تدبر - [240] سورة المؤمنون (4)

منذ 2014-07-31

رغم أن الأصل في التكذيب هو التكذيب بالبعث ولقاء الآخرة وليس التكذيب بالموت - فإن ذكر الموت قد ورد في سورة المؤمنون بثلاثة مؤكدات لفظية بينما أكد البعث بمؤكد لفظي واحد: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ . ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}. ففي آية الموت تم التأكيد عليه بـ (إِنّ) و(اللام) التي سبقت كلمة ميتون وأخيرًا بالجملة الخبرية وورد الموت كاسم وليس كفعل وهذا أشد توكيدًا في اللغة من قوله تموتون. أما في آية القيامة والبعث فقد تم التأكيد بـ (إِنّ) وحسب دون باقي المؤكدات في الآية التي تسبقها، والسؤال: لماذا؟

ورغم أن الأصل في التكذيب هو التكذيب بالبعث ولقاء الآخرة وليس التكذيب بالموت - فإن ذكر الموت قد ورد في سورة المؤمنون بثلاثة مؤكدات لفظية بينما أكد البعث بمؤكد لفظي واحد..

{ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ . ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون:15-16]..

ففي آية الموت تم التأكيد عليه بـ (إِنّ) و(اللام) التي سبقت كلمة ميتون وأخيرًا بالجملة الخبرية وورد الموت كاسم وليس كفعل وهذا أشد توكيدًا في اللغة من قوله تموتون..

أما في آية القيامة والبعث فقد تم التأكيد بـ (إِنّ) وحسب دون باقي المؤكدات في الآية التي تسبقها..

والسؤال: لماذا؟

وهل هناك من يُكذِّب بالموت ليتم التأكيد على وقوعه بهذه المؤكدات الشديدة؟

لو سألت أبعد الناس وأشدهم غفلة عن الموت لقال عباراتٌ تفيد تصديقه الشديد من نوعية: "الموت علينا حق"، و"ما دايم إلا وجه الله"، و"ما حدش واخد منها حاجة"، و"الكفن ما لوش جيوب"، و"آخرتها متر × متر"... وسائر تلك الأمثال - التي تقطر باليقين في حدوث الموت..

لماذا إذن احتجنا لتلك المؤكدات...؟!

الجواب: لأن تصديق كثير من الناس بالموت رغم كل تلك الأمثال - تصديق نظري..

كلامٌ وحسب..!

مجرد ألفاظ تتردَّد على الألسنة مع مصمصة الشفاه بحزنٍ عند ذكر الموت أو الموتى..

لكن للأسف التصديق العملي مُفتقَدٌ عند كثير من الخلق إلا من رحم الله..

التصديق العملي ليس معناه الحزن المستمر والكآبة والفزع من هاجس الموت..!

ولكنه الانتباه..

اليقظة..

ثم الاستعداد لتلك اللحظة الآتية لا محالة..

والعمل لِمَا بعدها..

لذلك يُعد أصل تذكُّر الآخرة هو هذا الأمر..

الموت والاستعداد له..

لهذا -والله تعالى أعلم- احتجنا لتلك المؤكدات اللفظية..

لننتبه..

ولنستفيق..

ونستعد..

فهل فعلنا؟!
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 9,770
المقال السابق
[239] سورة المؤمنون (3)
المقال التالي
[241] سورة المؤمنون (5)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً