الهمّ في الإسلام - العقل والهم

منذ 2014-08-31

الإنسان يتعامل مع الأشياء والمعلومات عن طريق العقل والهم، فالعقل يفهم الأشياء ويوقن بها، والهم يتصور قيمة الأمر، فأي شيء يراه الإنسان أو يسمعه يتعامل معه بالعقل وبالهم.

الفرق بين عمل العقل وعمل الهم:

ـ العقل مثل جهاز الكمبيوتر تعطي له معلومات ومعطيات فيعطي لك نتيجة سواء كانت النتيجة مكسب أو خسارة فهو لا يشعر بخطورة النتيجة فليس لديه شعور بالقيمة وليس عنده فرق بين أن يكون حجم النتيجة كبير جدا أو صغير، وليس لديه فرق بين رقم مليون ورقم واحد فكلاهما بالنسبة له مجرد أرقام، فليس لديه مشاعر ليفرح بالمكسب أو يحزن بالخسارة، فلا يوجد أي تفاعل سواء سلبا أو إيجابا، فالكمبيوتر يعطي نتيجة بأن هناك آخرة وغيبيات وأن ذلك حق فقط، كذلك عقل الإنسان تأتي له الرسل بالدلائل والبراهين فيعطي نتيجة بأنه موقن تماما بالغيبيات والآخرة.

ـ الإنسان يتعامل مع الأشياء والمعلومات عن طريق العقل والهم، فالعقل يفهم الأشياء ويوقن بها، والهم يتصور قيمة الأمر، فأي شيء يراه الإنسان أو يسمعه يتعامل معه بالعقل وبالهم.

ـ العقل هو المسئول عن فهم المعلومة ومعرفتها والعلم بها والاقتناع واليقين بها، والهم هو المسئول عن رؤية قيمة المعلومة وهو المسئول عن الاهتمام بالمعلومة أو عدم الاهتمام واللا مبالاة بها.

ـ فالعقل هو مسألة علمية معرفية، والهم هو مسألة رؤية وتصور وتخيل لمدى قيمة المعلومة حيث يرتسم أمام عين الإنسان صورة ذهنية لخطورة الأمر وقيمته.

ـ عمل العقل مثل عمل الحاسوب (الكمبيوتر) فهو يتعامل مع المعلومة عن طريق الحسابات والنتائج فقط بغض النظر عن طبيعة المعطيات وطبيعة النتائج، كأن الأمر لا يهمه ولا يعنيه في شيء، فأمامه معطيات ويعطي النتائج من خلال المعطيات، ولا يتأثر بأهمية أو خطورة هذه المعطيات أو النتائج، فالمسألة لا تزيد عن كونها حسابات ونتائج لا أكثر بغض النظر عن ما هي هذِه الحسابات وما هي هذِه النتائج، فمثلا هو يصدق على أنه لو وضع عود كبريت مشتعل على البنزين فإنه يحدث حريق، لكن لا يهمه الأمر مطلقا ولا يتصور مدى خطورته.

ـ فالعقل يعلم والذهن يتصور.

ـ ما يدور في هم الإنسان هو حقيقة ما يوقن به، وعندما يحتضر الإنسان يذكر ما كان مهموما به طوال عمره، فإذا كان المال يذكر المال حين موته وهكذا.

حسني البشبيشي

باحث إسلامي

  • 0
  • 1
  • 1,201
المقال السابق
الفرق بين العلم والتصور
المقال التالي
العلاقة بين التصور والمشاعر

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً