وقفات منهجية تربوية - (35) الوصايا

الوصية الأولى: عموم المسؤولية؛ فيجب على كل واحد منا أن يبلغ العلم والخير إلى كل أحد يستطيعه، وأن لا يدخر وسعًا في إيصال الخير للناس.

الوصية الثانية: المحاسبة؛ وهي محاسبة النفس.. فكلما كان الإنسان محاسبًا لنفسه وضحت له أخطاؤه. قال ابن القيم رحمه الله لما تكلم عن الأسباب المنجية من عذاب القبر: "ومن أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد له توبة نصوحًا بينه وبين الله فينام على تلك التوبة، ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ... وليس للعبد أنفع من هذه النومة، ولا سيما إذا عقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

الوصية الثالثة: التأمل في المنهج؛ فينظر الإنسان في سيرته بين الناس، ولينظر الإنسان أثره في بيته ومسجده ومكتبه وكليته وفي كل مكان.

الوصية الرابعة: اختيار الرفقة؛ فلتنظر إلى جلسائك ولا تحكمك العاطفة لأن بعض الجلساء كالداء أو كالسم الزعاف لأنه يعينك على الشر ويغريك إلى المعصية من الغيبة والنميمة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير» (متفق عليه).

الوصية الخامسة: طلب النصح من الآخرين؛ فعليك أن تطلب النصح ممن تثق في عقله ودينه. وكلما كانت النصيحة ممن يوثق به كلما كانت أنفع للمنصوح، واحرص على أن تطلب النصيحة وتقبلها ففيها تقويم السلوك والأعمال وتصحيح الأخطاء.

الوصية السادسة: إزالة الجفاء بالتناصح والتوادد؛ فاحذر أن تعادي المسلمين من أقرانك وجيرانك وأقاربك.

الوصية السابعة: الحرص على الدعاء؛ فالدعاء يفتح أبواب الخير الموصدة، ويغلق أبواب الشر المفتوحة. فليدعُ الإنسان بقلب صادق مستشعرًا عظمة من يدعوه، وسيرى من الله ما يَسره.

الوصية الثامنة: الوقت الوقت؛ فالأوقات تنقضي والسنين تذهب والغافل هو من تضيع أوقاته سدى بلا علمٍ ينفعه. قال ابن هبيرة:

الوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع

والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع وذكر منها: وعن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه» (متفق عليه). فاحرص على طلب العلم واستثمار الأوقات واستغلالها في الخير.

وفق الله الجميع وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية من سير الصحابة.