درر و فوائد - (12) أخلاق الدعاة

منذ 2014-10-02

أيها الداعي إلى الله لا تتحدَّث إلى الناس وأنت تشعر بالسآمة أو الملالة أو الإحباط أو الإرهاق؛ فإن ذلك يكسو كلامك سوادًا يُفسِد على الناس قلوبهم ويضرَّهم أكثر مما ينفعهم، فإما أن تستعين بالله تعالى حتى يستنير قلبك فتُشرِق كلماتك بنور الهدى والرحمة؛ وإما أن تصمت!


121- أيها الداعي إلى الله لا تتحدَّث إلى الناس وأنت تشعر بالسآمة أو الملالة أو الإحباط أو الإرهاق؛ فإن ذلك يكسو كلامك سوادًا يُفسِد على الناس قلوبهم ويضرَّهم أكثر مما ينفعهم، فإما أن تستعين بالله تعالى حتى يستنير قلبك فتُشرِق كلماتك بنور الهدى والرحمة؛ وإما أن تصمت!

122- إذا كان التوفيق بيد الله والسعادة بيد الله وأنت تعلم أن ما عند الله لا يناله عبدٌ إلا بطاعته، ولو تفكَّرت لحظات.. تلك اللّذة الدنيا.. إلى ماذا تؤول؟ إذن: فلماذا تعصي ربك بالليل يا مسكين؟ ثم تتباهى بذلك في النهار كأنك لم تعصِ الملك الغفار! تذكَّر: {وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى}[1].

123- الصبر والدعاء ليس قلة حيلة بل هو قوة الحيلة.. أورث الله به المستضعفين الأرض! قال تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128].. {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

124- عجبتُ لمن يتواضع للملوك والجبابرة يزعمه يأخذهم بحلمه إلى الدار الآخرة! ثم تراه على العوام مُستكبِرًا حِفظًا لهيبته مُتربِّصًا "ما هكذا يا سعد تُورَد الإبل!".

125- عظِّم العالِم في نفسك ثم انصحه بما شئت هل تفاجأت بما تجمَّلت به كلماتك؟ هل أدهشتك حُسن نبرة صوتك؟! ما أجملها من نصيحة مهذبة!

126- يا أمة الإسلام... إذا استطاع أعداء الأمة أن يُفرِّقوا بيننا بالحدود فإياكم أن تسمحوا لهم أن يُمزِّقوا الشعوب بالعداوة والبغضاء في القلوب! إياكم والعصبية الجاهلية.. إياكم وأن تدب الكراهية والمحبة في القلب على غير أساس الشرع والدين، إياكم وترك الإنصاف ولو على نفسك والأقربين لصالح حمية جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان تذكَّروا قال تعالى: {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}[2] يا مسلمًا.. أصفر أحمر أبيض أسود.. يا مسلمًا.. في الهند والسند والشرق والغرب في كل أرجاء الأرض.. دمك دمي روحك روحي جرحك جرحي يا مسلم.. تفقَّد قلبك..!

127- فكرتُ.. أن كل مُنتكِس ربما.. يكون في قلبه خبيئة سوء كالتي في قلبي! اللهم ثبِّت قلوبنا على دينك.

128- أقول لهم في ظلمة الليل الحالك: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}[3].. يلومونني على استبشاري! وهل يُلام المرء على اليقين؟!

129- بعضهم يظن أن التدين هو اختيار الأشد باطراد دون دليل في كل مسألة دُقَّت أو جُلَّت! كذا فعل اليهود من قبل... كذا أهلكوا! «..وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ اَحَدٌ اِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاَبْشِرُوا..»[4].

130- كل مُتعصِّب لفكرةٍ يظن أن كل محايد مُتعصِّب ضدها! اللهم ألهِمنا رُشدنا وقِنا شرَّ أنفسنا.
 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]- [القصص من الآية:60].

[2]- [التوبة من الآية:47].

[3]- [الطلاق من الآية:7].

[4]- (جزءٌ من حديثٍ رواه البخاري).

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,908
المقال السابق
(11) السيرة الحسنة
المقال التالي
(13) أدب التعامل مع الله ومع الآخرين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً