علاقة ترك الصلاة بالفحشاء والمنكر

منذ 2014-06-14

إن انغماس الإنسان في الشهوة الحرام يُعد من مسكرات العقل والروح، فهو يجذب الإنسان إلى عكرِ الأرض ويُنفِّره من نقاء السماء، فترى المرء ينسى روحه ورُقيِّها وصلتها بالسماء وينجذب إلى الجسد، الذي مآله إلى تراب، وصلته بالأرض..

تقدمة

إن صلاة الإنسان لربه هي الصلة المكتوبة الموقوتة والمحدَّدة بمواقيت خمسة في اليوم والليلة، ولا ننسى أن نذكر بأن الصلاة بالرغم من كونها عبادةً لله وعِرفانًا بنعمه علينا وطاعةً له، إلا أن الله تعالى لا يحتاجها منا فهو الغني وهو الرزاق الذي يُحتاج إليه من عبيده ولا يحتاج إلى شيءٍ أو أحدٍ أيًا ما كان.

بهذا المنطق.. فإن الصلاة لا بد وأن يكون مردودها الحسن علينا وحدنا، فهي غذاء الروح والعقل التي لا يستطيع إنسانٌ أيًّا ما كان أن يستغني عنها لينال سعادتي الدنيا والآخرة.

إننا نقف بين يدي الرحمن خمس مرات في اليوم والليلة لننهل شحنةً معنوية ومادية لا يعلم مقدارها ولا كيفها إلا الله العزيز المتعال! يا لرحمتك بِنا يا رحمن أن أتحت لنا الصلاة لك.

وعند مقارنة لقاء ملك الملوك، الربُّ الإله الله عز وجل، "بملوك" الدنيا، الذين نُصِِّبوا علينا وقد يكونون ليسوا بخِيَارِنَا، تجدُ عجبًا! إن ملوك الدنيا على وضاعة شأنهم لا يمكنك مقابلتهم إلا بميعادٍ مسبق، ربما شهورًا قبل أن تُقابلهم، هذا إن سُمِحَ لك أصلًا بمقابلتهم شخصيًا. ما أكرمك يا الله! ما أعزَّنا عليك يا الله، ما أرحمك بنا يا الله.

حقيقٌ بك أيها المسلم أن تفخر بلقائك ملكَ الملوك خمسَ مرات كحدٍ أدني في اليوم والليلة، تقف بين يديه دون حائل ولا وسيط، بل الأكثر من ذلك أن من كرم الله ورحمته بعباده فرضَه علينا الحد الأدنى من لقاءاته، ذلك لأنه يعلم أن الإنسان بطبعه جهولٌ قد لا يعلم أين مصلحته، لذلك فقد عامله كما نعامل نحن أطفالنا الغير واعين عندما نفرِض عليهم ما ينفعهم.

وعلى الجانب الآخر.. فقد سمح لمن أراد أن يستزيد من بركة لقائه أن يتنفل له سبحانه بالقدر الذي يشاء، وفي الوقت الذي يشاء، إلا بعض الأوقات! ليس هذا وحسب، بل من كرمه ولطفه أنه يعطي عبده الذي ينتفع من تنفله ولقائه المستمر به ثوابًا على هذه المنفعة التي ينتفعها العبدُ بلقائه ربَه!

علاقة ترك الصلاة بالفحشاء والمنكر:

1- علاقة ترك الصلاة بارتكاب المعاصي والفحشاء.

إن الله عز وجل يُقِرُّ حقيقةً هامةً في كتابه العزيز وهي أن إقامة الصلاة، بالكم والكيف الذيْن يرضاهما ربنا لنا، تنهانا عن الفحشاء والمنكر واتباع الشهوات المحرَّمة أو حتى الإسراف في الحلال منها، وبالتالي تجنبنا السيئات والعقاب بجانب تسببها في رزق الله لنا بالحسنات والثواب، وعليه فإن ترك الصلاة ولا شك يسهل عمل النفس الأمارة بالسوء والشيطان في ايقاع المؤمن في الرذيلة، وذلك لأنه فقد المنعةَ التي كان يحتمي به ضدها.

يقول تعالى في كتابه الكريم: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:45] صدق الله العظيم.

وقال تعالى أيضًا: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:59] صدق الله العظيم.

2- علاقة التمادي في المعاصي والفحشاء بترك الصلاة.

على الصعيد الآخر فإن انغماس الإنسان في الشهوة الحرام يُعد من مسكرات العقل والروح، فهو يجذب الإنسان إلى عكرِ الأرض ويُنفِّره من نقاء السماء، فترى المرء ينسى روحه ورُقيِّها وصلتها بالسماء وينجذب إلى الجسد، الذي مآله إلى تراب، وصلته بالأرض. كل ذلك يحدث بسبب نسيانه لآيات ربه الكونية والقرآنية والتفكُّر بهما وبالتالي نسيانِه شُكرَ ربِه ودعائِه والتقرُّبِ إليه عن طريق أعظم وسائل الاتصال على الإطلاق وهي الصلاة.

قال تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه:125-126].

الخلاصة:

ترك الصلاة = الفحشاء والمنكر.

والله أعلم.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 15
  • 2
  • 10,108

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً