فضل العشر من ذي الحجة

منذ 2015-09-18

سبب تفضيل تلك الأيام العشر: أنها تجتمع فيها أمهات العبادات، من صلاة، وصوم، وحج، ونحر، وصدقة، وذكر لله، وتكبير، وتلاوة قرآن، وقد أقسم الله عز وجل بها حيث قال جل في علاه: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ}

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سبحان من خلق الزمان وفضل بعضه على بعض..
فخص بعض الشهور والأيام والليالي بمزايا وفضائل يَعظم فيها الأجر، وجعل مواسم الطاعات رحمة بعباده واستزادة للطاعات، فعلى المسلم أن يعرف قدرها، وقدر عمره وقيمة حياته ووقته، ويستغل تلك المواسم والعبادات، فهي تجارة رابحة مع الله يفوز فيها من يفوز ويخسر فيها من يخسر يوم القيامة.

قال تعالى: { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة من الآية:184].
وقال سبحانه: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99].
وقال جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ...} [التوبة:111].
ومن مواسم الطاعات العظيمة (العشر الأول من ذي الحجة) فهي مفضلة على سائر أيام السنة لأنها أفضل أيام الدنيا.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء» (أخرجه البخاري).

و(الـ) التعريف في العمل الصالح: تفيد الاستغراق
وسبب تفضيل تلك الأيام العشر: أنها تجتمع فيها أمهات العبادات، من صلاة، وصوم، وحج، ونحر، وصدقة، وذكر لله، وتكبير، وتلاوة قرآن، وقد أقسم الله عز وجل بها حيث قال جل في علاه: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2]، قال ابن عباس: "إنها عشر ذي الحجة".

وقد اختلف العلماء في: أفضلية العشر من رمضان أم العشر من ذي الحجة؟
فكان أجمل جواب لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله حين قال: "ليالي رمضان أفضل لأن فيها ليلة القدر، وأيام العشر أفضل لأن فيها يوم عرفة".

أما فضل يوم عرفة: فعن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده» (رواه مسلم).

*الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة.
- الحج والعمرة: فهي من أفضل وأجل الأعمال في تلك العشر.
- الأضحية: فيسن لغير الحاج أيضا أن يضحي وهو في بلده وينويها عن نفسه وعن أهل بيته، فيمسك من أشعاره وأظفاره (هذا لمن أراد أن يضحي فقط)، فقد ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أحدهما (عنه وعن أهل بيته)، والثاني (عن أمته ممن لم يضحي).

والحكمة من الأضحية:
* أنها عبادة عظيمة تصرف لله فقط.
* وهي سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ومن قبله نبينا إبراهيم عليه السلام حين فدى الله إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم، عندما صدق الرؤيا أبوه إبراهيم عليه السلام وأراد ذبح ابنه طاعة لله.
* وكذلك إبطالاً لما كانوا عليه من الشرك في الجاهلية في ذبحهم لغير الله تعالى.
* وهي برهنة عظيمة من المؤمن لله في إظهار شعائره والاستسلام له وطاعته وتقواه، فالأجر عائد للمسلم والله هو الغني سبحانه: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ...} [الحج:37].

- الصيام: فيسن للمسلم أن يصوم التسع من ذي الحجة وتحديدًا يوم عرفة.
- الدعاء: عبادة عظيمة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «الدعاء هو العبادة» (صحيح سنن الترمذي:3372).
- الإكثار من ذكر الله والاستغفار.

- تلاوة القرآن الكريم: فهو من أعظم الذكر.
- التوبة النصوح والإقلاع عن المعاصي والعزم في اتخاذ القرار الجازم في تلك الأيام الفاضلة.
- الإكثار من النوافل: من صلوات وصدقات وأعمال صالحة.
- التكبير: يسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح.
لقوله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد (أخرجه أحمد).

وجاءت السنة بالتكبير وهما نوعان:
التكبير المطلق: وذلك يكون في كل حين ووقت وفي كل مكان، من حين دخول العشر إلى فجر يوم عرفة لغير الحاج، وللحاج إلى ظهر يوم النحر يعني أول أيام العيد، صيغته: ورد في أصح صيغ التكبير قول ابن حجر رحمه الله: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا"Kيجهر بها الرجال وتسرها النساء، فقد كان ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما يذهبان إلى السوق فيكبران فيكبر بتكبيرهما الناس -والآن تكاد تكون سنة مهجورة-.

التكبير المقيد: وهو فقط بعد الصلوات المكتوبة، ويبدأ من فجر يوم عرفة لغير الحاج، ومن ظهر يوم النحر للحاج
وينتهي رابع أيام العيد وهو (الثالث عشر من ذي الحجة) فالله الله باغتنام تلك الأيام قبل فوات الأوان وانصرام الأعوام، فإنها فرصة وغنيمة قد لا تعوض يجب أن يحرص عليها كل مسلم.

نسأله سبحانه أن يرحمنا ويقبلنا وييسرنا لليسرى وينفعنا بالذكرى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

صفاء بنت محمد الخالدي

- درست على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( من خلال الأشرطة والكتب ) - حصلت على خمس شهادات في العقيدة والفقه من معهد منارة العلوم الشرعية للدراسة عن بعد - تلقي العديد من المحاضرات والدورس الشرعية في المساجد والدور النسائية

  • 9
  • 1
  • 80,629

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً