(1)
مصطفى يوسف اللداوي
من جديد.. غزة تحت مرمى النيران، فقد عادت الطائرات الحربية الإسرائيلية تغير على أهدافٍ مدنية وعسكرية في قطاع غزة، فتقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وتنال من المدنيين الآمنين العُزَّل..
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
من جديد.. غزة تحت مرمى النيران، فقد عادت الطائرات الحربية الإسرائيلية تغير على أهدافٍ مدنية وعسكرية في قطاع غزة، فتقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وتنال من المدنيين الآمنين العُزَّل، في محاولةٍ أخرى للنيل من صمود وثبات الفلسطينيين، ظانةً أنها ستكسِر إرادتهم، وستُحطِّم كبريائهم، وستُجبِرهم على الخضوع والخنوع، والاستسلام والقبول، وستتمكَّن هذه المرة من تغيير موازين القوى، وشطب معادلة الرعب التي فرضتها المقاومة الفلسطينية، والتي جعلت العمق الصهيوني كأطرافه، وشماله كجنوبه، تطال صواريخها كل مكانٍ فيه، وتصل إلى كل هدفٍ تُحدِّده، فما عادت القدس بعيدة، ولا تل أبيب عصِيَّة، ولا شمالها محصنٌ أو آمن.
قطاع غزة لن يكون من جديد تحت مرمى النيران الإسرائيلية، فهو لن يُصعِّر للعدو وجهه، ولن يسمح له بأن يستبيح أرضه وسماءه من جديد، ولن يدفع مواطنوه الثمن وحدهم، بل إن المقاومة الفلسطينية سترد على العدو بالمثل، نارًا بنار، وصواريخًا بصواريخ، واجتياحًا باجتياح، وستُرهِبه بذات السلاح، وستُواجِهه بنفس القوة، وستصد كل محاولاته لاجتياحه والنيل منه، ولن تكون أرضه للعدو سهلة، ولا رماله رخوة، ولا الاعتداء عليه نُزهة، بل ستكون أرضه سبخة، تغوص فيها أقدام جنوده، وتغرق في وحول المقاومة، ورمال غزة الثائرة.
إنها الحرب الثالثة التي يُعلنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة في أقل من عشرة سنوات، وفي كل مرة تدك طائراته أرض القطاع، وتُدمِّر مساكنه ومبانيه، وتُخرِّب شوارعه وطرقاته، وتعيث فيه فسادًا، وبعد أيامٍ تكتوي فيها بنار ردود المقاومة، فتستصرِخ مصر والولايات المتحدة الأمريكية والعالم، ليدخلوا على خط المعركة، ويتوسَّطوا لدى المقاومة، لتوقف إطلاق الصواريخ، وتقبل بهدنةٍ جديدة، وبشروطٍ أخرى، لتزف إلى شعبها ومواطنيها تباشير الهدنة، ليتمكنوا من الخروج من ملاجئهم، واستئناف حياتهم، والعودة إلى مزاولة أعمالهم.
فهل يتكرَّر السيناريو نفسه، ويُعيد التاريخ أحداثه، ويرفع الكيان الصهيوني بعد أيامٍ صوته، يجأر ويصرخ، وقد فشلت مخططاته، وسقطت أهدافه، واكتوت أطرافه، واحترقت بناره ثيابه، فيعود إلى الهدنة القديمة أو يُجدِّدها، أو يقبل بأخرى جديدة، يلتزم فيها بشروط المقاومة الخمسة، التي لا أرى أنها ستتراجع عنها أو ستقبل بأقل منها، فهي ليست ضعيفة ولا خائفة، ولا متردِّدة ولا مُستعجلة، ولكنها مقاومة بحق، ومدافعة عن حق.