ماذا يريدون من المرأة؟

منذ 2014-05-31

المرأة أُم الرجال، وصانعة الأجيال ومدرسة الأمم، هي: (الأم، والأخت، والزوجة)، وهي المعينة على نوائب الدهر؛ المؤنسة في الدنيا، والسكن، والأمن، وهي نصف المجتمع، ولها في الإسلام مثل الذي عليها، وما صانها أحد أو كرمها مثلما فعل الإسلام، إذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد، لكنها في الوقت ذاته مشبوبة العاطفة، سريعة التأثر، سهلة الخداع، وإذا ما خرجت استشرفها الشيطان، فصارت من حبائله، ووسيلة من وسائله، وسلاحاً بيد أوليائه، وما من صاحب فتنة، أو داعية هوى، أو مفسد في الأرض، إلا واستغلها وامتهنها وغرها ليجعل منها أداة من أدوات الإضلال والإفساد، سنة تاريخية دفنت حضارات، وقوضت دولاً وإمبراطوريات، يدركها أبالسة الجن والإنس، ودعاة العلمانية والرجس، وفي الحديث المتفق عليه: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء»

المرأة أُم الرجال، وصانعة الأجيال ومدرسة الأمم، هي: (الأم، والأخت، والزوجة)، وهي المعينة على نوائب الدهر؛ المؤنسة في الدنيا، والسكن، والأمن، وهي نصف المجتمع، ولها في الإسلام مثل الذي عليها، وما صانها أحد أو كرمها مثلما فعل الإسلام، إذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد، لكنها في الوقت ذاته مشبوبة العاطفة، سريعة التأثر، سهلة الخداع، وإذا ما خرجت استشرفها الشيطان، فصارت من حبائله، ووسيلة من وسائله، وسلاحاً بيد أوليائه، وما من صاحب فتنة، أو داعية هوى، أو مفسد في الأرض، إلا واستغلها وامتهنها وغرها ليجعل منها أداة من أدوات الإضلال والإفساد، سنة تاريخية دفنت حضارات، وقوضت دولاً وإمبراطوريات، يدركها أبالسة الجن والإنس، ودعاة العلمانية والرجس، وفي الحديث المتفق عليه: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء» (مسلم: 2740، والبخاري: 5096)، وفي صحيح مسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» (مسلم: 2742). ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الفتنة بهن عظيمة، لا سيما في هذا العصر، فما هي وصفة النجاة؟

قال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ} [الأحزاب: 32-33]، نداء إلى المؤمنات يكفل لهن الحماية والصيانة والفلاح في الدنيا والآخرة في آية كريمة نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضمن مجموعة من التوجيهات والإرشادات الربانية، تربية وتطهيراً لأهل بيته صلى الله عليه وسلم، ولنساء الأمة من بعدهن، آية فيها الأنس والروح والريحان، وفيها الحنان والرحمة.

آية تحمل من التوجيهات الحكيمة ما لا يحده حد ولا يمده مد، آية يخاطب الله بها أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، للوصول بهن إلى الكمال المنشود، والمكان اللائق المرموق، إنهن أمهات المؤمنين وأزواج النبي الكريم، وهن اللواتي لا يطمع فيهن طامع، ولا يخطر في شأنهن خاطر مريض، وفي أي عهد ينزل هذا التوجيه الكريم؟ في عهد النبي والصفوة المختارة من البشرية في كل العصور، {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]؛ ينهاهن عن النبرة المثيرة اللينة، واللهجة الخاضعة المستكينة، فلا ينبغي أن يكون بين امرأة ورجل لحن، أو إيماء، أو هذر، أو هزل، أو دعابة، أو مزاح، ثم يأمرهن بالقرار وعدم التبرج.

إن الله تعالى خلق الخلق، وهو العليم بمن خلق، وهو يعلم سبحانه أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول وتترقق في الألفاظ، وتتغنج في الحديث وتتبسط فيه ما يثير الطمع ويهيج الفتنة لدى مرضى القلوب، وهؤلاء لا يخلو منهم عصر أو مكان أو بيئة، وهو طمع موجود تجاه كل امرأة مهما كانت، لا يراعي حرمة، ولا يحفظ مكانة، ولا يقدر منزلة، حتى ولو كانت المرأة هي زوج النبي الكريم وأم المؤمنين، فكيف بغيرها؟

ولتطهير المجتمع من الدنس، وتخليصه من الرجس وجب منع أسباب الفتنة، وسد أبواب الإثارة، فكانت حاجتنا إلى هذا التوجيه الكريم في عصرنا أكثر إلحاحاً، فلقد عمت الفتنة وطمت، واستشرى المرض واستفحل، وصارت وسائل الفتنة أكثر انتشاراً، ودواعيها أكثر قوة، ودعاتها أكثر نفيراً، ولقد صار التكسر والتغنج والتعري والإغراء حقاً وإبداعاً وثقافة -كما يقال-، والويل لمن يحاول المساس به، والأدهى من ذلك: أن يأتي من يشرع الفجور من أدعياء الدين والدجالين وأهل الأهواء، فتصبح الفاحشة ديناً يتقرب به إلى الله تحت اسم (المتعة)، ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل يمكن للمرأة أن تتكسب من وراء ذلك، وتتخذه مهنة، وهكذا يصنع أهل الأهواء دوماً.
أفلا ينبغي الحذر من دعاة على أبواب جهنم؟ وقديماً قيل: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، لقد عم الدنس، وصرنا نعيش في جو مشحون به، كل شيء يثير الفتنة، ويهيج الشهوة، ويحرك الغريزة، ويوقظ السعار الحيواني، كيف بنا ونحن نرى النساء يتخنثن في النبرات، ويتميعن في الأصوات، ويأتين كل ما يفتن في الأنثى؟ وفي جو كهذا تُنتَهك الأعراض، وتُدَاس الكرامات، وتفسد المجتمعات، ويضيع الشباب والشابات، ويعربد دعاة العهر وقوّاد التحلل والمكر وتضيع الأوطان، ذلك ما يريدونه للمرأة خدمة لأسيادهم؛ أداة للمتاع؛ ووسيلة لإشباع الغرائز، فما الذي يمكن أن يذهب الرجس الذي يريد الله أن يذهبه عن عباده الصالحين، غير هذا التوجيه الإلهي الحكيم، الذي خاطب الله به أمهات المؤمنين الطاهرات، كي يراعينه في مخاطبة أهل زمانهن، وهو خير الأزمنة على الإطلاق، أفلا يكون بنساء عصرنا أحرى؟!

فيا أمة الله: أي أخيتي المؤمنة! لا تخدعنك دعوات التحرر، ففيها المهانة والضر، تمسكي بحقوقك الشرعية، وإياك أن تتخلي عنها، تأملي كل هذا واعقليه، ولا تجعلي من نفسك ساقطة رخيصة الثمن، ومطمعاً لكل طامع، فما قيمة المرأة إلا عفافها، وما كرامتها إلا في صيانتها، وبقدر ما تبعد عن توجيهات ربها، بقدر ما تصبح رخيصة مبتذلة، وإن غرها الذئاب بمعسول القول وزخرفه حيناً من الدهر، فسرعان ما تُلفَظ وتُنبذ.

فاتقوا الله معشر النساء، واتقوا الله معشر المؤمنين في نسائكم، أعينوهن على الالتزام بأوامر ربهن، ولا تمنعوهن حقاً، ولا تجعلوهن كلأً مباحاً، وحِمى مستباحاً، فلسوف تُسألون عنهن، أما أنتم يا ولاة الأمر! فإنكم بيت القصيد، فلا تؤتين الأوطان من قِبلكم. 

 

  • 5
  • 2
  • 19,157

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً