تدبر - [319] سورة الأحزاب (5)

منذ 2014-08-05

{قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلًا} [الأحزاب:19]..

والمعوِّق هو نمط عجيبٌ غريبٌ حقًا..

إنه ليس معوَّق -بفتح الواو المُشدَّدة- وحسب؛ ولو كانت إعاقته في نفسه لما عابه ذلك بين الناس لكنه هاهنا معوَّق فى نفسه معوِّق لغيره..

إنه نموذج للتراخي والتثاقل في نفسه، والتعويق والإثقال لغيره، خطورته على الأمة تكون أحيانًا أشد من خطورة أعدائها!

لذا قال الله عن أمثاله: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} [الأحزاب من الآية:47]..

ويا ليت هذا الصنف العاجز المتخاذل اكتفى بعجزه وتكاسله وتخذيل غيره وتعويقهم وغرُب عن عاملي الأمة بوجهه المتراخي ونفسه المثبطة الجبانة الشحيحة..

{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} [الأحزاب من الآية:19].

فليستحيي بجبنه وبخله إذًا وليكف لسانه السليط عمَّن لم يجبنوا مثله..

لكنه للأسف لم يفعل..!

بمجرّد أن يزول الخوف وتهدأ الأمور نسبيًا تجده يُسارِع إلى هوايته المحببة..!

إصلاء المؤمنين العاملين بنيران لسانه..!

{فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ}..

إنها نفسية عجيبة ووقاحة منقطعة النظير من قومٍ بخلوا بكل خير، وجبنوا عن كل بأس ثم ينالون ممن لم يفعلوا..

فما أجمع قول الله فيهم: {أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 3,497
المقال السابق
[318] سورة الأحزاب (4)
المقال التالي
[320] سورة الأحزاب (6)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً