تدبر - [205] سورة طه (6)

منذ 2014-07-20

تلك القوة التي اضطرت جوارحهم للسجود هي النابعة عن رؤيتهم آية معجزة من آيات الله جل وعلا، حين تحوَّلت عروق الخشب في عصا موسى إلى عروق تنبض في جسد ثعبان مبين يلقف حبالهم وعصيهم. لم يتمالكوا حينئذٍ أنفسهم وأُلقوا سجدًا، بينما يرى الواحد مِنَّا مثل تلك الآيات يوميًا، وربما لا يكون رد فعله قريبًا أو مشابهًا لرد فعل السحرة، ولو حتى بسجود القلب مُسبِّحًا ومُعظِّمًا هذا الخالق الذي أبدع ذلك الذي يعاينه.

وتدبر بناء الفعل {أُلْقِيَ} للمجهول في قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا} [طه:70]، ويكأن قوة ما قد دفعت السحرة للسجود مضطرين! قوةٌ تسرَّبت بشاشتها إلى قلوبهم، ثم لم تلبث إلا ونضحت على جوارحهم، فلم يتمالكوا أنفسهم ولم تحتملهم أقدامهم فخرُّوا للأذقان سجدًا خاشعين!

تلك القوة التي اضطرت جوارحهم للسجود هي النابعة عن رؤيتهم آية معجزة من آيات الله جل وعلا، حين تحوَّلت عروق الخشب في عصا موسى إلى عروق تنبض في جسد ثعبان مبين يلقف حبالهم وعصيهم. لم يتمالكوا حينئذٍ أنفسهم وأُلقوا سجدًا، بينما يرى الواحد مِنَّا مثل تلك الآيات يوميًا، وربما لا يكون رد فعله قريبًا أو مشابهًا لرد فعل السحرة، ولو حتى بسجود القلب مُسبِّحًا ومُعظِّمًا هذا الخالق الذي أبدع ذلك الذي يعاينه.

يُعاين مثل ذلك في نطفة تتحوَّل إلى مخلوق يسمع ويُبصِر ويملأ الدنيا صخبًا، ويراه أيضًا في تحوّل حبة في ظلمات الأرض إلى نبتة مُخضَّرة يأكل منها الناس والأنعام، وغير ذلك من آيات الخلق وبديع التصوير الذي لا يقل عن آية العصا.

ولولا إلف العادة ونقصان التأمُّل والتدبر في خلق الله؛ لَمَا وسع الناظر إلى تلك الآيات الكونية إلا ما وسع السحرة فيُلقى ساجدًا ومُسبِّحًا ومُعظِّمًا إلهًا أحسن كل شيءٍ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين.

  • 1
  • 0
  • 1,422
المقال السابق
[204] سورة طه (5)
المقال التالي
[206] سورة طه (7)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً