كم من سامري بين المسلمين !!؟

منذ 2008-06-25

وفي عصرنا هذا كم من سامري بين المسلمين يصنع عجولاً لها خوار ويسعى في تسويقها بين أمة القرآن.


{قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} [طه: 85].

لله سبحانه حكمة بالغة، ومشيئته تعالى وعلمه وحكمته فوق الشك والتهم وقد جعل هذه الدنيا مدرسة مليئة بالامتحانات والاختبارات المتوالية لتمييز الخلق عامة وأهل الإيمان خاصة، وليمحص هذه المخلوقات المفكرة العاقلة المدركة تمحيصاً يكون به نجاة للذين آمنوا ومحقاً للكافرين والمنافقين.

وقد قص علينا القرآن قصة قوم موسى صلى الله عليه وسلم وكيف أنهم بعد أن ذهب عليه السلام لميقات ربه، عرض عليهم السامري عجلاً ذهبياً له خوار، فافتتن به جل بني إسرائيل وعبدوه وصدّقوا الضال المضل السامري الذي زين لهم الباطل وقال لهم هذا هو إلهكم وإله موسى الذي أخبركم عنه أنه ملاقيه ولكن موسى نسي أن يخبركم بذلك، وتأكيداً لذلك اسمعوا هذه الأصوات التي تصدر من جوفه فانطلت الشبهة على ضعاف الإيمان قليلي العلم، وأضلهم السامري.

وفي عصرنا هذا كم من سامري بين المسلمين يصنع عجولاً لها خوار ويسعى في تسويقها بين أمة القرآن.

عجول كثيرة من أشهرها عجل الإعلام الفاسد، وعجل الإبداع الحداثي، وعجل العلمانية الضالة، وعجل العصرانية المريضة وعجل الرذيلة المؤصلة، وعجل الانفتاح والعولمة والعري وإفساد المرأة، وعجل العقلانية المستكبرة على خالقها، وعجل الموضات والكرة، وعجل الوطنية بمعناها الفاسد، إلى آخر العجول التي يقود كل منها سامري يصيح عليها في سوق النخاسة الفكري والإعلامي والفني، ويرفع أصوات خوارها فيقبل عليها كل صاحب رقة في دينه وفقر في علمه وعوز في عقله، ظاناً فيها الخير والفضل والسعادة والحضارة والتقدم والنهضة {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [الحديد: 14].

وأكثرية المسلمين يعصمهم إيمانهم والعلم الذي يأخذونه من ورثة الأنبياء مترسمين جميعاً قول الله تعالى: {وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ} [المائدة: 49]، موقنين أن التنازل للعجول السامرية يبدأ بالتنازل عن {بَعْضِ} ثم يتلوه بعد ذلك ما يتلوه من سلسلة طويلة من فتنة التنازلات التي حذر الله منها نبيه وهو أعلم وأشرف وأتقى الخلق فقال له: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً} [الإسراء: 73].

د.سعيد بن ناصر الغامدي








  • 0
  • 0
  • 6,632

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً