لا تحزن - الراحةُ في الجنَّةِ

منذ 2014-06-15

لا راحة قبل الجنةِ، هنا في الدنيا إزعاجاتُ وزعازعُ وفتنٌ وحوادثُ ومصائبُ ونكباتُ، مَرَضٌ وهمٌّ وغمُّ وحزنٌ ويأسٌ.

  • الراحةُ في الجنَّةِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}.
    يقولُ أحمدُ بنُ حنبلَ، وقد قيل له: متى الراحةُ؟
    قال: إذا وضعت قدمك في الجنةِ ارتحت.
    لا راحة قبل الجنةِ، هنا في الدنيا إزعاجاتُ وزعازعُ وفتنٌ وحوادثُ ومصائبُ ونكباتُ، مَرَضٌ وهمٌّ وغمُّ وحزنٌ ويأسٌ.

طُبِعَتْ على كدرٍ وأنت تريدُها *** صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ 


أخبرني زميلُ دراسةٍ من نيجيريا، وكان رجلاً صاحب أمانةٍ، أخبرني أن أمَّه كانت تُوقظُه في الثلثِ الأخير، قال: يا أمَّاهُ، أريد الراحة قليلاً.
قالت: ما أوقظك إلا لراحتِك، يا بني إذا دخلت الجنة فارتحْ.


كان مسروقٌ – أحدُ علماءِ السلفِ – ينامُ ساجداً، فقال له أصحابهُ: لو أرحت نفسك.
قال: راحتها أريدُ.


إن الذين يتعجَّلون الراحة بتركِ الواجبِ، إنما يتعجَّلون العذاب حقيقةً.
إنَّ الراحةً في أداءِ العمل الصالحِ، والنفعِ المتعدِّي، واستثمارِ الوقتِ فيما يقرِّبُ من اللهِ.
إنَّ الكافر يريدُ حظَّه هنا، وراحتَهُ هنا، ولذلك يقولون: {رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ}.
قال بعضُ المفسِّرين: أي: نصيبنا من الخَيْرِ وحظَّنا من الرزقِ قبل يومِ القيامةِ.
{إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ}، ولا يفكِّرون في الغدِ ولا في المستقبلِ، ولذلك خسرُوا اليوم والغد، والعمل والنتيجة ، والبداية والنهاية.
وهكذا خُلقتِ الحياةِ، خاتمتُها الفناءُ فهي شربٌ مكدَّرٌ، وهي مزاجٌ ملوَّن لا تستقرُّ على شيء، نعمةٌ ونقمةٌ، شدَّةٌ ورخاءٌ، غنىً وفقرٌ.

هذه هي النهاية: {ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}.
 

  • وقفـةٌ: 
    قال إيليا أبو ماضي: 

كمْ تشتكي وتقولُ إنك معُدِمُ *** والأرضُ ملكُك والسما والأنجُمْ؟
ولك الحقولُ وزهرُها وأريجُها *** ونسيمُها والبُلْبلُ المترنِّمُ 
والماءُ حولك فضَّةٌ رقْراقةٌ *** والشمسُ فوقك عسْجدٌ يتضرَّمُ
والنورُ يبني في السُّفوح وفي الذُّرا *** دوراً مزخرفةً وحيناً يهْدِمُ
هشَّتْ لك الدنيا فما لك واجماً ؟ *** وتبسَّمتْ فعلام لا تتبسَّمُ ؟
إن كنت مكتئباً لعزٍّ قد مضى *** هيهات يُرجعُه إليك تَنَدُّمُ
أو كنت تُشفقُ من حلولِ مصيبةٍ *** هيهات يمنعُ أنْ يحِلَّ تجهُّمُ
أو كنت جاوزت الشباب فلا تقلْ *** شاخ الزمانُ فإنه لا يَهْرَمُ
انظرْ فما زالتْ تُطِلُّ من الثَّرى *** صورٌ تكادُ لحِسْنِها تتكلَّمُ

 

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 7
  • 1
  • 58,035
المقال السابق
ضريبةُ الكلامِ الخلاَّبِ
المقال التالي
الرِّفْقُ يُعينُ على حصولِ المقصودِ (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً