(10) العلامات الكبرى: الدخان

منذ 2014-10-04

هناك علامات كبرى تدل على قرب قيام الساعة، فإذا ظهرت كانت الساعة على إثرها،

العلامات الكبرى

هناك علامات كبرى تدل على قرب قيام الساعة، فإذا ظهرت كانت الساعة على إثرها، ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: «ما تذاكرون؟» قالوا: نذكر الساعة. قال: «إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات». فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم" (رواه مسلم).

والآيات الكبرى متتابعة في وقوعها، لا يكاد يفصل بينها فاصل زمني، وهي تشبه في تتابعها إذا وقعت العقد إذا انقطع سلكه الذي ينتظم حياته، فإن الحبة الأولى تسقط فتتبعها بقية الحبات بلا تأخير...

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأمارات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً» (صححه الألباني).

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن وقوع الحرب الكبرى بين المسلمين والروم وهي التي سماها الملحة ستكون أولاً، ثم يفتح المسلمون القسطنطينية، ثم يخرج الدجال...

روى معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال» (رواه أبو داود). ومراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه الأحداث تقع متتابعة متوالية.

وبعد خروج الدجال ينزل عيسى ويقتل الدجال، ثم يخرج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى، ويهلكهم الله في زمنه. وتبقى ست آيات: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والدخان، والخسوف الثلاثة: الخسف الذي بالمشرق، والآخر الذي بالمغرب، والثالث الذي بجزيرة العرب، أما طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، فتكونان بعد نزول عيسى وقتله الدجال، وإهلاك يأجوج ومأجوج في عهده، وبعد فساد الناس ودروس الإسلام وقبل خروج النار التي تحشر الناس، ولكن أيهما أسبق: خروج الشمس، أم خروج الدابة؟

ذلك ما لا نستطيع الجزم به بسبب عدم جزم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريباً» (رواه مسلم).

"فالذي يترجح من الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة، ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب" (فتح الباري).

 

الدخان:

من الآيات الكبرى التي تقع قبيل الساعة الدخان، قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ الدخان:10-11].

ومما يدل دلالة صريحة على أن الدخان من العلامات الكبرى ما رواه مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: «ما تذكرون؟» قلنا: نذكر الساعة، قال: «إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» (رواه مسلم).

وابن مسعود رضي الله عنه يرى أن هذه الآية مضت وانقضت، واستدل على ذلك بأن العذاب الذي يقع بالكافرين في الآخرة لا يكشف عنهم، والآية تنص أن الله رافع عنهم العذاب قليلاً، وذهب مذهب ابن مسعود جماعة من السلف.

 

وقد رجح ابن كثير أن آية الدخان لم تأت بعد واستدل على ذلك بأمور:

1- الأحاديث الصحيحة والحسنة الواردة في الموضوع الدالة على أن الآية لم تأت بعد.

2- قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} [الدخان:10] أي بين واضح يراه كل أحد، وليس خيالاً كما ذهب إليه ابن مسعود.

3- قوله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ} ولو كان أمراً خيالياً يخص أهل مكة المشركين، لما قيل فيه: {يَغْشَى النَّاسَ}.

(من كتاب: القيامة الصغرى)

عمر سليمان الأشقر

الشيخ الدكتور عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر أحد أعلام فلسطين البارزين وأحد مؤسسي هيئه علماء فلسطين بالخارج.

  • 17
  • 0
  • 49,887

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً