تدبر - (369) سورة الشورى (5)

منذ 2014-09-04

كل ما نراه من بلاءات أو مصائب، إنما هو من شيء قليل عجلت عقوبته، بينما هو يعفو ويعفو عن كثير. فاحمد الله الذي لم يأخذنا بالكثير الذي عندنا، وعاملنا بعظيم العفو الذي عنده، وسله دوام العفو والعافية.

{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ..} [الشورى:30].
حقيقة! ربما تكون مرَّة ولكنها حقيقة، حقيقة نحب أن نتغافل عنها إلا من رحم الله..
حقيقة شاء من شاء وأبى من أبى، حقيقة بما كسبت أيدينا..

حقيقة: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..} [الروم:41].
حقيقة: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ..} [آل عمران:165].  

تلك الحقيقة أو الحقائق ليس المراد منها ترك العمل والبكاء على اللبن المسكوب، أو كما يفعل بعض المتنطعين من تبرأة المتسبب المباشر في المصائب والفساد الذي يظهر، فالله لا يحب الفساد ولا يهدي كيد الخائنين، ولا يحب الظالمين.. هكذا قال عن نفسه.

وهكذا نبهنا إلى تلك الحقيقة السالف ذكرها، حقيقة الخلل الداخلي الذي ينبغي أن ننتبه إليه ونراجعه
ونصلحه، نصلحه بينما لم نزل نستظل بسحائب عفوه وحلمه، نعم.. فرغم كل المصائب والبلاءات تظل بقية الآية مبشرة ومرهبة في الوقت نفسه..

{..وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30].
كل ما نراه من بلاءات أو مصائب، إنما هو من شيء قليل عجلت عقوبته، بينما هو يعفو ويعفو عن كثير.
فاحمد الله الذي لم يأخذنا بالكثير الذي عندنا، وعاملنا بعظيم العفو الذي عنده، وسله دوام العفو والعافية. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 989
المقال السابق
تدبر - [359] سورة غافر (8)
المقال التالي
(370) سورة الزخرف (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً