لا تحزن - اتخاذُ القرار (1)

منذ 2014-06-08

تداول صلى الله عليه وسلم مع أصحابِه الرأي في بدرٍ: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}، {وَأَمْرُهُمْ شُورَى}، فأشارُوا عليه فَعَزَم صلى الله عليه وسلم وأقدم، ولم يلوِ على شيءٍ.

{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ}. {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
إن كثيراً منا يضطربُ عندما يريد أن يتخذ قراراً، فيصيبُه القلقُ والحيرةُ والإرباكُ والشكُّ، فيبقى في ألمٍ مستمرٍ وفي صداعٍ دائمٍ.

إن على العبدِ أن يشاور وأن يستخير اللهَ، وأن يتأمَّل قليلاً، فإذا غلب على ظنه الرأيُ الأصوبُ والمسلكُ الأحسنُ أقدم بلا إحجام، وانتهى وقتُ المشاورةِ والاستخارةِ، وَعَزَم وتوكَّل، وصمَّم وَجَزَم، لينهي حياة التردُّد والاضطرابِ.

لقد شاور صلى الله عليه وسلم الناس وهو على المنبر يوم أُحُد، فأشاروا بالخروجِ، فلبس لأمته وأخذ سيفه، قالوا : لعلَّنا أكرهناك يا رسول الله؟ لو بقيت في المدينةِ.
قال:
«ما كان لنبي إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يقضي اللهُ بينه وبين عدوِّهِ». وَعَزَم صلى الله عليه وسلم على الخروجِ.

إن المسألة لا تحتاجُ إلى ترددٍ، بل إلى مضاءٍ وتصميمٍ وعزمٍ أكيدٍ، فإن الشجاعة والبسالة والقيادة في اتخاذِ القرارِ.

تداول صلى الله عليه وسلم مع أصحابِه الرأي في بدرٍ: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ {وَأَمْرُهُمْ شُورَى}، فأشارُوا عليه فَعَزَم صلى الله عليه وسلم وأقدم، ولم يلوِ على شيءٍ.

إن التردٌّد فسادٌ في الرأيِ، وبرودٌ في الهمَّةِ، وَخَورٌ في التصميمِ وشَتاتٌ للجهدِ، وإخفاقٌ في السَّيْرِ.
وهذا التردُّدُ مرضٌ لا دواء له إلا العزمُ والجزمُ والثباتُ. أعرفُ أناساً من سنواتٍ وهم يُقدِمون ويُحجمون في قراراتِ صغيرةٍ، وفي مسائل حقيرةٍ، وما أعرفُ عنهم إلا روح الشكِّ والاضطرابِ، في أنفسِهم وفي من حولهم.


إنهم سمحوا للإخفاقِ أن يصل إلى أرواحِهم فَوَصَلَ، وسمحُوا للتشتُّتِ ليزور أذهانهم فزار. 
إنه يجب عليك بعد أن تدرس الواقعة، وتتأمَّل المسألة، وتستشير أهل الرأي، وتستخير ربَّ السماواتِ والأرضِ، أن تُقدِم ولا تُحجِم، وأن تُنْفِذ ما ظهر لك عاجلاً غير آجلٍ.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 7
  • 2
  • 19,515
المقال السابق
الرضا ولو على جمْر الغضَا (2)
المقال التالي
اتخاذُ القرار (2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً