تدبر - [160] سورة النحل (4)

منذ 2014-07-14

من الملاحظ في سورة النحل تفصيل النعم وعرض لبعض تلك النعم المتعدِّدة والتي تشتمل عليها النعمة الواحدة: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}.. من ذلك عرض السورة لنعمة الأنعام مفصّلة وبشكلٍ مبهرٌ عجيب..

ومن الملاحظ في سورة النحل تفصيل النعم وعرض لبعض تلك النعم المتعدِّدة والتي تشتمل عليها النعمة الواحدة: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل من الآية:18]..

من ذلك عرض السورة لنعمة الأنعام مفصّلة وبشكلٍ مبهرٌ عجيب..

ففيها الدفء والمنافع: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} [النحل من الآية:5]..

والأنعام فيها فوائد عامة منها الحرث والجر والسقاء تلخصها كلمة {وَمَنَافِعُ} التي تركت مُطلَقة لتشمل كل ما ينتفع به من الأنعام..

والأنعام يؤكل منها: {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}..

والأنعام فيها جمال وزينة وإبهار في حلكم وترحالكم وسفركم وحضركم: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل من الآية:6]..

{وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [النحل من الآية:8]..

والأنعام تحمل متاعكم الثقيل ومن دونها لكان الانتقال في غاية الصعوبة خصوصًا في الأزمنة السالفة: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيم} [النحل:7]..

والأنعام منها الظهر الذي تركبون: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} [النحل من الآية:8]..

والأنعام يخرج منها اللبن الخالص السائغ الذي تشربون: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [النحل:66]..

ومن جلودها تتخذون خيامًا خفيفة يسهل نقلها في السفر والحضر: {وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} [النحل من الآية:88]..

حتى أصوافها وأوبارها وأشعارها لها فوائد وتنتفعون بها: {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل:80]..

كل ذلك في نعمة واحدة..

نعمة اشتملت على فوائد تفصيلية كثيرة ربما تستعصي على العد فضلًا عن الشكر: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}..

لا نستطيع الإحصاء فضلًا عن الشكر الذي يذوب القلب خجلًا لتقصيرنا فيه لكنه لا يلبث أن يستبشر ببارقة أمل في آخر الآية حيث يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيم} [النحل من الآية:18]..

فيغفر تقصيرنا ويرحم عجزنا فله الحمد حمدًا كثيرًا حتى يرضى.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 7,662
المقال السابق
[159] سورة النحل (3)
المقال التالي
[161] سورة النحل (5)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً