العبودية - العبادة (11)

منذ 2014-08-17

قال تعالى {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه}، قال بعض السلف هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

والذي ذكره الشيخ رحمه الله هو الذي أمر الله به ورسوله، لكن كثير من الرجال غلطوا، فإنهم قد يشهدون ما يقدر على أحدهم من المعاصي والذنوب أو ما يقدر على الناس من ذلك بل من الكفر ويشهدون أن هذا جار بمشيئة الله وقضائه وقدرة داخل في حكم ربوبيته ومقتضى مشيئته فيظنون الاستسلام لذلك وموافقته والرضا به ونحو ذلك دينا وطريقا وعبادة فيضاهون المشركين الذين قالوا: {لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء}، وقالوا: {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه}، وقالوا: {لو شاء الرحمن ما عبدناهم}، ولو هدوا لعلموا أن القدر أمرنا أن نرضى به ونصبر على موجبه في المصائب التي تصيبنا كالفقر والمرض والخوف.

قال تعالى {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه}، قال بعض السلف هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

وقال تعالى {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم}.

وأما الذنوب فليس للعبد أن يذنب، وإذا أذنب فعليه أن يستغفر ويتوب من المعائب، ويصبر على المصائب، قال تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك}، وقال تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}، وقال: {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}، وقال يوسف: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}.
 

  • 1
  • 0
  • 2,993
المقال السابق
العبادة (10)
المقال التالي
وجوب الأمر بالمعروف (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً