عيدنا فرحة - الإحسان إلى الزوجة والأولاد

منذ 2014-07-26

وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابسٍ، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ» (مُتفقٌ عليه).

تقبَّل الله مِنَّا ومنكم الطاعات، وجعل أيام أعيادنا أيام بهجةً ومسرَّات مُزيَّنة بالطاعات.

ومن الطاعات التي يزداد بها العيد بهجة وسرورًا: (الإحسان إلى الزوجة).

فالإحسان إلى الزوجة وإدخال السرور على قلبها، وغمرها بالعطف والمودة الزائدة في هذا اليوم من مقاصد الشريعة، فكم من بيتٍ يقضي عيده في تعاسةٍ بسبب تفويت الزوج لأسباب بسيطة جدًا قد تُدخل السرور على أهله، فقد يأتي الرجل بالهدايا الثمينة لأصدقائه أو رؤسائه في العمل ثم يضن على رفيقته وخليلته الغالية ولو ببسيط الثناء أو الهدية، فعلينا أن نعلم أن المرأة مخلوق رقيق يفتقر دائمًا إلى العطف والحنان مهما بدى منها عكس ذلك، وكم يؤثر فيها القليل من طيب الخصال والتصرُّفات، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِن حبه لعائشة رضي الله عنها أمام الناس تكريمًا لها.

روى البخاري في صحيحه: "حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»".

وكلنا يعلم وصية الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بالنساء وأن خيرنا خيرنا لأهله وخير الأمة لأهله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهلَّا تأسينا به صلى الله عليه وسلم؟

عن عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه وذكر ووعظ، ثم قال: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هن عوانٍ عندكم ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربًا غير مبرحٍ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا؛ ألا إن لكم على نسائكم حقًا، ولنسائكم عليكم حقًا؛ فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسِنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن» (رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ").

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم» (رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ").

يُروى أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دخل يومًا على زوجته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها فرآها تستاك بعود الأراك فأراد مداعبتها فقال هذه الأبيات:


لقد فزت يا عود الأراك بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك *** ما فات مني يا سواك سواك


فكيف بنا نحن مع زوجاتنا؟

ويلحق بالعناية بالزوجة العناية بالأولاد وإدخال السرور عليهم ولو بضحكةٍ ولو بقُبلَةٍ على جبين ولدك فمَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ.

وقد جاء في حديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابسٍ، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ» (مُتفقٌ عليه).

فبِفرحتهم يكتمل العيد وتتفتَّح الزهور..

أسأل الله أن يجعل أيامنا وأيامكم أعيادًا.
 

  • 4
  • 2
  • 24,275
المقال السابق
بر الوالدين
المقال التالي
صلة الأرحام

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً