أخاه، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه (3) وهذا هو التنابز، وأما الألقاب غير المذمومة، فلا تدخل في هذا.
{بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ} [الحجرات:11] أي: بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه، وما تقتضيه، بالإعراض عن أوامره ونواهيه، باسم الفسوق والعصيان، الذي هو التنابز بالألقاب. (السعدي).
10- {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات:12]
نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين، فـ {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} وذلك، كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي (السعدي).
11- {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور:27]
هذه آداب شرعية، أدّب الله بها عباده المؤمنين، وذلك في الاستئذان أمر الله المؤمنين ألا يدخلوا بيوتًا غير بيوتهم حتى يستأنسوا، أي: يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده. وينبغي أن يستأذن ثلاثًا، فإن أذن له، وإلا انصرف (ابن كثير).
12- {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور:21]
يعني: طرائقه ومسالكه وما يأمر به، { وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [النور:21] هذا تنفير وتحذير من ذلك، بأفصح العبارة وأوجزها وأبلغها وأحسنها. (تفسير ابن كثير).
13- {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر:9]
فالعلم الحق هو المعرفة. هو إدراك الحق. هو تفتح البصيرة. هو الاتصال بالحقائق الثابتة في هذا الوجود. وليس العلم هو المعلومات المفردة المنقطعة التي تزحم الذهن، ولا تؤدي إلى حقائق الكون الكبرى، ولا تمتد وراء الظاهر المحسوس. (ظلال القران).
14- {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10]
قال سعيد بن جبير: الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو مُتَجَلّد لا يرى منه إلا الصبر (ابن كثير).
15- {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]
ملكان من بين يديك ومن خلفك يقول الله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ} [الرعد:11] (تفسير القرطبي).
16- {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]
وأما التحدث بنعمة الله وبخاصة نعمة الهدى والإيمان فهو صورة من صور الشكر للمنعم. يكملها البر بعباده، وهو المظهر العملي للشكر، والحديث الصامت النافع الكريم (ظلال القران).
17- {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ} [الملك:14]
لأن خلقه للمخلوقات، أدل دليل على علمه، وحكمته، وقدرته (السعدي).
18- {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]
قال الزَّمَخْشَرِيُّ: وَالْعَفْوُ ضِدُّ الْجُهْدِ، أَيْ خُذْ مَا عَفَا لَكَ مِنْ أَفْعَالِ النَّاسِ وَأَخْلَاقِهِمْ، وَمَا أَتَى مِنْهُمْ وَتَسَهَّلَ مِنْ غَيْرِ كُلْفَةٍ، وَلَا تُدَاقَّهُمْ وَلَا تَطْلُبْ مِنْهُمُ الْجُهْدَ وَمَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْفِرُوا كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « » قَالَ: خُذِي الْعَفْوَ مِنِّي تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتِي. (تفسير المنار).
19- {فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]
يأمر تعالى بتقواه، التي هي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ذلك بالاستطاعة والقدرة. (السعدي).
20- {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء:86]
التحية هي: اللفظ الصادر من أحد المتلاقيين على وجه الإكرام والدعاء، وما يقترن بذلك اللفظ من البشاشة ونحوها. وأعلى أنواع التحية ما ورد به الشرع، من السلام ابتداء وردًّا. فأمر تعالى المؤمنين أنهم إذا حُيّوا بأي تحية كانت، أن يردوها بأحسن منها لفظًا وبشاشة، أو مثلها في ذلك. ومفهوم ذلك النهي عن عدم الرد بالكلية أو ردها بدونها. (السعدي).
21- {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]
أي: إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتمّ والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر. (ابن كثير).
22- {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر:9]
أي: الذين يعلمون أن ما وعد الله به من البعث، والثواب، والعقاب حق، والذين لا يعلمون ذلك، أو الذين يعلمون ما أنزل الله على رسله، والذين لا يعلمون ذلك، أو المراد: العلماء والجهال، ومعلوم عند كل من له عقل أنه لا استواء بين العلم والجهل، ولا بين العالم والجاهل. (فتح القدير للشوكاني).
23- {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7]
أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها. (ابن كثير).
24- {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152]
معنى الآية: اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة، قاله سعيد بن جبير. وقال أيضًا: الذكر طاعة الله، فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن. (القرطبي).
25- {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:14]
فربك راصد لهم ومسجل لأعمالهم. فلما أن كثر الفساد وزاد صب عليهم سوط عذاب، وهو تعبير يوحي بلذع العذاب حين يذكر السوط، وبفيضه وغمره حين يذكر الصب. حيث يجتمع الألم اللاذع والغمرة الطاغية، على الطغاة الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد. (في ظلال القران).
26- {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} [النجم:32]
أي: تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم، {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ}، كما قال: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء:49] (ابن كثير).
27- {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} [لقمان:18]
لا تُعرِضْ بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، احتقارًا منك لهم، واستكبارًا عليهم ولكن ألِنْ جانبك، وابسط وجهك إليهم. وقوله: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي: جذلًا متكبرًا جبارًا عنيدًا، لا تفعل ذلك يبغضك الله (ابن كثير).
28- {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء:34]
أي الذي تعاهدون عليه الناس والعقود التي تعاملونهم بها، فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} أي: عنه. (ابن كثير).
حكم من السنة النبوية الصحيحة
29- «البخاري)
والمراد بالأعمال: الأعمال الشرعية
ومعناه: لا يعتد بالأعمال بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والإعتكاف وسائر العبادات (ابن دقيق العيد).
30- «
احفظِ الله يعني: احفظ حدودَه، وحقوقَه، وأوامرَه، ونواهيَه، وحفظُ ذلك: هو الوقوفُ عندَ أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتنابِ، وعندَ حدوده، فلا يتجاوزُ ما أمر به، وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك، فهو مِنَ الحافظين لحدود الله (جامع العلوم والحكم لابن رجب).
31- «الألباني، صحيح الجامع [97])
والخلق الحسن فسر بتفسيرات: منها أنه بذل النَّدَى وكف الأذى؛ يعني أن تبذل الخير للناس، وأن تكف أذاك عنهم.. وقال آخرون: إنّ الخُلق الحسن أنْ يُحسِن للناس بأنواع الإحسان، ولو أساءوا إليه. (قاله صالح آل الشيخ).
32- «صحيح مسلم)
استوصوا بالنساء خيرًا يعني اقبلوا هذه الوصية التي أوصيكم بها وذلك أن تفعلوا خيرا مع النساء لأن النساء قاصرات في العقول وقاصرات في الدين وقاصرات في التفكير وقاصرات في جميع شؤونهن فإنهن خلقن من ضلع (قاله ابن العثيمين).
33- «صحيح البخاري)
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الخطاب للأمة جميعًا يبين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان راع ومسؤول عن رعيته والراعي هو الذي يقوم على الشيء ويرعى مصالحه فيهيئها له ويرعى مفاسده فيجنبه إياها كراعي الغنم (قاله ابن العثيمين).
34- «
قال النووي: أي تأتلف قلوبكم وفيه مصلحة عظيمة من اجتماع قلوب المسلمين وتناصرهم وتعاضدهم ولهذا قال بعضهم إنه أدفع للضغينة بغير مؤنة واكتساب أخوة بأهون عطية.
35- «
أي اجتنبوا دعوة من تظلمونه وذلك مستلزم لتجنب جميع أنواع الظلم على أبلغ وجه وأوجز إشارة وأفصح عبارة لأنه إذا اتقى دعاء المظلوم فهو أبلغ من قوله تظلم وهذا نوع شريف من أنواع البديع يسمى تعليقًا (قاله الشوكاني في فتح القدير).
36- «
وكثيرًا ما يلاحظ المرء وهو في الجماعة عددًا من المصلين عن يمينه أو شماله بل ربما يلاحظ ذلك على نفسه أحيانًا مسابقة الإمام بالركوع أو السجود وفي تكبيرات الانتقال عمومًا وحتى في السلام من الصلاة (قاله الشيخ صالح المنجد).
37- «
ففي هذا الحديث الحث على أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب وأن لا يسترسل فيه لأنه يندم بعده كثيرًا. (قاله ابن العثيمين).
38- «
قوله دع أي اترك ما يريبك بفتح الياء أي تشك فيه ولا تطمئن إليه إلى ما لا يريبك أي إلى الشيء الذي لا ريب فيه.. (قاله ابن العثيمين).
39- «
أتبع السيئة الحسنة تمحها أي إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة فإن الحسنات يذهبن السيئات ومن الحسنات بعد السيئات أن تتوب إلى الله من السيئات فإن التوبة من أفضل الحسنات (قاله ابن العثيمين).
40- «
مؤمن القوي: يعني في إيمانه وليس المراد القوي في بدنه، لأن قوة البدن ضررًا على الإنسان إذا استعمل هذه القوة في معصية الله، فقوة البدن ليست محمودة ولا مذمومة في ذاتها، إن كان الإنسان استعمل هذه القوة فيما ينفع في الدنيا والآخرة صارت محمودة، وإن استعان بهذه القوة على معصية الله صارت مذمومة. (قاله ابن العثيمين).
41- «
الحياء صفة محمودة لكن الحق لا يستحي منه فإن الله يقول {وَاللَّـهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب:53].. ولهذا جاء في الحديث إن مما أدرك الناس من النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت. (قاله ابن العثيمين).
42- «
هلاك ضد البقاء يعني أنهم تلفوا وخسروا والمتنطعون هم المتشددون في أمورهم الدينية والدنيوية ولهذا جاء في الحديث لا تشددوا فيشدد الله عليكم. (قاله ابن العثيمين).
43- «
يعني أن الإنسان إذا عفا عمن ظلمه فقد تقول له نفسه: إن هذا ذل وخضوع وخذلان فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله ما يزيد أحدًا إلا عزًا فيعزه الله ويرفع من شأنه. (قاله ابن العثيمين).
44- «
الطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر ولا يلزم في الشطر أن يكون نصفًا حقيقيًا وقيل غير ذلك وأما قوله (والحمد لله تملأ الميزان) فمعناه : أنها لعظم أجرها تملأ ميزان الحامد لله تعالى وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها (قاله ابن دقيق العيد).
45- «
يعني: أن حسن الخلق أعظم خصال البر كمال قال الحج عرفة أما البر فهو الذي يبر فاعله ويلحقه بالأبرار وهم المطيعون لله عز و جل.
والمراد بحسن الخلق: الإنصاف في المعاملة والرفق في المحاولة والعدل في الأحكام والبذل في الإحسان وغير ذلك من صفات المؤمنين (ابن دقيق العيد).
46- «
فمعناه ظاهر أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك (قاله ابن دقيق).
47- «
يحتمل اْن يكون أمره عليه السلام بذلك لأنه موضع يتعرض فيه الشيطان لافساد اعتقاد الانسان، فيحتافي إلى مذكًر ومنبه له على التوحيد، ويحتمل أن يريد بذلك ليكون آخرَ كلامه ذلك، فيحصل له ما وعد به عليه السلام في الحديث الآخر: « » (قاله القاضي عياض).
48- «
من قطع أقاربه الضعفاء وهجرهم وتكبر عليهم ولم يصلهم ببره وإحسانه وكان غنيًا وهم فقراء فهو داخل في هذا الوعيد محروم عن دخول الجنة إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليهم (قاله الذهبي).
49- «
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل سبحان الله أعطى الله نبيه جوامع الكلم، هاتان الكلمتان يمكن أن تكونا نبراسًا يسير الإنسان عليه في حياته كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل والفرق بينهما أن عابر السبيل ماش يمر بالقرية وهو ماش منها.
وأما الغريب فهو مقيم فيها حتى يرتحل عنها، يقيم فيها يومين أو ثلاثة أو عشرة أو شهرًا، وكل منهما لم يتخذ القرية التي هو فيها وطنًا وسكنًا وقرارًا (قاله ابن العثيمين).
50- «
قال ابن رجب: فالخواتيم ميراث السوابق وقال ابن دقيق العيد: لما كانت السابقة مستورة عنا والخاتمة ظاهرة. جاء في الحديث: « ».
وانقلاب الناس من الشر إلى الخير كثير، وأما انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندور، ولله الحمد.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
سيد مبارك