عشرة مفاتيح للفرج بعد الشدائد
الأزمات والابتلاءات لم تأت إلا اختبارًا للعباد، تأتي ليطهر الله تعالى عباده، وعندما يشتد الضيق ضيقًا، ويزيد الهم همًا، فلا يلبث إلا ويلاحقها الفرج.
كلنا يعيش الأزمات المتلاحقة، فقد تضيق الدنيا في عيون البعض، لكن الأزمات والابتلاءات لم تأت إلا اختبارًا للعباد، تأتي ليطهر الله تعالى عباده، وعندما يشتد الضيق ضيقًا، ويزيد الهم همًا، فلا يلبث إلا ويلاحقها الفرج، لقوله تعالى {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5-6].
وهناك عدة خطوات لخروج الإنسان من حالته الحزينة المهمومة:
1- أن نلجأ لله تعالى ساعة الكرب ولا نلجأ للعباد، نلجأ للسميع، البصير، القادر على خلاصنا من أحزاننا، العليم بحوائجنا، الرحمن الرحيم {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا...} [الأنعام من الآية:43].
2- حسن الظن بالله تعالى والثقة بأن الذي يذهب ما نحن فيه هو سبحانه لقوله في الحديث القدسي « »، وعدم اليأس، والأمل فيما عند الله والصبر والصمود أمام التحديات وانتظار البشرى التي وعد الله تعالى بها عباده الصابرين عندما قال في كتابه الكريم {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155].
3- الدعاء المتواصل، يقول الله تعالى {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل:62] ويقول سبحانه أيضًا {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186] خاصة الدعاء بالأعمال الصالحة ونحن نعرف قصة الثلاثة الذين ظلوا وحدهم أمام صخرة عظيمة تسد باب الغار عليهم فلا يستطيعون الخروج منه، فظلوا محبوسين فلا أحد يسمع لندائهم وصراخهم حتى دعا كل واحد منهم بعمل صالح كان قد فعله مخلصًا لله تعالى، فظلت الصخرة تنفرج جزءًا بدعاء الأول، ثم انفرجت جزء آخر بدعاء الثاني، ثم انفرجت نهائيًا بدعاء الثالث، وكانت بركة الدعاء بالأعمال الصالحة الخالصة لله تعالى نجاة للثلاثة.
وأيضا ترديد بعض أدية الكرب منها "لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين" ذلك الدعاء الذى دعا به يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت في الظلمات فما لبث أن خلصه الله تعالى من هذه المحنة القاسية، وغيره الكثير من تلك الأدعية، مع انتقاء وقت الإجابة كالثلث الأخير من الليل، ووقت السجود فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
4- ملازمة الاستغفار لقوله تعالى { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح:10-12].
وحديث «
» (رواه أبو داود و ابن ماجة) عن ابن عباس رضي الله عنه وفيه ضعف.
5- ذكر الله كثيرًا لقوله تعالى {أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] فذكر الله تعالى يغير القلوب من حال لحال فالذكر يملأها بالطمأنينة والسكون والراحة بدل من التوتر والقلق والخوف، ومنها قراءة القرآن.
6- مناصرة و معاونة المحتاج، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «
» (رواه مسلم).فعند الشدة والضيق يجد العبد الله عز وجل عونًا له في شدته، لأنه لم يترك ذلك المحتاج ولم يدخر نفسه وقت حاجه الناس له.
7- التوكل على الله وليس التواكل لقوله تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] فالذي يتوكل على الله فهو يكفيه ويغنيه عن سؤال الناس، عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » (الجامع الصغير [7420]).
8- بر الوالدين والإحسان إليهما وطلب الدعاء منهما ففي البر منجاة من مصائب الدنيا بل هو سبب تفريج الكروب وذهاب الهم والحزن كما ورد في شأن نجاة أصحاب الغار وكان أحدهم بارًا بوالديه يقدمهما على زوجته وأولاده.
9- رد المظالم، ورعاية الأمانات، وأداء الحقوق، وفي حديث الغار توسل أحد الثلاثة برده الأمانة لأجيره بعد رعايتها له، ولا شك أن رد الأمانات والحقوق ورعايتها دفع للحجاب بينك وبين استجابة الدعاء وكشف البلاء، وفيه تنقية للنفس مما يتعلق بها من رغبات الدنيا والتكالب على متاعها خصوصًا عندما لا تكون من حقه، وقد حرص سلفنا الصالح على ذلك بصورة شبه دورية، فيتدبرون الحقوق التي عليهم ويرعون الأمانة التي في أعناقهم ويردون المظالم التي علقت بهم.
10- تجنب الظلم و دعوة المظلوم، فكم من ظلم اقترفناه ونحن غافلون عن عقوبته، وكم من ضعيف أهملنا أمره في ذلك، فمن أراد تفريج كربه فليرع حاله وليجتنب الظلم، فلا يظلم أخ أخاه في ميراث أو أي شيء يكتسبه دون رضاه، ولا يظلم صاحب صاحبه ولا شريك شريكه، فمن الدعوات المجابة دعوة المظلوم « » (صحيح أبي داود).
وقد حذر ديننا العظيم من الظلم أشد التحذير، وبين آثاره السيئة، وعواقبه الوخيمة ونتائجه المدمرة، على صاحبه.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » (متفق عليه) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « » (صحيح ابن حبان).
أميمة الجابر
- التصنيف:
- المصدر: