ذكريات في المشفى - (11) وحدث أن

منذ 2014-06-03

تقول صاحبتنا:

تدنَّت مع الأيام حالتي وسامية.. إلا أنها كانت تعلم عن حالها.. ما جعلها صابرة راضية..

علِمتْ لكونها طبيبة أن نهاية رئتيها قريبة؛ فقد عجزتا عن العمل..

وفقدت في معالجتهما الأمل، فقط كانت تتطَّلع إلى السفر..

أملًا في زراعة رئة أحد القرود؛ علّها إلى شيءٍ من العافية تعود..

قرَّر الأطباء بعد عناءٍ وإصرار، عرضها على لجنة اختصاصية لاتخاذ ذلك القرار..

وكانت الطامة الكبرى أن تِلكم اللجنة في مشفى أخرى..

وفي اليوم المقرَّر، استعدَّت ساميتي لما هو مقدَّر..

وجاءت إحدى العاملات ومعها أنبوب للتنفس بالأدوات..

- فسألتها سامية: هل تأكدتِ أن الأنبوب ليست خاوية؟

- فأجابتها العاملة بنزق: أكيد هي ملآ فلا ينتابكِ القلق!

- فأعادت عليها مرارًا وتكرارًا: فضلًا فضلًا تأكدي لا نريد ضِرارًا؟

- فصرخت عليها في غضبةٍ عجيبة: هذا عملنا أيتها الطبيبة..!

فاستسلمت المسكينة، وودَّعتني بنبرةٍ حزينة...

ومضت المسكينة مع العاملة بذلك الأنبوب، وكان ما كان من المكتوب..

وكما توقعت المسكية وقع البلاء، وفي طريق العودة فرغ الأنبوب من الهواء..!

وصبغ وجهها باللون الأزق، وقد اختنقت وكادت أن تهلك..

وأسقط في أيدي من صحبها، فهداهم الله إلى فتح باب السيارة لإخراج رأسها..

ثم الإسراع في الطرقات من أجلها، علّ سرعة السيارة تساعد على دخول الهواء إلى رئتها..

وكانت الطرق مزدحمة بالسيارات، فاضطر سائق سيارة الإسعاف إلى استخدام الصفارات..

فيسَّر الله لهم الطريق، ووصلوا إلى المشفى في حالةٍ من التخبُّط والضيق..

فلما دخلوا بساميتي محمولة، وإلى الهواء شغوفة مقهورة..

بكيت كثيرًا على حالها، وحينها علِمتُ لِمَ تملَّكني شديد القلق من أجلها!

فنظرت المسكينة إلى العاملة بنظراتٍ حزينة، تعاتبها انظري لحالي؟!

فقابلت نظراتها كالبريء غير المبالي...!

يتبع...

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,574
المقال السابق
(10) وحدث أن
المقال التالي
(12) كانت -أُشهِد الله- صابرة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً